خلف ظهور حالة جديدة لمرض الإيبولا بإيطاليا حالة إستنفار وسط الأوساط الصحية بالبلد في الأيام القليلة الماضية ، ويتعلق الأمر بممرض إيطالي كان في مهمة إنسانية بجمهورية سيراليون حيث كان يعمل متطوعا لمدة أربعة أشهر في جمعية خيرية إيطالية تدعى « إميرجينسي » تعمل في مجال مساعدة وإسعاف المصابين بمرض الإيبولا بسيراليون وبعض الدول الإفريقية التي تفشى فيها المرض .
وقالت وسائل الإعلام الإيطالية ان المصاب بالفيروس، والذي يبلغ من العمر 37 سنة ، كان قد عاد إلى إيطاليا قبل أيام عبر رحلة من مطار فريطاون مرورا بمطار محمد الخامس الدولي بمدينة الدار البيضاء، فيما لم تشر إلى الشركة الجوية التي سافر عبرها ولا إلى الوقت الذي قضاه في مطار الدار البيضاء الذي مر منه يوم 7 ماي الجاري.
إكتشاف إصابة المواطن الإيطالي بالفيروس تم يوم الأحد الماضي حين تقدم إلى مستشفى مدينة ساسّاري بجزيرة سردينيا بعدما كان يعاني من إرتفاع في درجة حرارة الجسم. وبعد تقديم مجموعة من العلاجات للمريض وعدم تجاوب جسده معها بدأ الشك يتسرب إلى الأطباء بكون الأمر يتعلق بمرض نادر، وحين أخبر المريض الطاقم الطبي بكونه كان في مهمة إلى سيراليون، حينها تم إخضاعه لفحوصات دقيقة ليتم إكتشاف إصابته بمرض إيبولا.
وبعد إكتشاف الإصابة بالفيروس تم تشكيل خلية لتتبع المريض وإعداد تقارير يومية عن حالته لطمأنة الراي العام عن كون الحالة منفردة تم تطويقها ولا داعي للقلق بهذا الشأن خاصة وأن حالة أخرى كان قد شهدها البلد قبل أشهر وقد تمكن الأطباء في مؤسسة متخصصة بروما من التغلب على المرض إذ عاد المريض إلى حياته العادية بعد ان تعافى نهائيا .
ووسط إجراءات أمنية وقائية جد مشددة، تم نقل المريض بواسطة طائرة عسكرية إلى « المركز الوطني للأمراض المعدية « ، وهو مركز متطور يوجد في روما. وأكد الأطباء هناك على ان حالته مستقرة، وبأن وزارة الصحة وضعت رهن إشارتهم عشرة أدوية لتجريب مع أي منها سيتجاوب جسد المصاب.
هذا وقال مسؤول الصحة بمدينة ساساري، في ندوة صحفية عقدها لشرح ملابسات الموضوع، بأنه تم وضع ثلاثة أشخاص آخرين داخل معازل خاصة في المستشفى بسبب احتكاكهم بالمريض وذلك كإجراء إحتياطي، وسيظلون هناك لمدة ثلاث أسابيع رغم انهم لا يحملون أية أعراض للمرض.
من جهته، شدد مسؤول من وزارة الصحة على أن الأمر يتعلق بحالة واحدة لذلك يجب « الهدوء وعدم نشر الرعب وسط الناس، فحالة الممرض تم التعامل معها بالحزم اللازم ، وانتشار الفيروس امر جد مستبعد« ، يضيف المسؤول الإيطالي.