رجل أعمال رشحه شباط يتهم قياديين بابتزازه في 20 مليونا

12 أغسطس 2015 - 06:00

فضيحة جديدة يجد حزب الاستقلال نفسه وسطها بعدما بعث رجل أعمال محلي في مدينة الفنيدق، يدعى عمر المقريني، حصل على تزكية الحزب للترشح في الانتخابات الجماعية التي ستجرى يوم 4 شتنبر، رسالة إلى الأمين العام للحزب، حميد شباط، يخبره فيها بتعرضه لما يزعم أنه «ابتزاز مالي من لدن قياديين محليين بحزب الاستقلال».

وتوصل المقر المركزي لحزب الاستقلال، يوم 6 غشت الجاري، برسالة مرشحه في مدينة الفنيدق، وتتضمن إعلان استقالته من الحزب، بالرغم من أنه لم يمكث فيه سوى أسبوعين على أقصى تقدير. عمر المقريني روى لـ« اليوم24»، في محادثة مسجلة، تفاصيل حكايته، وقال: «كان كل شيء على ما يرام قبل 5 غشت، وشرعت في تشكيل تصور عن لائحتي، لكن فجأة اتصل بي الكاتب المحلي لحزب الاستقلال في ساعة متأخرة من الليل، وطلب مني أن ألتقيه هو والكاتب الإقليمي للحزب.. وحضرا بالفعل معا، لكني فضلت أن ألتقيهما داخل السيارة بدل مكان آخر، وكانت الساعة حينها تشير إلى نحو الحادية عشرة والنصف». حسن باغوس، الكاتب الإقليمي لحزب الاستقلال في عمالة المضيق الفنيدق، قال لـ«أخبار اليوم» إن «التوقيت المذكور في شكوى وكيل لائحة حزب الاستقلال بشأن لقائي به بمعية الكاتب المحلي للحزب، كنت خلاله أزور عضوا في الحزب بمدينة الفنيدق تعرض لحادث سير، وكان معي بعض الأعضاء ممن يمكنهم تأكيد هذه الرواية».

المقريني، من جهته، يقول إن القياديين معا كان لديهما طلب وحيد: «كانا يتحدثان معي بطريقة فجة، وقدما لي سعر عدم معارضتهما لخطتي في تشكيل لائحة الانتخابات، وطلبا مني بكل بساطة 20 مليون سنتيم، على أن يتركا لي حرية التصرف كما شئت في ترتيب اللائحة وترشيح من أريد». عارض المقريني خطة المقايضة هذه في الحين، حسب زعمه، وقال: «لقد طردتهما لأني لا أحتمل فكرة أن يبتزني أحد.. لقد أرادا أن أمنحهما رشوة مقابل شيء يعرفان أنهما لا يستطيعان فعل شيء كبير إزاءه، ولذلك قررت صرفهما، وفي الصباح الموالي بعثت رسالة إلى الأمين العام للحزب أخبره فيها بتعرضي للابتزاز من لدنهما».

الكاتب المحلي لحزب الاستقلال، ووظيفته طبيب بمصلحة الوقاية والتطهير (وزارة الصحة)، قال بدوره لـ« اليوم24» إن «مرشح الحزب يخطط لإبعادنا فحسب كي يخلو له الطريق لترشيح من يشاء.. لقد عارضت أن يضع أربعة أشخاص لا يملكون شواهد مدرسية في مقدمة اللائحة، وفجأة، بعث رسالة إلى قيادة الحزب يتهمني فيها بابتزازه». ويشير في هذا الصدد إلى أن «أي خطة مفترضة لابتزاز وكيل اللائحة كان يجب أن يكون توقيتها قبل منحه تزكية حزب الاستقلال لا بعد أن سلمت إليه.. لقد كنت مدافعا عن ترشحه باسم الحزب رغم معارضة بعض الأعضاء، وسأكون غبيا إن حاولت أن أبتزه لسبب تافه، وأن أطلب منه كل ذلك المال».

