عرفت قضية الشاب أمين خيري، الذي قضت المحكمة الابتدائية في أكادير مؤخرا برفض طلب زواجه من شابة ألمانية بدعوى أنهما من «عبدة الشيطان»، تطورات جديدة، وذلك بعد دخول كل من وزارة العدل والحريات العامة، وكذا المجلس الوطني لحقوق الإنسان على الخط.
وفي الوقت الذي اختار وزير العدل والحريات العامة، مصطفى الرميد، أن ينأى بنفسه عن هذه القضية، حيث نفى في تصريح لـ»أخبار اليوم» تدخله في الملف، موضحا أنه من الصلاحيات القضائية، وأن لا دخل له فيه، وعلمت « اليوم24» أن الشاب أمين خيري توصل صباح أمس باتصال من أحد موظفي وزارة العدل، وتحديدا موظف من قسم الشكايات، حيث طلب منه الحضور إلى مقر الوزارة في الرباط خلال الأسبوع الجاري، بهدف تقديم شكاية بخصوص قضيته.
وقد علق أبو زيد مولاي عبد المطلب، محامي خيري، على الأمر في اتصال بـ« اليوم24»، حيث قال «شخصيا أنا ضد تقديم شكاية، ولكنني تركت لموكلي حرية اتخاذ القرار الذي يناسبه»، مبديا استغرابه إزاء رفض الوزير التدخل في القضية، على اعتبار أنها «من الصلاحيات القضائية»، حيث قال إن الملف حاليا ليس مفتوحا من طرف القضاء، بل صدر فيه حكم ابتدائي ولم يتم بعد التقدم بطلب استئنافه.
من جهته، قام المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالدخول على الخط في هذه القضية، من خلال اتصال اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في أكادير بمحامي أمين خيري.
وعلاقة بالموضوع، قال محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لـ» اليوم24» إن المجلس سيطلع على الملف، وأوضح أن «هذه الحالة مثلها مثل حالات كثيرة نطلع عليها، حيث نطلب الملف ونعالجه بشكل عاد»، مؤكدا «دورنا هو حل المشاكل».
وكانت قضية أمين خيري، المنحدر من مدينة أكادير، قد أثارت خلال الفترة الأخيرة جدلا واسعا، واستغرابا كبيرا لدى كل من اطلعوا على نسخة الحكم الابتدائي الذي يمنع الشاب من زواجه بخطيبته الألمانية، بدعوى أنهما من «عبدة الشيطان»، حيث جاء في نص الحكم أنه «تم إجراء بحث على الطرفين بتاريخ 18/03/2015، وتم إجراء بحث آخر بتاريخ 28/04/2015، وأثبت أن الطرف المغربي يعتبر ما يصطلح عليه «عبدة الشياطين»، وكان يتعاطى تجارة الملابس والمعدات التي لها علاقة بهذا التوجه، وانقطع عن ذلك سنة 2008»، كما اتهمت الشابة الألمانية بدورها بعبادة الشيطان، وذلك استنادا إلى مظهرها، حيث تضمن نفس الحكم أنه «يتبين من مظهرها أنها تنتمي إلى نفس التيار».
وكان خيري قد عبر لـ» اليوم24» عن استغرابه للحكم، إذ أكد أنه صرح أمام القاضي بأنه مسلم، وردد مرارا الشهادة أمامه، كما أن خطيبته أكدت بأنها مسيحية، ورغم ذلك تشبثت المحكمة بقرارها، وتم رفض الطلب الذي تقدما به لعقد قرانهما.
من جهته، عبر أبو زيد مولاي عبد المطلب عن استيائه وأسفه لما آلت إليه القضية، حيث أكد أن الشاب يعاني بشدة مما مر به، كما أن أسرته بدورها تعاني ليس فقط لعدم قدرة ابنها على تحقيق حلمه بالزواج من الفتاة التي اختارها، ولكن أيضا من نظرة المجتمع، وذلك بعدما انتشر أن الابن ينتسب لـ»عبدة الشيطان» استنادا إلى حكم المحكمة، وهي التهمة التي ظل الشاب يرفضها وينفيها مرارا.
يشار إلى أن خطيبة أمين خيري، الألمانية الجنسية، كانت قد عادت إلى بلادها نهاية الأسبوع الأخير. في حين سبق لأمين أن صرح لـ» اليوم24» أنه قد يلتحق بها للزواج مدنيا في ألمانيا بعدما تم رفض طلب زواجه بالمغرب.