أطلّت الفنانة لطيفة أحرار، أخيرا، على متتبعيها برداء المخرجة في مسرحيتها الجديدة “واحد جوج ثلاثة”، تعاونت عبرها مع كل من الممثل عادل أباتراب، وهاجر الحميدي، ورجاء خرماز.
وتحدثت لطيفة أحرار خلال هذه الدردشة القصيرة التي أجراها معها “اليوم 24″، عن عملها الجديد وتققيمها لحال المسرح في المغرب وأشياء أخرى.
حدثينا عن عملك “واحد جوج ثلاثة” الذي عُرض أخيرا؟
” واحد جوج ثلاثة” ترجمة لمسرحية الأيام الخوالي “old times” للكاتب الإنجليزي هارولد بينتر، ويتميز بكونه يخرج عن النسق الكلاسيكي للمسرحيات التي تعودنا على متابعتها، فالكاتب حاول رصد حياة ثلاثة أشخاص، اثنان منهما “زوجان”، بغرض إظهار طريقة عيش كل واحد منهم، سواء كأفراد أو ثنائيات أو جماعة، كما يركز بالأساس على الأشياء التي لا يستطيع كلّ منهم البوح بها لغيره، وتدخل في إطارالطبوهات.
ما سر توجهك إلى المواضيع الجريئة التي قد لا يستطيع الآخرون الاقتراب منها؟
نحن نعيش داخل مجتمع يسود فيه صراع فكري بين تيارين أحدهما محافظ والثاني حداثي، ومسرحيتي تطرح مجموعة من الأسئلة التي تصب في هذا الإطار، لكن بشكل عميق جدا، وعموما فأنا لا أبعث برسائل إلى جهة ما بالذات، بل فقط أناقش الأمور التي تؤثر فيَّ وفي محيطي، وتلك التي من الممكن أن يُفتح من حولها نقاش داخل المجتمع.
قدمت عملك خلال مناسبتين في عرض خاص، كيف كان تفاعل الحاضرين؟
ببساطة، كان تفاعلا جميلا، حيث أبلغني الحاضرون مباشرة أن المسرحية كانت قريبة منهم ولمستهم في دواخلهم، فعلى الرغم من كونها بسيطة إلا أنها تدخل في إطار السهل الممتنع.
أين تجد لطيفة أحرار نفسها أكثر، في التمثيل أم الإخراج؟
أنا أعيش حالة عشق مع الفن، ومنفتحة على جميع المجالات، قد تجدونني في المسرح والسينما والموسيقى والشعر والكتابة.
هذا يعني أنك لا تؤمنين بالتخصص؟
بلى، لكني أؤمن أيضا بالانفتاح على مختلف التجارب، شرط أن تكون عن سابق معرفة ودراية ووعي.
ما هو تقييمك لحال المسرح المغربي اليوم؟
دائما ما يعود الكبار إلى المسرح، فطاقات الممثل وموهبته الحقيقية تظهر فوق الركح، لا أنكر أن هناك شبابا قدموا أعمالا جميلة جدا تستحق التنويه، إلا أنه من واجبنا كفنانين شباب المواصلة في الدرب الذي بدأه الرواد، وتقديم تجارب وأفكار جديدة، وما علينا التركيز فيه اليوم هو كيفية تقديم هذه الأفكار إلى الجمهور الذي تعوّد على نمط معين من المسرحيات.
كيف يمكن ذلك؟
لعلّ هذه مهمة وسائل الإعلام التي عليها أن تنفتح على التجارب الفنية الجديدة، وألا تُخصص نوعا واحدا لتبثه مرارا وتكرارا على الشاشات، بل عليها إطلاع المتفرج على شتى الأنماط الفنية والثقافية، وإرضاء جميع توجهات الجمهور وأذواقه، وإطلاعه على الأعمال الجديدة.
هل هذه رسالة للوجوه التي تتكرر على شاشات االتلفاز؟
لا، بل هي رسالة موجهة إلى المسؤولين والمشرفين على القنوات التلفزية، الذين من واجبهم فتح الباب أمام جميع أنواع الفنون، حتى لا يظن الجمهور أن الفن عقيم ويلخص فقط فيما يعرض في القنوات التلفزية، وبالتالي نفتح أفق مشاهدته.
خضت، أخيرا، تجربة التمثيل في فيلم باللغة الأمازيغية، ما رأيك في هذه الانتاجات؟
للأسف الأعمال الأمازيغية لم تأخذ بعد حقها من الدعم، وكأن ما يُقدّم لها إرضاء للأمازيغ فقط. وهذا في اعتباري لا يصح لأن هذه الثقافة جزء من هوية المغرب، وبالتالي وجب على المسؤولين منحهم دعما حقيقيا وملموسا.