حاورته نادية الهاني
{ ما هي أسباب اعتزالك الغناء؟
< الناس يستفسرونني دائما ويعتقدون أن سبب اعتزالي راجع إلى وقوع حادث أو رؤيتي حلما ما، والواقع أنني عدت إلى الفطرة والتربية التي ربتني عليها أسرتي المتدينة، إذ إن أخواتي يضعن الحجاب منذ الصغر، وكل أفراد أسرتي يقومون بأداء الواجبات الدينية على أحسن وجه منذ مدة طويلة. لطالما خالفت قناعاتي الدينية ما أقوم به من غناء وسلوكات لطالما اعتبرتها خاطئة. إذن، قناعاتي الدينية تزايدت يوما تلو الآخر، ووعيي بأن ما أقوم به خاطئ تطور كذلك. أنا تربيت في وسط متدين، وأريد لأبنائي أن يحظوا بالتربية نفسها.
{ هل أثر فيك شيخ أو داعية ودفعك لاعتزال الفن؟
< نعم تلقيت تأطيرا دينيا على يد مجموعة من الشيوخ العرب، لكن بعد أن اتخذت قرار الاعتزال النهائي للفن. أول ما قمت به بعد الاعتزال هو العمرة، وهناك اغتنمت الفرصة لحضور لقاءات علمية يلقيها بعض الشيوخ، كما التقيت ناصر الزهراني صاحب متحف «السلام عليك أيها النبي»، الذي ساعدني بشكل كبير. كما قمت بمجموعة من الأبحاث وقراءة كتب دينية مهمة. خلاصة القول، اعتزالي للفن والغناء جاء عن قناعة شخصية، وبعد ذلك ذهبت للبحث عن تأطير ديني على يد شيوخ. أتمنى أن أشتغل مع المجالس العلمية في كل ما من شأنه أن ينشر الدين الإسلامي الحنيف. قيامي بالعمرة كان أيضا فرصة لتصوير برنامج «يوميات معتمر» الذي بث على قناتي في موقع «يوتوب»، ومولته من مالي الخاص. هناك أمر مهم لا بد من الإشارة إليه، هناك علماء دين لديهم معرفة أكبر مني طبعا، لكن ربما رسالتهم لن تنتشر بشكل كبير، لذلك يجب خلق تعاون بيننا، إذ ستساعدني القاعدة الجماهيرية التي ستكون أول مستهدف لنشر الرسالة الإسلامية، وكذلك تجربتي مع وسائل الإعلام والتعامل مع الكاميرا لمدة يزيد على أربع عشرة سنة من خلال تقديم حوالي سبعة برامج، في التعامل مع الجمهور وتأطيره دينيا.
{ هل تلقيت أي انتقادات بعد اعتزالك الفن وتوجهك مباشرة إلى العمل الدعوي؟
< هذا ما كنت أتوقعه، لكني وجدت العكس تماما، إذ إن جل الذين أعرفهم ويعرفوني نوهوا بالقرار الذي اتخذته وشجعوني عليه. لكن، طبعا كانت هناك أقلية انتقدتني، إذ هناك من قال: «من الغناء للدعوة» و«مشيتي الخليج وعطاوك الفلوس باش تنشر الفكر الإرهابي»…
{ طيب، قلت إنك تمول البرنامج الذي تقدمه عبر يوتوب من مالك الخاص دون أن تتلقى أي دعم. أليس الأمر مكلفا؟
< كنت أعمل أستاذا للموسيقى وتخليت عن عملي، وبرنامج «يوميات معتمر» مولته من مالي الخاص، أما برنامج «لو زارك الحبيب» فهو بتعاون مع التلفزة الإلكترونية «شوف تيفي». أتمنى أن تفتح لنا القنوات المغربية الباب للاشتغال، وأنا لا أنتظر إطلاقا أي مقابل مادي، فقط أن تتم تأدية الواجبات للعاملين الآخرين معي، وأنا مستعد للاشتغال في كل ما من شأنه أن يخدم الدين الإسلامي.
{ ما هو رأيك في الفنانين الذين اعتزلوا الفن و«تدينوا» وعاودوا الرجوع إلى الفن؟
< ليس لي الحق ولا لأي شخص آخر في إصدار الحكم على هؤلاء، وكل ما يتوجب علينا هو أن نطلب للناس الهداية.