"مثلي فاس" يطلب درهما رمزيا كتعويض

10 أغسطس 2015 - 06:00

الجلسة الأخيرة لمحاكمة المعتدين على «مثلي فاس»، بقاعة الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بفاس، والتي خصصت لمرافعات دفاع الطرفين، كانت ساخنة، حيث التمس الشاب المشتكي، والمطالب بالحق المدني، من المحكمة الحكم له بدرهم رمزي كتعويض في مواجهة المتهمين، مؤكدا على لسان محامييه أن المطالبة بمبلغ مالي كبير لن يجبر الضرر الذي لحقه من جراء «حفلة التعذيب» التي تعرض لها بالشارع العام، ما دفع بمحامييه إلى طلب تنزيل عقوبة تتناسب والأفعال المنسوبة للمتهمين، لتحقيق الردع العام لكل من سولت له نفسه تجاوز سلطة القانون وصلاحيات الدولة التي يبقى لها وحدها حق إيقاع العقاب على المخالفين للقانون، بحسب تعبير المحامي عبد الله الوزاني عن دفاع «مثلي فاس». ووجه المحامون، إدريس الهدروكي، وجواد لكناوي، وفهد الوزاني، باسم دفاع الشاب ضحية الاعتداء عليه بالشارع في رمضان، رسالة شديدة اللهجة في مرافعاتهم إلى وكيل الملك ووزارتي العدل والداخلية، طالبوا فيها هذه الجهات بالكشف عن مآل الأبحاث والتحقيقات التي فتحوها بخصوص التعرف على باقي المعتدين على «مثلي فاس» وتقديمهم للمحاكمة، مؤكدين على أنه مر أزيد من شهر دون أن تتمكن الشرطة من وضع يدها على العشرات من المعتدين، الذين عرضوا الضحية للضرب والسب والشتم، وظهرت وجوهم في الفيديوهات التي يعج بها الموقع الاجتماعي العالمي «اليوتوب»، واكتفاء المحققين بتقديم ملتحيين كمتهمين اثنين في الحادث الذي خلف ضجة في المغرب وخارجه، يقول دفاع الشاب.

مرافعة وكيل الملك، محمد حميدة، اختار لها أن تكون أكثر حدة من دفاع الضحية في تعامله مع وقائع الحادث، حيث أعلن ممثل النيابة العامة أن «الملف الذي تنظر فيه المحكمة الابتدائية بفاس يكتسي أهمية كبرى من حيث ما ستقرره المحكمة في حق المتهمين القابعين بسجن عين قادوس، والمتابعين بتهمة الضرب والعنف والإيذاء العمدي»، واللذين طالب وكيل الملك بتشديد العقاب في حقهما، مؤكدا أن «المغرب بات اليوم أمام اختيارين اثنين لا ثالث لهما، الأول إما أن يكون دولة قانون ومؤسسات، أو دولة تسود فيها الفوضى، ويتكفل الشارع بتجريم أفعال الناس وإنزال العقاب عليهم، وحينها علينا جميعا، يضيف وكيل الملك، أن نقرأ الفاتحة على الاستقرار والاستثناء المغربي» بحسب تعبيره. من جهتهم، دافع محامو المتهمين على براءة بائعي العصير من التهم المنسوبة إليهما، حيث كشف المحامون، عبد العزيز العلمي، ورشيد لحريشي، وإدريس التواتي، في مؤازرتهم للمتهمين أمام المحكمة، أن الشابين المعتقلين انضما في رد فعل طبيعي إلى بقية الفاسيين الذين كانوا بالشارع في ليلة من ليالي رمضان، للتنديد والاحتجاج ضد «الشاب المثلي»، الذي اتهمه الدفاع باستفزاز مشاعر الناس في رمضان، عن طريق خروجه بلباس نسائي فاضح للإجهار بمثليته وشذوذه الجنسي في الشارع، حيث حمل الدفاع في مرافعتهم المسؤولية فيما وقع بفاس للدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية، التي لم تتدخل لحماية أخلاق وأعراف المجتمع المغربي، كما ينص عليها دستور فاتح يوليوز 2011، والذي يعتبر المغرب دولة إسلامية، وعلى من يريد ممارسة حقوقه الفردية ألا يتحدى حدود الدولة الإسلامية وإمارة المؤمنين التي عهد إليها حماية الملة والدين للمغاربة في الشارع وداخل الفضاءات المغلقة، بحسب تعبير دفاع المتهمين.

وعاتب المحامي، محمد علال لكحل، وكيل الملك على تعامله بمكيالين في قضية «مثلي فاس» وبائعي العصير المتهمين بالاعتداء عليه، حيث اتهم المحامي النيابة العامة بسكوتها على واقعة إشهار الشاب لمثليته بالشارع، وظهوره بلباس نسائي فاضح، وعدم تحريك المتابعة ضده من أجل «الإخلال بالحياء العام»، طبقا لمقتضيات المادة 483 من القانون الجنائي، حيث أدلى الدفاع بقرص مدمج وصور فوتوغرافية لتدعيم طلبهم، والتي سبق للمحكمة أن عرضتها على «المثلي» فأنكر خلال مشاهدته للصور حمله لـ»البيروك» فوق رأسه، وكذا وضعه لـ»الماكياج» على وجهه، وتأكيده بأنه كان يرتدي «عباءة « تقليدية خاصة بالرجال في رمضان.

وبعد أن كان بائعا العصير المعتقلين آخر من تكلم، حيث جددا إنكارهما بتعريض الشاب «المثلي» للضرب، وتأكيدهما على أنهما أثارتهما واقعة فرار شاب ظنا منهما في البداية أنه فتاة تتعرض للضرب بالشارع، واعتراف أحد المتهمين بالاقتراب من « الشاب/ الفتاة» وخلعه لـ»البيروك» الذي كان يضعه على رأسه ورميه للجمهور، (بعد الكلمة الأخيرة للمتهمين)، قرر القاضي منير البصري حجز القضية للتأمل والنطق بحكمه فيها يوم الخميس القادم.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

المغربي منذ 8 سنوات

باسم الله الرحمن الرحيم اللهم اننا لمنكرون للمنكر ومقرون ومؤمنون بان الحق حق والباطل والمنكر باطل ومنكر ومن دافع عن فاعل النكر فما ذا يقول يوم. يقف مع فاعل المنكر امام ربه وهذا الفعل والجريمة في حق السلام والمغاربة ليسة عمل فردى وشخص بل يقف وراءه اعداء الاسلام ليروا هل ماتت روح الغيرة على السلام والحمد لله. نحن المغارب دافعنا عن استقلال وسندافع عن اسلامنا وقيمنا واخلاقنا

اويس القرني منذ 8 سنوات

الشخص الذي ادخل الخيارة في مؤخرته يجب ان تتخذ الاجراءات الاسلاميه لاجراء الحد عليه كي لا تتعامل الجنس الاخر بهذا الاسلوب.شكرا

Mourad منذ 8 سنوات

D'où est-ce que vous tenez cette information monsieur ? Vous avez sondé les opinions de ces milliers de touristes ? Arrêtez de raconter n'importe quoi pour faire peur aux gens... Et sachez le viys et vos semblables qui taxent les marocains d 'extremisme.. Le peuple marocain est profondément conservateur dans sa grande majorité et ce n'est pas en racontant des bobards que vous allez y changer quoi que ce soit.

عمر حمدان منذ 8 سنوات

يجب ايقاع العقوبة على هذا المثلي الذي استفز مشاعر المسلمين .كما يجب ان تتكلف السلطات الامنية بردع هذه السلوكات المنافية للاخلاق حتى لاتفسح المجال للعامة بالتدخل .يظهر ان هذا المثلي الاخرق كذاب لانه كان يلبس لباسا انثويا .ويضع باروكة فوق راسه اننا بسكوتنا على هذه الخروقات نضرب قيم واعراف البلد في الصميم ونخرب ديارنا بايدينا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

Busson منذ 8 سنوات

Maintenant la paix et la stabilité du Maroc sont entre les mains des juges, soit ils vont prouver que le Maroc est un pays de droit et de loi soit encourager tout les délinquants à porter atteinte à la stabilité sous le prétexte que ça porte atteinte à la pudeur et que soit disant la loi est appliqué par et dans la rue. N'oubliez pas que des milliers de touristes qui adorent le Maroc ont ou vont changer de destination car ça derrive vers un extrémisme

التالي