المقريني يؤكد أن ما حدث كان «ابتزازا وليس شيئا آخر»، ويقول: «كنت مصمما على ترك كل شيء، ومغادرة الحزب بصفة نهائية، وعدم الترشح لهذه الانتخابات، لكن قيادة الحزب طلبت مني أن أستمر في قيامي بعملي، وقد فتحوا تحقيقا، وسيصدرون قرارات قريبا، وقد اتصل بي شباط وأخبرني بذلك». وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مرشح حزب الاستقلال لمثل هذه الطلبات، كما يقول لنا، إذ «بعد حصولي على تزكية حزب الاستقلال طلب مني الكاتب المحلي بعض المال، وقد منحته 5 آلاف درهم، ولدي شيك منه تلقيته ضمانة عن هذه العملية.. لقد كانوا يحاولون دفعي إلى الإفلاس بطلباتهم المالية، وكل مرة يزيد مقدار ما يطلبونه من المال لمساومتي على طريقتي في تشكيل اللائحة الانتخابية».

غير أن الكاتب الإقليمي لحزب الاستقلال يفند كل هذه المزاعم، حيث يقول إن «مرشح الحزب يتصرف مثل أعيان الانتخابات، وبوصفه شخصا لا يمتلك تكوينا في السياسة، فإنه يحاول بذل جهده لإضعاف قيادة الحزب في منطقة تطوان»، مشيرا إلى وجود تحقيق داخلي باشرته قيادة الحزب بشأن الاتهامات الواردة في شكوى مرشح الحزب، وأضاف: «جميعنا نترقب صدور نتائجه، لأن حسم هذه القضية يجب أن يكون قبل الشروع في الحملة الانتخابية».

أما الكاتب المحلي لحزب الاستقلال فقد أعلن شروعه في سلك المسطرة القضائية لمواجهة «تهم الابتزاز» الصادرة من مرشح حزبه ضده، وقال: «لم يعد بمقدوري أن أحتمل تلويث سمعتي أكثر، وسأعرض قضيتي على المحكمة كي تفصل في هذه الاتهامات»، بينما لا يريد الكاتب الإقليمي أن يسلك هذه الطريق لمواجهة مرشح حزبه، حيث يقول: «لا تؤثر هذه الاتهامات على سمعتي، ولا أرغب في أن أواجه مرشحا لحزبي داخل محكمة.. لقد تصرفت وفق الإرادة المعبر عنها من لدن شباط بخصوص فتح الباب لمن يريد الالتحاق بالحزب والترشح باسمه، وها نحن نحصد أولى النتائج السيئة لهذا التوجه».

ولم يقدم مرشح حزب الاستقلال أي شكاية إلى السلطات حول الموضوع «لأن الحزب قرر أن يقوم بالتحقيق بنفسه، وحسم مصير هؤلاء دون أن يُعرض الأمر على الشرطة أو المحاكم»، كما قال لنا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

عبروتي طريميشة منذ 8 سنوات

هذه الأشياء معروفة ومتجذرة وأصبحت ثقافة من المستحيل الانفصال منها حيث يتواطء الكل وهذا في صالح المخزن لان من اعتمد بالرشوة وانتخب بالرشوة لا خوف منه ولا يمكن ان يرفع صوته يوما في الجماعة او الإقليم او البرلمان

احمد من اسفي منذ 8 سنوات

قال الكاتب الاقليمي هذا الشخص يتصرف كالاعيان ولا يملك تكوينا سياسيا ونفذت أمر شباط بفتح الباب لمن يريد الالتحاق بالحزب والترشح باسمه, أنتم ككاتب محلي واقليمي كون كنتو كتحترمو نفوسكم ومناضيللكم متقبلوش بشخص لا علاقة له بالحزب. واش هذا حزب يضل أمينه العام يصرخ ويتشدق بمحاربة الفساد.

التالي