بعد الانتقادات “اللاذعة” التي وجهها قياديون بحزب العدالة والتنمية لوكالة المغرب العربي للأنباء بسبب نشرها قصاصة تحليلية حول “تصويت عقابي للبيجيدي في انتخابات الغرف المهنية”، أثارت الغضب بين مناضلي الحزب الذي يقود الحكومة، إلى درجة وصفهم لعمل “لاماب” بـ”غير المهني والمتحيز”، نشرت الوكالة، صباح اليوم الخميس، أربع قصاصات إخبارية عن استعدادات الحزب للاستحقاق الانتخابي المقبل المزمع إجراؤه في الرابع من شتنبر المقبل، ويهم الانتخابات الجماعية والجهوية.
فقد كان لافتا أن تنشر “لاماب” المواد الأربع تباعا، اثنتان منها أصليتان، وأخريان تكميليتان للمقالين الأصليين. وقد أوردت الوكالة الرسمية في المقال الأول والمقال التكميلي له أن “حزب العدالة والتنمية يخوض، من موقع المسؤولية، غمار انتخابات أعضاء المجالس الجماعية والجهوية، واضعا أمام الناخب المغربي حصيلة الائتلاف الحكومي الذي يقوده منذ أربع سنوات، وعينه على صدارة المشهد السياسي من جديد”.
وأضاف مقال الوكالة الرسمية أن الحزب يعول على الإنجازات التي راكمها، بمعية أحزاب التحالف، بالإضافة إلى تجربته في تدبير الشأن المحلي، في إقناع أوسع قطاع من الشعب المغربي بالتصويت لصالحه كما فعل خلال تشريعيات نونبر 2011، موردا تصريحا لرئيس اللجنة المركزية للانتخابات بالحزب، عبد الحق العربي، الذي أوضح أن “الشعب المغربي رأى الأداء الحكومي ويعرف ما بوسع الأغلبية إنجازه”، وشدد على أن حظوظ حزبه “وافرة” في اقتراع الرابع من شتنبر القادم وطموحه تبوؤ صدارتها.
ووصفت الوكالة برنامج الحزب الذي تقدم به إلى الناخبين بـ”العملي” و”الطموح”.
أما في المقال الثاني والتكيملي له فقد تطرقت “لاماب” لما أسمته مراهنة الحزب “بقوة على طاقاته النسائية والشبابية لترجيح كفته في انتخابات أعضاء المجالس الجماعية والجهوية”، موضحة أنه، من خلال الحضور الوازن للشباب والنساء في قوائم مرشحي الحزب، لخوض غمار هذه الانتخابات، سواء من حيث النسبة أو المواقع داخل لوائح الترش، مؤكدة أن نسبة المرشحين الشباب بلغت حوالي 40 في المائة، بحسب عبد الحق العربي، فضلا عن أنه يقدم مجموعة من مناضلاته في مراتب متقدمة ضمن الجزء الأول من اللوائح الخاصة بالأقاليم والجهات.
وحول المكانة التي يحظى بها شباب الحزب في هذه الانتخابات، نقلت “لاماب” عن الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، خالد البوقرعي، أن “المواقع داخل اللوائح تحتل بالكفاءة، وليس بالنظر إلى السن”، مضيفا أن العدالة والتنمية هو “حزب المؤسسات ومنفتح على الكفاءات والطاقات شابة كانت أو غير شابة”.
وكان بعض القياديين في الحزب قد انتقدوا وكالة المغرب العربي للأنباء بسبب انتخابات الغرف المهنية، حيث اعتبر عبد الصمد حيكر، النائب البرلماني، أن “لاماب” كانت “غير مهنية” في تغطيتها، موضحا أن استعانتها بـ”رأي واحد لتحليل النتائج، دون أن تأتي برأي آخر أو تحليلات أخرى، معارضة أو على الأقل مختلفة، أقل ما يقال عنها من الناحية المهنية إنها تغطية مختلة وغير مهنية”.
وقد خصصت إحدى قصاصاتها بالكامل لتصريحات أستاذ مقيم في الإمارات ( محمد منار اسليمي)، أكد فيها أن نتائج انتخابات الجمعة قبل الماضية كشفت تصويتا عقابيا ضد حكومة العدالة والتنمية، وأنها مؤشر عما ستعرفه المراحل المقبلة من المسلسل الانتخابي، علاوة على قوله إن “النتائج تؤشر على تضرر مصالح الغرف المهنية من السياسة الحكومية خلال الأربع سنوات الماضية، وعلى نجاح نسبي للمرافعة التي تقودها المعارضة ضد حزب العدالة والتنمية”، وذهب إلى أن “الانتخابات المقبلة في المجالس الجهوية والجماعية ستكون نتائجها لفائدة المعارضة على شكل ترتيب نتائج الانتخابات المهنية”، الأمر الذي أغضب الحزب.