سيكولوجية السياسيين من خلال حملاتهم الانتخابية:شباط وصولي وبنكيران براغماتي

30 أغسطس 2015 - 15:30

تشكل الحملة الانتخابية مجالا خصبا للباحثين في علمي النفس والاجتماع، لدراسة وسبر أغوار نفسيات السياسيين ومعرفة دواعي ودوافع تصريحاتهم، وعلاقة ذلك بنفسيتهم وتربيتهم ونشأتهم الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، يرى محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، في حديث مع موقع “اليوم 24” أن الهاجس المشترك بين زعماء الأحزاب السياسية هو الخوف من الهزيمة، التي ترتبط في المفهوم المغربي بما هو شخصي أكثر مما هو سياسي.

وأشار بنزاكور إلى أن الخوف من الهزيمة لدى زعماء الأحزاب السياسية في المغرب يعود إلى نشأتهم الاجتماعية، والتربية التي تلقوها، مضيفا أن شخصنة الخلافات السياسية، تفسر التطاول على الأشخاص واستعمال أسلوب السب والتجريح بدل مناقشة الأفكار والبرامج، غير الموجودة في الغالب.

أما عن البعد الثاني، الذي يفسر خرجات وخطابات زعماء الأحزاب السياسية، يقول بنزاكور إنه يتعلق بطريقة وصولهم إلى مناصبهم، وأسباب ممارستهم للعمل السياسي، إذ في الغالب الأعم يكون دخولهم إلى السياسة بغية تحقيق مصالحهم الشخصية، مبرزا أن ذلك يستشف من خطاباتهم المتناقضة التي تكشف أن طريقة تصدرهم لواجهة أحزابهم لم تكن سليمة، وينعكس ذلك بشكل جلي على الخطاب المليء بالسباب والتجريح، وسيادة “المدابزة” على الكراسي، في مقابل غياب مخاطبة العقول ومناقشة البرامج والتوجهات الكبرى.

وبخصوص ملاحظاته على الخطاب السياسي لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قال محسن بنزاكور إن شخصية حميد شباط يمكن تلخيصها في كونه “شخصا وصوليا”، يعمل على تكسير صورة حزب الاستقلال، وهو ما يجعل المغاربة ينفرون منه.

وسجل بنزاكور أن شباط يؤدي وظيفته كما ينبغي بتكسير صورة حزب الاستقلال، في مقابل تلميع صورة بنكيران، من خلال استغلال بنكيران لتصريحاته وخرجاته، وتحويلها إلى صالحه.

واستدل بنزاكور بلجوء حميد شباط إلى إحدى الشقراوات للترويج لحملته، لكونه يعتقد أن الشعب المغربي نسواني، وسيصوت عليه لمجرد وجود حسناء في حملته الانتخابية.

كما يرى بنزاكور أن بنكيران عكس شباط تماما، إذ إنه يقدم نفسه مدافعا عن ميراث العدالة والتنمية، وأمينا عاما يخاف على حزبه، وهو ما يجعله يوظف كل آلياته وأدواته للهجوم على الخصوم، سواء بطريقة عقلانية مقبولة، أوعاطفية وشعبوية، مضيفا أن بنكيران براغماتي، ويوظف كل آلياته لبقاء حزبه في السلطة أطول مدة ممكنة.

وأشار بنزاكور إلى أن هناك بعض القواسم المشتركة بين شباط وبنكيران، فكلاهما يعتمد على السباب والتجريح، فضلا عن عدم تقديمهما لبرنامج انتخابي واضح.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *