يستمر المؤرخ زكي مبارك في كشف تفاصيل عن علاقته بالشيخ عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل والإحسان، حيث أوضح أن ياسين رفض مساعدة الإيرانيين، الذين حملوه رسالة إلى مرشد الجماعة تؤكد أنهم على استعداد “لتقديم المساعدة له أيا كانت طبيعتها”، وذلك خلال زيارته لإيران بدعوة من الجامعة الإسلامية ببيروت التي كانت تابعة للشيعة.
وقال مبارك إن الشيعة كانوا يعرفون علاقته بمؤسس العدل والإحسان، لذلك عرضوا مساعدته، لكنه حين أخبر الشيخ ياسين قال له “ابتعد عنهم لأن نواياهم ليست طيبة”، وأضاف مبارك، في حواره مع المساء، أن “ما لا يعرفه كثيرون أن ياسين كان ضد العنف والاستقواء بأي جهة خارجية لقلب النظام بالمغرب”.
وقال المتحدث ذاته إن عبد السلام ياسين كان يسعى إلى “تأسيس حوار بين كل مكونات الحركة الإسلامية، بل كان يريد حتى الحوار مع الأحزاب اليسارية، لكنها رفضت ذلك رغم أن ياسين كان جادا في مسعاه”.
وكان مبارك قد كشف أن الملك الراحل الحسن الثاني عرض على الراحل عبد السلام ياسين مساعدة العدل والإحسان مقابل اعترافها بإمارة المؤمنين، مؤكدا أن ياسين “الذي كنت أعرفه وكيف يفكر وماذا يريد لم يكن مستعدا وقتئد للاعتراف بمؤسسة إمارة المؤمنين بالصيغة التي اقترحها الحسن الثاني”، وقال إنه قاله له: “إذا أراد الحسن الثاني أن أعترف بإمارة المؤمنين فعليه أن يلتزم بشروطها”.
وأوضح أن الحسن الثاني لم يتصل بياسين مباشرة، وإنما أوفد إليه العلوي المدغري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك، وعضوا في الديوان الملكي، حيث قدما عرضا للشيخ ياسين، لكن لم تنجح المهمة.