بوقنطار: على البرلمان أن يمارس دوره في تقييم الدبلوماسية المغربية

03 أكتوبر 2015 - 18:47

 كيف تتبعت رد فعل المغرب تجاه السويد؟
هناك مستويان لفهم ما يجري مع السويد. أولا، ما تقوم به السويد تجاه المغرب والوحدة الترابية ليس جديدا ولا مفاجئا. السويد دولة اسكندنافية لها موقف مناوئ للوحدة الترابية منذ مدة. ثانيا، السؤال الصعب هو هل يمكن للمغرب أن يقنع الدول التي تناوئ وحدته الترابية بمصداقية أطروحته؟ في كثير من الأحيان عندما نحلل الظواهر الدولية يغيب عنا أننا لسنا وحدنا من نتحرك في الساحة، وبالتالي ليست لنا عصا سحرية لنؤثر بها على الدول. هناك خصوم للمغرب يتحركون أيضا في الساحة الدولية، ولهم استراتيجيتهم.
بالنسبة إلى الدول الاسكندنافية ومنها السويد، يجب أن نعرف ما هي محدداتها ومنطقها. فهذه دول كانت دائما معروفة بحيادها وبغياب مشروع جيوسياسي لديها، ولهذا فهي لا تدرك الصعوبات الجيوسياسية، وتحاول التحرك بمنطق قيم حقوق الإنسان.
 هل تتوقع أن تكون هناك نتيجة للتصعيد المغربي؟
من الصعب الآن الاعتقاد أن تصعيد الموقف من شأنه أن يخلق حالة جديدة. فالبوليساريو وأنصارها يخترقون فضاءات الدول الاسكندنافية. والتخوف الكبير هو أن ينتقل موقف السويد ليشمل باقي الدول الاسكندنافية.
 هناك من يرى بأن الدبلوماسية المغربية تعاني من أعطاب وتتحرك في آخر لحظة باعتماد أسلوب الحملات؟
بصراحة ليست لي المعطيات لأحكم على الدبلوماسية المغربية بأنها تعاني من أعطاب، لكن يمكنني القول إنه لابد من تقييم مستمر للسياسة الخارجية أمام المؤسسات وخاصة البرلمان. فالسياسة الخارجية تعتبر شكلا من أشكال السياسات العمومية التي تخضع لمراقبة البرلمان. هذا لا يعني أننا إذا قمنا بالتقييم فإن الدبلوماسية المغربية ستنجح 100 في المائة، لكن إذا قمنا بالتقييم فسوف نحسن الأداء. لابد من استراتيجية وتحرك جيد، ولو أنه متأخر.
 لماذا لا يقوم البرلمان بتقييم السياسة الخارجية؟
الدستور وسع اختصاص البرلمان في مجال السياسة الخارجية، لكن لا أرى آليات وأدوات للبرلمان في مجالس السياسة الخارجية. أيضا لابد من عدم التوجه إلى استنتاجات عامة عند الحديث عن أعطاب الدبلوماسية المغربية. لكن ما يجب فعله هو إجراء تقييم للوقوف على أوجه التقصير في التعامل مع الملفات، ولابد من اعتماد سلم تنقيط حول ما قمنا به وما لم نقم به. وبحكم تتبعي للسياسة الخارجية المغربية ألاحظ أحيانا تقييمات منفعلة لا أساس لها، ويعوزها الإدراك، لأن المحيط الدولي معقد، وفيه الخصوم يتحركون أيضا بدعم دول مثل الجزائر. والفضاء الاسكندنافي على الخصوص مثل الدول الانغلوساكسونية، يخترقه المجتمع المدني بشكل كبير، ولهذا فإن السؤال المطروح اليوم هو كيف يمكن أن نجعل السياسة الخارجية في قلب التحولات التي أتى بها الدستور وأعطى فيها مكانة للمجتمع المدني. من المعروف أن السويد كانت تتحرك في الأممية الاشتراكية ضد قضية الصحراء، وأن المجتمع المدني هناك يضغط على الحكومة. لهذا لابد من تحرك يوقف النزيف لأن الفضاء الأوروبي ليس هو الفضاء الإفريقي.
* أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كمال العربي منذ 7 سنوات

