أوروبا تكثف تواصلها مع المغرب لـ"رصد" الدواعش العائدين من أراضي القتال

26 أغسطس 2015 - 14:00

علم « اليوم 24 » أن العديد من الدول الأوربية كثفت، في الآونة الأخيرة، تواصلها مع الاستخبارات المغربية، لتدقيق معلومات أو الاستعلام بشأن معطيات، خاصة بعد تواتر تقارير تفيد بوقوع « موجة عودة كبيرة » للمتطرفين من أراضي القتال في سوريا والعراق إلى العديد من البلدان في « القارة العجوز ».
وتؤكد المعطيات أن المتطرفين استغلوا العديد من المنافذ للعودة إلى أروبا، دون أن تستبعد « ذوبانهم » وسط المهاجرين غير الشرعيين الذين يغزون الشواطئ الأروبية، بهدف الإفلات من المراقبة، وتحاشيا للمسالك الكلاسيكية التي يمكن أنه توقعهم في أيدي الأمن، لأن أغلبهم سبق وأن جرى تنقيطهم كمشتبه فيهم أو « أشخاص خطر ». ولفتت المصادر الانتباه إلى أن بعض هؤلاء المتطرفين العائدين صاروا مسجلين كـ »أشخاص مختفين »، وهو وضع أمني يثير القلق على نطاق واسع، مخافة أن يكونوا في « حالة كمون » قبل تنفيذ اعتداءات.
ورجحت تقارير أمنية أن يكون المتطرفون العائدون إلى أروبا يحملون « مشاريع عمليات إرهابية »، لذلك تكثف العديد من أجهزة الاستخبارات الأروبية، وخاصة في الدول التي تواجه احتمالات كبرى للاستهداف، كفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإسبانيا، تواصلها مع « حلفائها الأمنيين »، وخاصة المغرب، الذي تعتقد أنه راكم تجربة كبرى في مواجهة الخطر الإرهابي، وترى بأنه بات يشكل « خزان معلومات كبير » يمكن أن يساهم في الحيلولة دون وقوع اعتداءات، عبر رصد المشتبه فيهم، أو من خلال كشف الارتباطات الخفية بين العناصر الإرهابية.
وما يدعم هذا « الاعتماد » الأروبي على المغرب نجاحه، في الأشهر الأخير، في إلقاء القبض على العديد من المغاربة والأجانب فوق ترابه، والذين كانوا يحملون جوازات سفر مزورة وخططوا لتدريب عناصر محلية من أجل تنفيذ هجمات إرهابية، وهو ما اعتبر « صيدا أمنيا ثمينا » لأنه أظهر توجها جديدا في عمل « داعش » والتنظيمات والعناصر المرتبطة بها، يرتكز على القيام بـ »هجرة مضادة » للمتطرفين من « دولة أو إمارات الخلافة » إلى البلدان الأصلية بعد موجة الاستقطاب التي تمت على امتداد السنوات الأخيرة.
وكشفت أجهزة استخباراتية النقاب عن أن ما لا يقل عن 800 متطرف قد عادوا إلى أوروبا لكي يشنوا هجمات بعدما جرى تدريبهم في سوريا والعراق، وأنهم تلقوا تعليمات بذلك، في مسعى من التنظيم الإرهابي الأخطر « داعش » لنقل « المعركة » إلى « العمق الغربي »، تخفيفا للضغط الذي يواجهه بعد إطلاق تحالف دولي، قبل أشهر، حملة تستهدف مواقعه، وفي إطار الاستعداد للعملية العسكرية التي تنوي أمريكا وتركيا تنفيذها ضد التنظيم.
وتحافظ العديد من الدول الأوربية على « تأهبها في الدرجات القصوى »، وتخوض حربا استخباراتية قوية للحيلولة دون وقوع اعتداءات، ويعتبر المغرب من ضمن أطرافها البارزين.
وقد تنامت المخاوف أكثر بعد « الهجوم المسلح » الذي نفذه المغربي أيوب الخزاني، الذي هاجم أحد القطارات السريعة خلال توجهه من أمستردام إلى باريس، علما أنه من بين « العائدين » إلى أروبا بعدما قضى بعض الوقت خلال الفترة الماضية في سوريا.
ويُعتَقَد، وفقا للتحقيقات الأولية، أن الخزاني حاول إطلاق النار في القطار السريع بعد أن تلقى « تعليمات » للقيام بهذا العمل، لكنه لم يتمكن من ذلك.
وبينما لم يكشف المسؤولون عن دافع محتمل وراء إقدام الخزاني على ذلك، فقد أفصح وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، عن أن السلطات الإسبانية أبلغت المخابرات الفرنسية عن ذلك الشاب المشتبه فيه، نظرا لارتباطه بحركة متشددة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي