أفارقة البطولة.. ماذا يقدمون للكرة المغربية؟

05 أغسطس 2015 - 03:00

يكفي أن يتوفر اللاعب الإفريقي على أوراق تثبت ممارسته اللعبة، ووكيل أعمال يجيد تسويقه، وسبق له أن أحرز بضعة أهداف لكي تتهافت عليه في مزاد لا يخضع، غالبا، لضوابط رياضية.

307 لاعب إفريقي.. ولكن

112 لاعبا يمارسون في البطولتين، 64 في دوري المحترفين، بمعدل أربعة لاعبين في كل فريق، و48 في القسم الثاني، بمعدل ثلاث لاعبين لكل فريق، حسب ما تنص عليه قوانين جامعة الكرة، أغلبهم لا يرقى إلى المستوى الذي تنتظره منهم جماهيرهم.

112 لاعبا في القسمين الأول والثاني، ويرتفع العدد لـ208 إذا ما أضفنا ثلاثة لاعبين، على الأقل، في فئة شباب كل فريق، ومع احتساب الممارسين في قسم الهواة، الأول، بمعدل لاعبين في كل فريق (17 فريق)، ثم احتساب الممارسين في قسم الهواة الثاني، في أشطره الأربع (الجنوب، الشمال الشرقي، الشمال الغربي، الصحراء)، بمعدل لاعب لكل فريق (17 فريق في الأشطر الثلاث الأولى و14 في الشطر الأخير)، يصير لدينا 307 لاعبا يمارسون في المغرب. 307 لاعبا في المغرب، في مختلف الأقسام، بالكاد يسطع واحد منهم متألقا، مرة كل خمس سنوات، فيما البقية، حسب المدربين واللاعبين المغاربة، لا يقدمون الإضافة المرجوة منهم، إذ أنهم عناصر مكملة فقط، يشغلون أماكن على حساب المحليين.

أي إضافة يقدم اللاعب الإفريقي؟

في السنوات العشر الأخيرة، فقط لاعبان إفريقيان استطاعا أن يتوجا هدافين للبطولة، الأول هو التشادي داني كارل ماكس، في موسم 2011/2012، مع الدفاع الحسني الجديدي (17 هدف)، والثاني ماليك إيفونا، مع الوداد الرياضي، الموسم الماضي، (16 هدف)، غير ذلك، ففي باقي المواسم ظل اللاعبون المغاربة يتوجون هدافين.

حسب المدربين، فإن اللاعب الإفريقي الذي لا يقدم إضافة إلى فريقه لا فائدة ترجى منه، وبالتالي لا فائدة من استمراره في النادي أو معاودة التعاقد مع آخر من طينته، وحتى وإن كان يقدم إضافة نوعية، فإنها مرحلية فقط، لأنه سريعا ما يتطلع للبحث عن آفاق أخرى، في بطولة أكثر دخلا، وبالتالي لا تستفيد منه الكرة المغربية في شيء.

اللاعب الإفريقي الذي يأتي إلى البطولة ولا يقدم إضافة إلى فريقه، فإنه، بالتأكيد، يشغل مكانا على حساب لاعب مغربي متحمس، ينتظر فرصته بفارغ الصبر، ومستعد للتطور ويفيد الكرة المغربية في المستقبل، سواء على مستوى البطولة أو المنتخب الوطني.

استثمار مالي..ولكن لفائدة من؟

المسؤول يبحث عن الاستثمار المالي السريع، والمدرب يبحث عن الاستثمار الرياضي، لهذا، فالأول يرى في تعاقده مع اللاعب الإفريقي، (يغري الأندية الخليجية والأوروبية)، فرصة مهمة لجني أموال طائلة من ورائه، وينتظر من الثاني، الذي يفضل اللاعب الجاهز، أن يشركه في المباريات، على حساب اللاعب المحلي.

حسب الإطار المغربي حسن مومن، فإن الاستثمار المالي بات يغلب على الاستثمار الرياضي، فاللاعب الإفريقي يأتي للممارسة في البطولة، ويحمل بين قدميه فرصا قليلة لتألقه، والمسير يبحث من ورائه عن أرباح مالية، حتى وإن كانت على حساب لاعبين محليين قادرين على منح إضافة إيجابية إلى الكرة المغربية، على المدى المتوسط والبعيد.

الهاجس المالي، يبقى، بالتأكيد، المهيمن على التسيير الرياضي، ولو كان على حساب تطوير المنتوج المحلي، فكثير من المواهب المغربية، مستواها أحسن بكثير من اللاعبين الأفارقة، تضيع في دروب البحث عن ذاتها، بسبب جشع المسؤولين، وسعيهم وراء الربح المالي السريع.

الانفتاح المثمر على إفريقيا…

إذا كانت الكرة المغربية تصر على الاعتماد على الأفارقة، في إطار الاستثمار، وتتعاقد مع لاعبين لا تعرفهم مسبقا، فقط لأن وكلاء أعمالهم أغروهم بسير ذاتية غالبا ما يكون مشكوكا في صحتها، رغم أنها تكون مصحوبة بأشرطة فيديو خادعة، فالأحرى أن يتم الانفتاح على دول جنوب القارة من خلال مشاريع رياضية، عبر إنشاء مدارس تكوين اللاعبين.

عشرات الفرق الأوروبية انفتحت على القارة الإفريقية، وفتحت مدارس تكوين اللاعبين في مختلف البلدان، خاصة الغنية بالمواهب، من بينها المغرب، حيث توجد مدارس لفرق برشلونة، وريال مدريد، وآرسنال، وباري سان جيرمان. في هذا السياق، يقول وكيل أعمال لاعبين أفارقة لـ»أخبار اليوم»، فضل عدم كشف اسمه: «إذا كنا نتوفر على مدارس تكوين، تستجيب للمعاير الدولية هنا في المغرب، فلا مشكل في فتح مدارس أخرى في إفريقيا، لكن إذا كانت معظم فرق القسم الأول لا تتوفر على مراكز تكوين، فالأحرى أن نهتم بشؤوننا، ونبحث عن تطوير إمكانياتنا المحلية قبل القارية». توقيع اتفاقيات شراكة مع الفرق الافريقية المغمورة، من شأنه أن يكون مفيدا للاستثمار في الكرة المغربية، مادام فتح مدارس تكوين، جنوب القارة، أمر صعب.

وعوض أن تلجأ الفرق المغربية إلى شراكات مع فرق خليجية، تبحث عن لاعبين جاهزين، أو فرق أوروبية، تبحث عن المواهب المغربية، فإن توقيع اتفاقيات شراكة مع فرق إفريقية متميزة (أسيك أبيدجان. تي بي مازيمبي. فيتا كلوب. أورلاندو بيراتس. أسيك ميموزا. أفريكا سبورتس)، من شأنه أن يكون أكثر إفادة، من خلال احتضان عشرات اللاعبين الفتيان/المواهب في هذه الفرق وتكوينهم والاستفادة منهم في المستقبل، رياضيا وماليا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *