توفيق بوعشرين :التجربة التركية والتجربة المغربية

26 مايو 2015 - 22:19

 

سيجتاز، في السابع من يونيو المقبل، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، امتحانا كبيراً، بمناسبة الانتخابات البرلمانية المقبلة في بلاده. الرهان مزدوج على هذه الاستحقاقات.
من جهة، يسعى أردوغان وحزبه، العدالة والتنمية، إلى الحفاظ على السلطة الموجودة في أيديهم منذ 13 عاماً، والحصول على تفويض شعبي جديد، لإكمال مشروع تركيا الجديدة والقوية. ومن جهة أخرى، يراهن الزعيم أردوغان على تعديل دستور البلاد، وتغيير الطابع البرلماني للجمهورية، وإحلال نموذج رئاسي بديل، يعزز صلاحيات الرئيس، ويجعل منه قائداً على نمط ساكن البيت الأبيض في أمريكا. ولن يتحقق هذا الطموح السياسي لأردوغان وحزبه دون أغلبية مريحة في البرلمان المقبل، تجعل من تعديل الدستور أمراً في المتناول.
لماذا يريد الزعيم التركي الأشهر بعد أتاتورك أن يوسع صلاحيات رئيس الجمهورية؟
هناك قراءتان لهذا الطموح السياسي الكبير. الأولى تقول إن أردوغان لم ينه مهمته بعد في قيادة تركيا نحو النهوض من جديد، من دولة تابعة للغرب، غارقة في المشكلات والأزمات، إلى دولة صاعدة تحتل المراكز العشرة الأولى في قائمة الدول القوية. ولهذا، يريد ابن حارة قاسم باشا أن يحافظ على قيادة قوية موحدة إلى غاية الوصول إلى هدفه النهائي، أي تحقيق رؤية 2023 التي ستأخذ تركيا معها مكاناً بين أكبر عشرة اقتصادات في العالم، وتحقق ناتجاً محلياً إجمالياً، قدره ألفي مليار دولار (2 ترليون دولار). وأن يصل معدل دخل الفرد إلى 25,000 دولار في السنة، مع خفض معدل البطالة في تركيا إلى حدود 5%. وفي المجمل، وضع تركيا في الصفوف الأمامية للدول القوية والمتقدمة والمؤثرة في محيطها. بلوغ هذا الهدف تعترضه عوائق داخلية وخارجية كثيرة. لهذا، يتمسك التيار الأكبر في حزب العدالة والتنمية بالزعيم أردوغان وكاريزميته، من أجل خوض غمار استعادة الأمجاد العثمانية، ورد الاعتبار إلى الباب العالي، لكن، بمنظور جديد ورؤية معاصرة.
أما معارضو أردوغان فيرون أنه يسعى إلى إحياء التقاليد السلطانية في تركيا، وأنه مهووس بالسلطة، ولن يشبع حتى يجمع كل السلطات بين يديه، وأن هذه الشهية المفتوحة دائماً لتوسيع الصلاحيات والهيمنة على مقاليد الحكم في تركيا هي أكبر نقطة ضعف لدى أردوغان، وأن الناخب التركي سيعاقب الحزب لهذا السبب، على الرغم من أن حصيلته إيجابية في عمومها. وعلى الرغم من أن البدائل السياسية أمام الناخب التركي محدودة، فإن هذا الرأي المعارض لتوسيع صلاحيات الرئيس والخروج بالجمهورية من الطابع البرلماني إلى الرئاسي، لا يقتصر على أحزاب المعارضة من اليمين واليسار، بل إن دعوات وسط حزب المصباح ارتفعت أخيرا تعارض تغيير الدستور، وتعارض توسيع صلاحيات الرئيس، وفي مقدمة المنادين بها الرئيس السابق، عبد الله غول، الذي لم يبلع بعد خروجه من القصر الرئاسي دون حقيبة رئيس الحكومة التي ذهبت إلى أستاذ العلوم السياسية ومنظر السياسة الخارجية، أحمد داود أوغلو، فقد عارض غول، صراحة، مخطط أردوغان لتغيير الطابع البرلماني للجمهورية، وقال: «لا نريد سوبرمان رئيساً للدولة».
أياً يكن سيناريو ما بعد الانتخابات المقبلة، فإن تركيا صارت لاعباً رئيساً في المنطقة، وصار حزب العدالة والتنمية نموذج الحزب الإسلامي المحافظ الذي نجح في التكيف مع العلمانية الصلبة للدولة، ونجح في أن ينقل البلاد من حال إلى آخر أفضل، اعتماداً على النفس، وعلى إصلاحات ليبرالية عميقة، واختيارات ديمقراطية واضحة، ومخططات اقتصادية صلبة، الأمر الذي لم يستفد منه، للأسف، إسلاميو العالم العربي الذين صعدوا على ظهر الربيع العربي إلى السلطة في أكثر من بلد، لكنهم لم يفلحوا في البقاء فيها مدة طويلة، من جهة بسبب قوة الثورات المضادة، و من جهة أخرى بسبب عجزهم عن إدارة المرحلة الانتقالية، ونسج قاعدة تحالفات واسعة مع التيارات الأخرى، خصوصاً في مصر، حيث اتجه «الإخوان المسلمون» إلى الحكم وحدهم، اعتمادا على نتائج الاقتراع وكأنهم في سويسرا، وليس في مصر، حيث الجيش يشكل دولة داخل الدولة.
إسلاميو المغرب نجحوا في البقاء على رأس الحكومة، ونجحوا في الانحناء للعاصفة، لكن من دون خارطة طريق، ومن دون مشروع طموح لإعادة بناء الاقتصاد والسياسة والتعليم والصناعة… مازالت الحكومة عندنا تصارع من أجل البقاء، ومن أجل بناء المؤسسات، ومن أجل تطبيع العلاقات مع القصر، ومن أجل تطمين الداخل والخارج، من أجل الحفاظ على التساكن بين السلط، لهذا يجب مصارحة الرأي العام بأن التجربة المغربية، رغم الاستقرار الذي تتمتع به في بحر إقليمي هائج، تجربة هشة جداً، وقابلة للتراجع في أية لحظة، وليس لديها أنصار كثيرون وسط الطبقة السياسية، وعود الانتقال الديمقراطي فيها لم يقو بعد، ولا جذور له في التربة المغربية

