الناجي: موازين مؤسسة للسلطة ومن الوهم الاعتقاد بأن استبدال شخص بآخر سيغير جوهره !

01 أغسطس 2015 - 17:00

يرى محمد الناجي أن تغيير محمد منير الماجيدي، السكرتير الخاص للملك، بعبد السلام أحيزون، رئيس شركة «اتصالات المغرب»، لم يكن أبدا خضوعا لضغوط مارسها قطاع من الرأي العام أو المحافظين على القائمين على جمعية «مغرب الثقافات»، وإنما مجرد تغيير «طلاء بآخر»، بعبارة الناجي نفسه، مؤكدا بأن المهرجان يضر بشكل كبير ومجاني بمؤسسة «إمارة المؤمنين»، وما لم يرغب الملك في إيقافه، فإنه سيستمر.

 التغيير الذي حدث على مستوى جمعية مغرب الثقافات، التي تدير مهرجان موازين، هل يتعلق برغبة للمؤسسة الملكية، بصفتها إمارة للمؤمنين أيضا، في الابتعاد عن بعض الأنشطة المثيرة للجدل من الوجهة القيمية للمهرجان، أم يعكس توجها آخر غير هذا؟
إن المشكلة بالنسبة لي، لا تتعلق بقضية تغيير الأشخاص، و»من حل مكان من»، بل يتعلق بأشياء جوهرية أكثر. إن المفهوم المرتب والمعد لمهرجان موازين، ينطوي على تحديات خاصة تتعلق بالأساس بطريقة صرف الأموال. في هذا المهرجان، وكما قيلت ووجهت هذه الملاحظة على نحو متكرر، يقع صرف للمال بشكل كبير دون أن يكون فرصة لتشجيع الإبداع.
وبالطبع، هم يقولون إن الهدف الرئيسي من وراء ذلك المهرجان هو هذه الوظيفة بالضبط، لكني كما لاحظت ذلك، لا أرى في الطريقة أو بالأحرى، في شكل مفهوم القائمين على المهرجان، سوى طريقة خالصة لتبذير الأموال، وهم نادرا ما يناقشون مثل هذه التفاصيل، لأنهم يوجهونك نحو مناقشات فرعية، أو يطلبون منك أن تنظر لصورة أكبر لا تكون في نهاية المطاف سوى صورة مليئة بالضباب.
 دعم المهرجان لجهود الإبداع المحلية في المجال الفني قد يكون مشكلة ثانوية إذا ما نوقشت الجوانب الأكثر أهمية في موضوع مهرجان موازين، أي أولئك الواقفين وراءه.. ألا تعتقد أن طبيعة الأشخاص الموجودين خلف فكرة المهرجان يشكلون بدورهم مشكلة في تفسير الهدف منه؟
بالطبع، وسأكون معك واضحا في القول إن مهرجان موازين (أو جمعية مغرب الثقافات) يُدار كمؤسسة للسلطة، وليس كمهرجان أو جمعية عادية. وحينها طبيعي أن تتوقع استجابة مختلفة من الفاعلين المفترض أن تكون لديهم علاقة بأهداف هذه الفكرة.
ومن المعقول أن نقول بأن فرض المهرجان لنفسه ووراءه الجمعية المذكورة، يغير بشكل جوهري من كيفية تعامل الفاعلين في قطاع الدعم والإشهار، وأيضا في القطاع العمومي،بل حتى وسط عامة الناس. أن تمثل السلطة بواسطة هيئة معينة كيفما كانت معناه حصولك على قدرة هائلة في تطويع الموارد بالحجم المراد.
 وهل تعتقد أن هذه النظرة إلى الجمعية والمهرجان ستتغير باستبدال رئيسهما، الكاتب الخاص للملك، محمد منير الماجيدي، بالرئيس المدير العام لشركة اتصالات المغرب الذي ربما ليس لديه منصب «سيادي»؟
بالنسبة لي، فإن الاعتقاد بأن ما كان يدار بالسلطة سيتغير بمجرد أن تستبدل الرجال الذين كانوا يقومون بالعمل اعتقاد خاطئ، أن يذهب الماجيدي بصفته كاتبا خاصا للملك، ويحل مكانه رجل من قطاع الأعمال كما حدث حاليا، لا ينطوي على تغيير جوهري. من الصعب، وإن كنت أميل إلى أن أتحدث بنوع من النبرة القطعية هنا، أن يحدث تغيير في جوهر الموضوع المتعلق بإدارة الجمعية والمهرجان كمؤسسات سلطة استنادا فقط إلى استبدال شخص بآخر. سيكون السؤال أو التوقع المستند إلى هذا المعطى الوحيد، سؤالا شكليا ويفتقد إلى السند الواقعي. ما يحدث في حقيقة الأمر هو عملية تغيير ألوان فحسب، أو سحنة بسحنة. مجرد طلاء خارجي لا يعكس تغييره أي تغيير في طريقة البناء من أساسه، أو لكيفية إدارة المكان المعاد طلاؤه.
