أعلنت شركة مايكروسوفت، أول أمس الثلاثاء، عن توفر أداة جديدة للترجمة الفورية «Skype Translator» داخل برنامجها للمحادثة الفورية «السكايب»، وذلك بعد مدة ليست بالقصيرة عن إطلاق هذه الأداة، ولأول مرة قد أصبحت الخدمة متوفرة بالنسبة لكافة المستخدمين، وكانت مايكروسوفت قد أطلقت أواخر السنة الماضية أداتها الجديدة للترجمة الفورية «Skype Translator» في برنامج السكايب، لكنها كانت متوفرة في نسختها التجريبية لعدد محدود جدا من المستخدمين، عن طريق التسجيل في البرنامج التجريبي، بالإضافة إلى محدودية اللغات المستخدمة.
وفي سياق متصل، أشارت شركة مايكروسوفت إلى أن أداة الترجمة الفورية «Skype Translator» أصبحت متوفرة لجميع المستخدمين، وذلك عن طريق تحميل التطبيق من المتجر الإلكتروني «ويندوز ستور»، لكنه سيكون متاحا فقط بالنسبة لمستخدمي نظامي ويندوز 10 في نسخته التجريبية، وويندوز 8.1. وحسب نفس الشركة، فإن Skype Translator ما زال في طور التجربة، وسيمكن المستخدمين من بلدان مختلفة من التواصل عن طريق الترجمة الفورية، وهو متوفر في عدة لغات من بينها: الإنجليزية، والصينية، والإيطالية، والفرنسية والألمانية.
تم ابتكار السكايب Skype في شهر غشت سنة 2003 من قبل كل من السويدي نيكلاس زينشتروم، والدنماركي يانوس فريس، مع مجموعة من مطوري البرامج، ويمكن برنامج السكايب مستخدميه من الاتصال صوتيا (هاتفيا) عبر الأنترنيت بشكل مجاني بالنسبة لمستخدمي هذا البرنامج، لكن مع تكلفة بسيطة في حال الاتصال بخطوط الهاتف الثابتة أو المحمولة. وفي شهر ماي من سنة 2011، اشترته شركة مايكروسوفت بمبلغ يقدر بـ 8،5 مليار دولار أمريكي. وحسب موقع ساييبر آرابز المتخصص في المجال التكنولوجي، فإن السكايب هو أحد البرامج الأكثر استخداما لإجراء الاتصالات في العالم العربي، وجميع الاتصالات عبر السكايب مشفرة، ولذلك فقد أصبح هذا البرنامج أداة أساسية للتواصل خلال «الربيع العربي»، لكن توجد بعض الثغرات الأمنية في برنامج السكايب تجعله أحيانا وسيلة غير آمنة.
وفي نفس السياق، يجد القراصنة صعوبة بالغة في فك تشفير التواصل عبر السكايب، إلا أن الخبراء يجمعون بشكل كبير أن هناك إمكانية الاطلاع على بعض المعلومات عن طريق ثغرة يمكن لطرف ثالث النفاذ منها. وحسب نفس الموقع، فقد تم توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة الأمريكية بشكل خاص بأنها تقوم بالتصنت على محادثات السكايب. دون معرفة من أي حكومة ولا إدارة برنامج السكايب بهذا الأمر، لهذا يحذر الخبراء عند القيام باتصال عبر هذا البرنامج إذا كان المستخدمون يعيشون في بلد على علاقة جيدة بالولايات المتحدة. ففي الوقت الذي يمكن اعتبار استعمال السكايب آمنا في سوريا، فإن الحال ليس كذلك في البحرين والسعودية وقطر.
يستعمل العديد من الناس السكايب مع أدوات لتخطي الرقابة أو أدوات لتشفير بيانات الإنترنت الخاصة بهم، ويمكن اختيار برنامج مناسب مثل Tor أو VPN أوSSH، لأن التواصل عبر السكايب يمكن أن يكون آمنا جدا، إلا أن السكايب تم تصميمه، حيث إنه يقوم بالاتصال بالإنترنت من دون احترام إعدادات الأمان الخاصة بالمستخدم، ويقوم البرنامج دائما بالبحث عن الطريقة الأفضل للاتصال بالإنترنيت، وهي ليست دائما عبر خدمات الأمان التي يقوم المستعملون بإعدادها. لذا، يجب التأكد جيدا أن السكايب يقوم فعلا باستعمال طريقة الربط بالإنترنيت التي تم اختيارها. على عكس الاعتقاد السائد، فإن تغيير إعدادات «البروكسي» الخاصة بالسكايب لن يغير ذلك، إذ سيبقى الاتصال الذي يتم استعماله غير آمن. وفي نفس الوقت، لن يمر الاتصال بين السكايب والإنترنيت عبر قناة آمنة إلا عبر إجبار البرنامج على استعمال أداة لتخطي الرقابة، حيث قام فريق من الخبراء في مجال الأمن الرقمي بإنشاء دليل سهل الاستخدام الجيد له من أجل الوصول إلى هذه الغاية، ويتطلب ذلك استعمال ويندوز 7 أو نسخة أكثر حداثة مع تشغيل جدار الحماية (Windows Firewall) حسب الإعدادت القياسيّة (Standard).
ويستعمل العديد من الناس خدمة الدردشة (Chat) في السكايب، ومع دمج السكايب وإم إس إن مسينجر من مايكروسوفت، فمن المتوقع أن تزداد هذه الخدمة شعبية، إلا أن سجل الدردشة يتم حفظه على خادم السكايب، وكلما تم تسجيل الدخول في السكايب، يقوم التطبيق بتحميل تاريخ الدردشة بشكل كامل، قد لا يشكل ذلك مشكلة إذا كان المستخدم يستعمل حاسوبه الخاص، إلا أن هذا السجل يتم تحميله أيضاً على أجهزة الحاسوب العامة. لذا، فإنه من المهم استعمال السكايب فقط في أجهزة يمكن الثقة فيها، كما يمكن تغيير إعدادات السكايب لكي لا يحفظ تاريخ الدردشة.