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

فيصل منذ 9 سنوات

احسنت القول اخي الكريم

سعد معقوول منذ 9 سنوات

لا يمكن لصاحب هذا التعليق إلا أن يكون من حزب الاستقلال عفوا الاستغلال

عبد المجيد العماري منذ 9 سنوات

لا يمكن مقارنة المغرب مع تركيا،المغرب له خصوصية ،وهذه الخصوصية هي اللاديموقراطية،المغرب لن يتقدم حتى يسود فيه الملك ولا يحكم.

عبدو منذ 9 سنوات

العدالة و التنيمة في تركيا نتاج جهد كبير منذ مندريس وقبله إلى أربكان و من معه و العدالة و التنمية في المغرب يحتاج إلى زمن من أجل أن تنضج تجربتهم و يصلوا بالوطن بتعاون مع أمير المؤمنين إلى ما وصل إليه إخوانهم

abouaya jawad منذ 9 سنوات

jawad مع تقديرنا للأستاذ بوعشرين ولكن هذا الطرح التشاؤمي لا يصلح في هذه المرحلة

مغربي على قد الحال منذ 9 سنوات

الاسلاميون الاتراك عانوا من تآمر الجيش والقضاء والمثقفين المتوجسين (مثل مصر) حلت المحكمة الدستورية اربعة احزاب بدعوى تهديد علمانية الدولة اشهرها الرفاه ثم الفضيلة لاربكان آمن الاتراك بأن حل مشاكلهم يكمن في دخول الاتحاد الاوربي الذي اشترط اولا ابتعاد الجيش عن السياسة لبدء المفاوضات فاز اخوة اوردغان -السجين - انذاك بالبلديات وابانوا على كفاءة ونزاهة فاجأت الجميع ففازوا بالتشريعية و... الطريق طويل واللبيب من يستغل الفرصة ليبرهن للناس انه جدير بثقتهم لا ان يخذلهم ويتباكى معهم