 وفق وجهة النظر هذه إذن، سيكون التعامل مع خروج الماجيدي كنوع من الاستجابة لضغوط قطاع من الرأي العام والمحافظين في البلاد، تصورا فيه مبالغة كبيرة؟
طبعا، وهل تعتقد فعلا أن عملية الاستبدال هذه بالطريقة التي جرت بها، وبالأشخاص الذين حملتهم يمكن تصوره كاستجابة لضغوط ما؟ كلا. إننا لسنا أطفالا كي ننظر إلى هذه الأشياء بهذه الطريقة. وقد يكون بمقدورهم أن يقنعوا الأطفال الصغار بذلك، لكن يجب أن نكون مصابين بالعمى كي يقنعوننا نحن بالأمر نفسه. إن الناس الذين يقفون وراء فكرة الجمعية والمهرجان لا يلعبون بهذه الأشياء. لا يمكنهم بعد 14 عاما أن يتخلوا عن مشروع كامل بهذه الطريقة وللأسباب التي يروجها بعض الناس بكل سذاجة، لكن ما يجب الوعي به، هو أن مهرجان موازين يمتلك أسباب دماره الخاصة به داخل ذاته. ومنذ ولادته قبل 14 عاما، كان من الواضح أن فكرة المهرجان تتقوض لعواملها الذاتية، ولا تحتاج إلى ضغوط خارجية أو محافظين أو مظاهرات صغيرة هنا وهناك، كي تتقوض.
وهل اختيار رجل مثل رئيس شركة اتصالات المغرب ينطوي على رغبة في تغيير البروفايل المناسب لقيادة مثل هذه المشروعات؟ أم أن أحيزون أيضا لا يخرج عن بنية الأشخاص أنفسهم الذين تقود بهم المؤسسة الملكية مشروعاتها؟
أحيزون، بوصفه رئيسا لشركة اتصالات المغرب، رجل ضروري في مشروعات تتطلب عمليات ضخ كبيرة للأموال. لقد كان دور الشركة التي يقودها في تعبئة الموارد المالية لدعم وتمويل مهرجان موازين كبيرا وواضحا، ولم تكن هذه الأدوار سرية. لكن ما يهم في جعل أحيزون رئيسا لجمعية مغرب الثقافات، وبالتالي إدارته لمهرجان موازين، هو كونه رجلا مطواعا. هل تعتقد بأن الذين يرعون مهرجانا منذ 14 عاما يمكنهم تسليم مشروع كهذا إلى شخص غير مطواع. استبدال الماجيدي بأحيزون دليل ساطع على أن تغييرا جوهريا في العملية لم يحدث البتة.
 يقال إن داخل المحيط الدائر من حول الملك يوجد صراع أجنحة حول هذه المهرجانات التي يديرها أو يقف وراءها مستشارون للملك أو أفراد يعملون تحت إمرته.. هل يمكن أن يكون ما يحدث بخصوص هذه المهرجانات، إحدى الواجهات لإدارة صراع خفي في المربع الملكي؟
لا يجب أن نبالغ في تقدير الأشياء أو تصورها. هنالك تهويل كبير ومسحة سينمائية نوعا ما في القول بأن هنالك مؤامرة أو صراعا خفيا تدور رحاه بين مستشاري الملك حول المهرجانات وكيفية حسمها. ببساطة لأن تقديم المشكلة بهذه الطريقة فيه تحريف للنقاش، وحتى لطبيعة الموضوع المناقش. إننا نناقش المهرجانات أليس كذلك؟ إذن علينا أن نكون واعين عما نتحدث. إنها مجرد مهرجانات في نهاية المطاف. ولا أستطيع حتى التخمين بأن مهرجانا ما كيفما كان، يمكنه أن يكون موضوع خلاف أو صراع يقدم بطريقة خيالية بين مستشاري الملك. ولا أعتقد بأنهم سيتركون كل شيء، وسينشغلون بالصراع حول مهرجان هنا أو هناك. في المحصلة النهائية، يجب علينا أن نعرف من يملك القرار الأخير؛ إنه الملك نفسه، ولا يمكن لأحد معارضة القول بأن للملك القدرة على أن يتخذ قراره بشأن مهرجان يرعى تحت اسمه، ويتصرف إزاءه بالشكل الذي يريده. لا أحد سيعارض قرار الملك حينها، فهو من يملك حق التصرف في ذلك.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عبد الملك منذ 7 سنوات

موازبن مؤسسة كل المغاربة الاحرار الذين يرفضون الوصاية من امثالك وبارك من المزايدات ولا تقل ان هذا التعليق من المخابراتاو غيرها فانا رجل متقاعد ولا يهمني الشان السياسي ولكن الحقيقة هي هذه ولست وصيا على اذواق المغاربة وشكرا

عبد الملك منذ 7 سنوات

موازين مؤسسة للمغاربة ولجمهور موازين وبارك من المزايدت وانت با تمثل كل المغاربة