لكل فريق له جمهوره.من الطبيعي ان نجد أعداء للمغرب .الديبلوماسية المغربية تسلك بدورها خطوات جبارة في موضوع الصحراء المغربية.فقد نجحت في قلب مواقف عدة دول. و سحبت اعترافها بالكيان الوهمي.حتى لا نتسرع في تلبيس الخارجية المغربية، فقط الاخفاقات.و لكن خصومنا انفقوا لترويج الاطروحة الملايين من الدولارات..و لعقود من الزمن. (1975-2015 ).في 6 نونبر القادم سنحتفل بالذكرى 40 لاسترجاع جزء من ترابنا الغالي ." الصحراء المغربية ".يجب ان يعلم خصومنا ان عداوتهم لم تثن المغاربة عن مسيرة البناء و التحدي و التضحية .اصبحت الحواضر الصحراوية المسترجعة تعيش في امن و امان .و شهدت طفرة تقدمية في جميع مناحي الحياة .أربعون سنة و الديبلوماسية المغربية تطارد " الشبح " طواحين الهواء .فقاقيع هوائية جزائرية صنعتها دائرة ضيقة من حكام فنوا عمرهم في قضية وطنية تهم شعبا باكمله .من قمته الى قاعدته .هذه الزمرة الجبارة التي تحكم بلسان الشعب الجزائري الشقبق .سخرت الملايين في الالة الاعلامية الداخلية لتدجينه و تغييبه للحقائق التاريخية لقضيتنا،و الدماء المشتركة في معارك التحرير.واختلقت سيناريوهات كثيرة حتى تضلله .ثم صورت جاره الشقيق في اللغة و الدين. "عدوا" . يهدد الدولة الجزائرية.لتبرر صفقات السلاح الضخمة و المتوالية.التي تدفع المنطقة الى التوتر. و سباق التسلح على حساب تنمية البلدين. أربعون سنة و المغرب موجود في صحرائه.لعل هذه المدة كافية ليقتنع الخصوم ان عليهم التقاعد. نعود للسويد .اعتقد ان السلاح الاقتصادي بدوره قد يجدي نفعا و يكون عبرة للاخرين.و على الديبلوماسية المغربية ان تطيرعند الاشقاء بالخليج لمحاولة اقناعهم بتضييق الخناق على منتوجات السويد.كموقف تضامني كما عهدونا و عهدناهم. ذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء.على وزارة الخارجية المغربية ان تنتج فيلما وثائقيا مركزا يشرح فيه قضيتنا .و يرسله الى جميع سفارات و قنصليات المغرب.لتتكلف بعرضه في وسائل الاعلام لكل بلد ولو تطلب الامر بالاداء في القنوات الخاصة الاكثر تتبعا.طبع كتيبات خاصة عن الحدث ويجميع اللغات ويقدم مجانا لزوار اروقة المغرب في الخارج.و ان كان متاحا توزيعه في بعض جمعيات المجتمع المدني في تلك الدول./ ..سقط سور برلين متى يتسلق الشعب الجزائري الشقيق ،سور "مرداية "يريحنا و يريح نفسه.تهاني الحارة الى كل جندي و رجل امن و الدرك و القوات المساعدة و المخابرات المغربية المرابطين في الصحراء.انتم قوة و شرف الامة .كل عام و انتم بالف خير.

مواطن من تطاون منذ 7 سنوات

من الضروري أن تتخذ الحكومة الحالية قراراتها الدستورية وذلك بانتهاجها لاستراتيجية ديبلوماسية فاعلة ومؤثرة على الساحة الدولية ، فهذا الملف الوطني الذي يرتبط بقضيتنا الوطنية وبمصير قضيتنا الكبرى يجب معالجته من خلال المشاركة الجماعية بين الحكومة والدولة من دون الاقتصار على جهة معينة التي تنفرد بمفردها بهذا الملف الشائك والمعقد. فنتيجة للكفاءات والخبرة الدبلوماسية التي يتمتع بها المغرب لا بد من اشراكها في معالجة هذا الملف حتى نتمكن من تجاوز مخططات خصوم الوحدة الترابية واقناع الدول الأجنبية بمدى مشروعية ومصداقية قضيتنا الوطنية التي يستحيل أن يتنازع عليها اثنان. ومن المقترحات لانجاح هذه العملية هي تشكيل خلية تتكون من الأغلبية والمعارضة داخل البرلمان بمجلسيه لتضع لنا استراتيجية موحدة تهدف الى تحقيق غايات واهداف محددة ترمي الى كسب رهانات لفائدة قضية الوحدة الترابية.