samir2 منذ 9 سنوات

هناك فرق بين بن كيران المغربي وبين ريس الوزراء التركي رجب طيب!! أردوغان..اه حتى رئيس الحكومة ينتمي الى حزب اسلامي ويبدأ تصريحاته المستفزة بالبسملة والحوقلة قبل أن يهيج تحت مسكر السلطة يطلق لسانه للحديث عبثا فتراه يعارض نفسه وحكومته والقرارات التي يوقع عليها بأصابع يده ضد المغاربة ثم يهييج أكثر ويطلب الحماية من عمال المخابز!!! مهددا خصومه بالبقاء في الحكومة متوعدابالشهادة في سبيل الله و الاستقالة اذا اقتضت الظروف ذلك ..حزب العدالة المغربي بلا تنمية ولا عدالة وكثير من أعضائه المياميين بدلوا البندقية من كتف الى كتف وكان أول ما قاموا به بعد تذوقهم لعسل السلطة أن سحقوا مبادئهم وألقوا بها في حاوية الزبالة ومنهم من تخلص من لحيته ايام قليلة بعد استوزاره ومنهم من أحل لعبة اليناصيب دون أن يخجل من دولار السجود الذي يحمله على الجبهة..منهم من حرص على عدم التفريط في نصيبه من الدنيا وزينتها وسريرها وغرفة نومها ومسبحها والقناطر المقنطرة من النساء والمناصب ..منهم من أكل البيصارة أمام أنظار الملايين معتقدا أنه تواضع مثلما كان يفعل الصحابة ومنهم من احتقر لغة البلد ذات لقاء اذاعي مع محطة فرنسية مفضلا الاجابة عن اسئلة صحفي ضخم بفرنسية ركيكة c est clair..systematiqument!!..أما إزعاج القصر فحدث ولا حرج اذ لا تكاد خطابات رئيس الحكومة تخلو من عبارات الشكر للملك..وعوض ان يرد عن الاشخاص الذين ينتقدون سياسة تفقيير المواطن والرفع من اسعار المواد الاساسية يكتفي الاخ في الله باجوبة مفادها أن جل الصلاحيات في يد صاحب الجلالة وأن دوره كرئيس للحكومة قد انتهى باخماد الحراك المغربي وأن الشعب المغربي يعرف جيدا من تكون العدالة والتنمية ويعرف من هم المشوشون على الحكومة المباركة متوعدا بمعجزة في الزمن والمكان المناسبيين!!!وهنا يذكرني بتهديدات اطلقها بشار الاسد عندما تعرض جيشه العربي لهجوم اسرائلي مفاجئ ولازلنا ننتظر الرد في الزمكان التوأميين!!!في تركيا فاز الاخوان ووصلوا الى الرئاسة فكان أول ما قاموا به هو تحرييك عجلة الاقتصاد وخلخلة الفساد والتشجيع على السياحة ما جعل دولة اتاتورك تنتقل من بلد علماني!! غارق الى مصاف الدول الرائدة وحتى مواقف اردوغان تحسب له ورأيتم كيف خرج مؤخرا ليعلن تنديده القوي لاحكام الاعدام التي صدرت في حق مرسي وعدد من قادة الاخوان والمتعاطفيين معهم في وقت ظهر فيه بن كيران وهو يجلس الى جانب قابض الارواح-السيسي-بالصف الامامي في لقاء دافوس هذا هو الفرق.انتخبوا لبنى أكيداار هههه!!!

سعد معقول منذ 9 سنوات

السلام عليكم. : عند قرائتي للنصف الأول من المقال انشرحت للتفوق الذي والديناميكية التي أدخلها أردوغان . وانتظرت أن يكون النصف الثاني عبارة عن بذرة لزرع الأمل في المغاربة كي نصبح يوما ما مثل تركيا. لكن مع كامل الأسف يبدو أن السيد بوعشرين لم يستسغ الفرق الشاسع في المقارنة فانجدب إلى التيئيس بدل الطموح . أملي أن يتكاثر عدد المغاربة الذين يؤمنون بالأمل في النهوض بالمغرب ... أملي أن يتكاثر المخلصون للبلد ... فإذا كانت العينة المخلصة كثيرة العدد فمن الممكن أن نجد فيها من يضع المغرب في السكة الصحيحة... والكل يجب أن يحاول أن يكون مخلصا ... في نظري هناك تطور ملموس في المغرب يجب أن نؤمن به ...بنكيران و حكومته أعطوا المثال في عدة قضايا ... الأكيد أن بإمكانهم أن يعطوا أكثر و أن هناك من يمكن أن يضيف الشيء الكثير إلى مسار التنمية المغربية من داخل وخارج الحكومة ... يجب أن نؤمن أننا ممكن أن نكون في حالة أحسن ... نعم ممكن ... نعم ممكن ... نعم ممكن

MAROK1 منذ 9 سنوات

عندما كنا نقرأ في الديالكتيك الماركسي قوانين التحول الاجتماعي كنا نعتقد ان النظرية الماركسية تدرس المجتمع الذي يتحول بحتمية تاريخية نحو الاشتراكية والشيوعية الأممية كقدر لايرد لان للتحولات الاجتماعية قوانينها الصارمة مثل قوانين الفيزياء والكيمياء .. ولم يكن يخطر ببالنا اننا سنستعين يوما ببعض اللوحات والقوانين الماركسية في دراسة أقدار الاخوان المسلمين كحزب وكحركة اجتماعية ثيولوجية .. فكلما تأملت في صيرورة الاخوان المسلمين تذكرت قانونا ماركسا ذهبيا هو (قانون اقتران التحولات الكمية بتحولات نوعية) وهو مبدأ مشتق من الفيزياء .. أي مثلا كلما زادت درجة حرارة السائل زادت امكانية تحوله من حالة سائلة الى غازية (أي تحول الماء الى بخار بزيادة درجة حرارته الى أن تصل الى الغليان) ..والمجتمع يشبه سائلا يتعرض لضغوط سياسية وظروف اقتصادية تتسبب في تحوله وانقلابه الى مجتمع آخر بايديولوجية جديدة .. وكان الماركسيون اللينينيون يرون أن كل التغيرات الرأسمالية تجبر المجتمع في النهاية على أن يتحول تلقائيا الى الشيوعية .. حيث هي نهاية التاريخ البشري بوصول الانسان الى السعادة الاشتراكية والعدالة الشيوعية !! .. لكن نظرية ماركس تحطمت وبدل ذلك تحول البخار البروليتاري المتصاعد الى ماء بارد .. ووصل التاريخ الى نهاية مغايرة تماما لما توقعته الماركسية .. وأصر فوكوياما أنه رأى تلك النهاية المغايرة التي تتجلى بالوصول الى السعادة الليبرالية الديمقراطية الغربية النموذج .. وكأن فوكوياما كان يسخر من ماركس باعلانه نهاية التاريخ بالاتجاه المعاكس تماما .. واياكم أن تتخيلوا أن ماركس وفوكوياما كانا يتجادلان حول نهاية التاريخ في برنامج "الاتجاه المعاكس" للمهرج فيصل القاسم لأننا نتحدث عن نظريتين عملاقتين وليس عن كبشين أو ديكين أو راقصتين تتعاركان أو قبضايات حارة الضبع .. ونتحدث عن عقلين جبارين و ليس عن مشفى للمجانين العرب يبث حوارات المجانين على الهواء مباشرة باشراف مهرج المجانين .. ولكن قانون (ترافق التغيرات الكمية بتغيرات نوعية) هو ما بدأ ينطبق على حركة الاخوان المسلمين التي تتعرض لضغوط شديدة نتيجة اخفاقات شديدة دراماتيكية حيث يبدو الاخوان المسلمون في أسوأ أيامهم .. وهم لذلك سيطرأ عليهم تغير نوعي شاؤوا أم أبوا .. فقد خسروا اكبر رهاناتهم وصفقاتهم التاريخية على الاطلاق .. فهم خرجوا من تاريخ مصر السياسي وقاموسها الاجتماعي الى غير رجعة .. وتدحرجوا في تونس الى الزوايا المظلمة حيث بدأت عمليات التحنيط لهم .. وغني عن القول أنهم في سورية لم تعد لهم خبزة ولاأمل في مستقبل السوريين الى الأبد .. بل ان المجتمع الحاضن لهم في سورية قد تسببوا بكارثة اجتماعية له حيث تشتت بين المنافي والمخيمات والمناطق المحاصرة والتي تموت تدريجيا من ناحية النشاط السكاني الحيوي وحرمان أبناء تلك المناطق من التعليم الذي كان سيشكل رافعة لقواهم الاجتماعية مستقبلا .. ولم يبق للاخوان المسلمين سوى قاعدة في تركيا تتعرض نفسها لظروف قاسية وتحديات عنيفة في العمق لايبدو ان المستقبل القريب سيحمل أخبارا طيبة لها...

antikhwan منذ 9 سنوات

هناك مثل فلاحي سوري يقول:” ذنب الكلب يظل أعوج ولو وضعته بالقالب اربعين سنة”. ويقال أيضاً بأن الطبع يغلب على التطبع. وهذا هو حال الواقع مع الاخونجي الإسلامي رجب طيب اردوعان رئيس وزراء تركيا, الذي فهم, (أو ربما ادعى كتقية للتمكن) بأن لا شئ بالإسلام يصلح للنهوض بالبلد إقتصاديا, وأن الدين هو مسألة شخصية بين الانسان وربه, وأن العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان وإقتصاد السوق الحر التنافسي, وهي مفاهيم غربية متحضرة وتتعارض مع الإسلام, هي الكفيلة بالنهوض والازدهار لأي بلد, فقام بتطبيق هذه المفاهيم على مدينة استامبول عندما كان عمدة لها, فأزدهرت المدينة, وبناءاً عليه قام المواطنون الاترك وأنتخبوه وحزبه, الذي كان بالسابق حزباً اسلامياً بقيادة نجم الدين ارباكان, وقد غير تسميته الى حزب العدالة والتنمية, لكي يقوم بنفس النجاج الاقتصادي الذي حققه بمدينة استانبول على عموم تركيا. من الواضح بأن اردوغان وحزبه الاصلي الاسلامي لم يؤمنوا قط باالعلمانية والديمقراطية, فقد نقل عن مؤسس حزبهم ومعلمهم وقدوتهم, نجم الدين ارباكان انه قال للقادة الاوروبيين, متحدياً, بأن الإسلام والمسلمين سيحتلون اوروبا ويخضعونكم مستخدمين نقطة ضعفكم وهي الحرية وحقوق الانسان,.. أي أن الحرية وحقوق الانسان بالنسبة للإسلاميين هي نقطة ضعف البلدان المتحضرة ويمكن استغلالها لغزو بلدانهم.لقد كان أردوغان وأعضاء حزبه من الإسلاميين، يتفاخرون وهم يتبجحون عن احتفاظ الناس بحرياتهم، وعدم التدخل في شؤونهم، وهذا هو سر نجاح إسلاميي تركيا سياسياُ! وأن الاسلام السياسي في تركيا هو تجربة فريدة، و أن حزب العدالة والتنمية هو حزب وطني ليس لديه أجندات دينية أو عقائدية! بالرغم من أن الوطنية تعتبر كفراُ بالإسلام. ولكن الاحداث الاخيرة التي تجري بتركيا بساحة تقسيم, قد اظهرت بأن الطبع يغلب على التطبع وان الاسلامي بطبعه يقدس الاستبداد, فقد أخذت أردوغان الغرور والعصبية والتطرف، وشرع بالانقلاب غير المستور ضد المدنية، واستبدل رموزها برموز إسلامية, وهذه دلائل على فشل تجربته الاسلامية, وبفشله يفشل الإسلام السِّياسي ككل بعد الاشتباك الصريح مع الديمقراطية. لقد أرسل الشعب التركي رسالة الى الاسلاميين العرب بأنه حتى اذا نجحت الاحزاب الاسلامية اقتصادياً, (هذا اذا افترضنا بامكانية نجاحهم اقتصادياً في الدول العربية) فهذا لن يكون كافياً من أجل حياة دمقراطية صحية, وأن الحرية لا تتجزأ, وان استخدام الديمقراطية كتقية للوصول للحكم ومن ثم السيطرة على مفاصل الحكم التشريعي منها والتنفيذي والقضائي والاستفراد بالسلطة وفرض ايديولوجية الاسلاميين على القضاء والجامعات والتعليم , وتقويض الحريات العامة والشخصية، وكتم صوت الإعلام واعتقال الناشطين والحقوقيين، … كل هذه الاساليب لم تعد تنطلي على احد. في الواقع، إن طريقة تعامل اردوغان مع انتفاضة ميدان “تقسيم” لم تختلف عن أسلوب الحكام من الطغاة العرب، إذ لم يتوان عن وصف المحتجين باللصوص والزعران والمؤامرة الخارجية والكونية … الخ… من مفردات القذافي والمجرم بشار الاسد وحسني مبارك المخلوع …. كما أنه تصرف بطريقة متعجرفة مع مطالب المحتجين، وهو ما أدى عمليا إلى زيادة وتيرة المشاركين في التظاهرات .من هنا نستنتج بأن أفضل تجارب الاسلاميين وقد كنا نعتبرها الحد الادنى للقبول بهم في الحكم وهي تجربة اردوغان التركي, ستفشل اذا لم يتراجع عن استبداده, وان الحرية لا تتجزأ, لذلك على العرب وعلى جماعة الاخوان المسلمين ان يأخذوا العبر من تجربة اقرانهم في حزب العدالة والتنمية, لان الطبع يغلب على التطبع.

يوسف الفغلومي منذ 9 سنوات

نعم إحتفظ إسلاميو المغرب بمناصبهم و غنائمهم و تراجعوا كليةً عن المشروع الذي إنتخبهم الناس من أجله...هل هذا تسميه نجاحا أو إنتحارا سياسيا ما داموا لا يتفاوضون من أجل إنزال ما كانوا يعلنونه للناس سواء في باب العدالة الإجتماعية أو في باب الهوية لتي شهدت في عهدهم هجوما شبه رسمي عليها بطريقة غير مسبوقة

صحفي متعاون منذ 9 سنوات

احسنت القول استاذ بوعشرين أضيف فقط أن حزب البيجيدي المغربي يفتقر غلى الديمقراطية الحقيقية داخل الهياكل خصوصا،بحيث تسيطر حركة التوحدي والاصلاح على الحزب بشكل شبه مطلق يكفي ان تجد في المقر الواحد فرع الحركة الحزب الشبيبة ايضا تابعة خانعة لما يقوله الشيوخ الغير ديمقراطيين وهذا اعتراف بنكيران عندما سئل عن الملكية البرلمانية قال أنا أؤمن بالإمامة فكيف تريد منه ممارسة السياسة بطريقة ديمقراطية ففاقد الشئ لا يعطيه وهذا من تجربتي مع الحزب والشبيبة ومازلنا نقاوم مسامير الميدة لاقتلاعهم والسير على خطى الحزب التركي بمواصفات مغربية طبعا قليلا

التالي