بالتزامن مع شروع السلطات المغربية بمنطقة رأس عصفور في تفجير الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي على الحدود مع الجزائر، قصد تمكين المقاولة التي تشيد السياج مع الجارة الشرقية من إنجاز هذه المنشأة الهندسية، قال مصدر مطلع إن مروحية تابعة للجيش الجزائري حامت السبت المنصرم فوق مراكز المراقبة الحدودية الجزائرية، وهو ما أثار استغراب ساكنة المنطقة.
وعكس ما راج في البداية، نفى مصدر مسؤول بالجماعة القروية (رأس عصفور) أن تكون المروحية قد اخترقت الأجواء المغربية، مشيرا في الوقت نفسه، نقلا عن شهود عيان، أن المروحية كما سبقت الإشارة حامت فوق التراب الجزائري، مبرزا أنه في الوقت الراهن يعرف الشريط الحدودي تواجدا مكثفا للقوات المسلحة الملكية، بالنظر إلى المهمة التي تقوم بها، والمتمثلة في التخلص من الألغام لإفساح المجال أمام المقاولة لتشييد السياج، وبالتالي ليس من السهل اختراق الأجواء المغربية بالنظر إلى هذا التواجد المكثف.
هذا، ولم يعرف المهمة التي كانت تستطلعها المروحية الجزائرية، في الوقت الذي رجح فيه مصدر مطلع أن تكون المهمة عادية، وتدخل في سياق استطلاع الوضع على الحدود، لم يستبعد مصدر آخر أن يكون للأمر علاقة بتعقب عناصر الجماعات المتطرفة المنتشرين فوق التراب الجزائري، خاصة وأن منطقة رأس عصفور (الجانب الجزائري) عرفت في وقت سابق مواجهات بين الجيش الجزائري ومسلحين ينتمون إلى هذه الجماعات.
المصدر المسؤول في جماعة رأس عصفور، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أيضا أن السكان والسلطات المحلية تجاوزت المشاكل التي كانت مطروحة، والمتجلية بالأساس في موقع السياج، فبعدما كان المقاول قد قرر وضعه بعيدا عن الشريط الحدودي، احتجت الساكنة وطالبت بوضعه على الشريط الحدودي مباشرة حتى تتمكن من الوصول إلى أراضيها الفلاحية، وأبرز المصدر نفسه أن العملية التي يقوم بها الجيش المغربي لنزع الألغام لقيت «استحسانا» من جانب المزارعين والفلاحين والرعاة، الذين سيتمكنون من استغلال أجزاء مهمة من الأراضي، التي كانت هذه الألغام تحول دون ذلك.