استطاع تنظيم داعش المتطرف استقطاب أعدادا كبيرة من الشباب لتجنيدهم في صفوفه وتنفيذ أجندته الإجرامية وذلك خلال فترة زمنية تقارب الأربع سنوات، متبعا استراتيجية معيّنة في آليات التجنيد، والبحث عن الضحايا عبر وسطاء أو من خلال العوالم الافتراضية، خصوصاً في شبكات التواصل الاجتماعي.
ووفق التقرير الذي أعدته صحيفة العربي الجديد، فإن الجماعات الإرهابية تسعى لضمّ أشخاص مرتبكين نفسيا، إذ يكون من السهل تجنيدهم والتغرير بهم بعد دراسة حالتهم من قبل جماعات متخصصة في هذه التنظيمات، فمن بين أكثر من عشرين شخصا يختارونهم، لا ينجح سوى واحد فقط ليقوم بدور الانتحاري، بعدما يتم ترغيبهم بالجنة والحور العين، مستغلين اولئك الذين يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية، وممن عانوا من مآسٍ عائلية، أو ممن كانوا منحرفين وغير متدينين ليكفّروا عن ذنوبهم وخطاياهم بالشهادة، رغم أنها في الأصل انتحار وليست استشهاداً.
وتتعدد الأسباب التي تُسهم في مسألة انضمام هؤلاء الشباب إلى صفوف التنظيم الإرهابي لخصها التقرير بالاعتماد على آراء عدد من الخبراء السعوديين، وهم أحمد موكلي، الخبير الأمني في شؤون الجماعات المتشددة، ويوسف الرميح المختص في الجماعات الإرهابية، وعبد الله ناصر العتيبي محلل سياسي، وآخرون، من أبرزها:
1- العقلية الإجرامية: هذا السبب الذي يدخل في فئة الأسباب السيكولوجية، قد يسكن الضحية منذ وقت مبكّر نتيجة تعرضها لضغوط اجتماعية وأسرية، وبالتالي تخلق شخصية انتقامية قابلة للقيام بأي عمل إجرامي.
2-المخدرات: قد يجعل تعاطي المخدرات والعقوبات المترتبة عليها من الشخص عدوانياً يتحول إلى مجرم نتيجة شعوره بالتهميش وعدم تقبّل المجتمع له، وبالتالي تجعله صيداً سهلاً لتلك الجماعات.
3- العزلة الاجتماعية: يحاول الكثيرون من هؤلاء لفت الأنظار إليه، لأنهم يعيشون حياة لا قيمة لها، وتنظيم داعش يفهم ذلك جيداً، كما يعرف أولئك الذين يقومون بعملية التجنيد فيه كيفية استغلال عقدة النقص.
4- الميل للمغامرة: هذا السبب قد يدفع الكثيرين للقيام بأعمال جسيمة قد تشعرهم بوجودهم في ظل التهميش الذي يعيشونه.
5- صغر السن: يركز تنظيم داعش وغيره من التنظيمات على المراهقين صغار السن، الذين لا يعرفون كيف يميّزون بين الحق والباطل، ويتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعية، ويختارهم بدقة لكي يصبحوا انتحاريين لاحقاً.
6- الإهمال: عادة ما يكون المستهدف مُهمَلاً في مجتمعه، وعندما ينضم إلى داعش يحولونه إلى أمير للجهاد ويطلقون عليه لقب أبو معاذ أو المقداد، وما إلى ذلك من هذه الألقاب التي تمنحه نوعاً من (البرستيج) والقوة الوهميين، ومن ثم يذهب ليفجر نفسه.
7 التشدد الديني: يحدث أن يكون البعض متأثراً بالفكر المتشدد من صغره بحكم بيئته التي كان يعيش فيها، إذ ينشأ هؤلاء في أسر متشددة في الأصل، ولهذا يتشربون الفكر التكفيري منذ صغرهم، ليكونوا صيداً سهلاً لداعش وغيرها.
8- التأثر بفكر وفتاوى شيوخ محددين: من بين الأسباب التي تدفع المغرر بهم لاتباع الفكر المتطرف هي فتاوي شيوخ ممّن اهتموا بالحديث الدائم عن الجهاد بأنه السبب الأهم لدخول الجنة.
9- الإعلام: تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تجنيد الشباب في صفوف داعش والنصرة، وغيرها من المنظمات الإرهابية، كونه يقدم دون أن يعلم دعاية مجانية لها، بنشره أخبار تقدمها في المعارك العسكرية بالعراق وسورية، فهو يعطي هالة كبيرة لداعش من خلال نشر أخباره، وكيف يسيطر على المناطق، وهذا يجعل بعض الشباب يندفع للانضمام إليه، وهؤلاء في الغالب ليس لديهم وعي شرعي، بل هم منجذبون لانتصاراته لا أكثر.
10- الأمية: يتواجد الكثير من الأشخاص الذين انضموا إلى المنظمات المتطرفة من لا يعرف القراءة والكتابة، وهؤلاء هم خريجو مراحل تعليمية متدنية جداً، أغلبهم لا يملك شهادة ثانوية، كما أنهم عديمي الثقافة الدينية، ويسهل خداعهم.