اعتبر عبد الرحيم العلام، الباحث المغربي في العلوم السياسية، أن العلاقات الخارجية للمغرب أصابها نوع من الضمور في عهد الملك محمد السادس، بسبب عدم حضوره للقمم الدولية، خصوصا الإفريقية والعربية الإسلامية.
وقال العلام في كتاب صدر له، أخيرا، بعنوان “الملكية وما يحيط بها في الدستور المغربي المعدل” إن كلا من لديه حرص على المصالح العليا للدولة المغربية والمواطن المغربي، لا يمكنه إلا أن يستغرب التراجع في الساحة الدولية للمغرب، بعدما كان رائدا في هذا المجال”، مستحضرا أغلب القمم العربية والإسلامية التي كانت تعقد تحت رئاسته وفوق ترابه.
ويرى العلام أن الغياب عن القمم الدولية من جانب الملك ليس وحده ما يؤثر في الدبلوماسية المغربية، وإنما يضاف إليه أيضا من هي الشخصية التي تنوب عنه؟.
وفي هذا الصدد، يرى عبد الرحيم العلام أن حضور الأمراء ومستشاري الملك للقمم الدولية غير دستوري، مبرزا أن التمثيلية الخارجية لا يجب أن تخرج عن رئيس الحكومة أو رئيسي مجلسي البرلمان، أما المستشارون أو الأمراء فليسوا من الشخصيات السياسية، التي نص عليها الدستور، وإنما هم مجرد مواطنين يؤدون وظائف مساعدة للملك، ويحصلون على رواتب مقابل ذلك.
وأشار الباحث المغربي إلى أنه من العرف الدبلوماسي أن لا يستقبل رئيس دولة إلا رئيس دولة، ولا تجري المباحثاث إلا بين أطراف متناسبة، مضيفا أنه كثيرا ما يستهين رؤساء الدول بمن ينوب عن المتغيب منهم، ويشعرون أن من يُنيب عنه شخص ليس في مستواهم.
وتابع العلام، أن أغلب القمم التي لا يمثل فيها المغرب برئيس الدولة هي قمم إفريقية أوعربية أو إسلامية، وهو ما يجعل الأمر مدعاة للنقاش والتعقيب بشكل ملح، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن زعماء الدول الإفريقية والعربية والإسلامية تتحكم فيهم العقلية القبلية وما تستدعيه من “نخوة” و”عزة” ومزاجية، لا تقبل أن يجالس رئيس قبيلة إلا رئيس قبيلة.
ودعا العلام الدبلوماسية المغربية إلى إعادة تطوير نفسها واستعمال جميع الوسائل، بما في ذلك العلاقات العامة والحضور الوازن، حيث يكون التمثيل في أرقى صوره وبأهم سلطاته.