تريد أن تحصل على جائزة نوبل في أي مجال؟ ادفع المال فقط!

06 أكتوبر 2015 - 09:45

ليس الحصول على جائزة نوبل بالأمر المستحيل، فإن توفر المال سنحت الفرصة، لأن أصحاب الجوائز يبيعونها في المزادات العلنية. فالمال في الرصيد أفضل من جائزة على الجدار.

تريد أن “تعرض” جائزة نوبل في إطار مذهب وتعلقها في غرفة الاستقبال متباهيًا؟ هذا سهل. فلا تحتاج إلى عبقرية في الطب، ولا إلى مساع لحل الأزمة السورية ولا اليمنية، ولا إنقاذ الروهينغا في التيبيت… ولا تحتاج إلى موهبة في القصة القصيرة أو الرواية. جل ما تحتاجه مبلغ وقدره… قد لا يحتكم عليه رصيدك المصرفي. فأسهل طريقة لاقتناء نوبل شراؤها!

الجائزة وخطابها
في فبراير الماضي، جرى مزاد على جائزة نوبل فاز بها الخبير الاقتصادي سايمون كوزنيتس في عام 1971، وهي السادسة التي تعرض للبيع، والأولى في الاقتصاد.
هذه الجائزة مصنوعة من 7,25 أونصة ذهبًا، من عيار 23 قيراط، ولا يتجاوز سعرها تسعة آلاف دولار، لكن قيمتها المعنوية كبيرة، خصوصًا أن جامعي التحف والجوائز يتسابقون على جمعها، وهذا ما رفع سعر المزايدة إلى أكثر من 150 ألف دولار.
وعلى سبيل التذكير، اشترى رجل مجهول الهوية جائزة نوبل الخاصة بالعالم جيمس واتسون في 1962، التي فاز بها لاكتشافه بنية الحمض النووي، بـ 4,76 مليون دولار في دجنبر 2013، وبيعت مسودة الخطاب الذي ألقاه العالم نفسه عند تسلمه الجائزة بـ 365 ألف دولار.

لكن هذا ليس تقليدًا متبعًا. فثمة جوائز نوبل أخرى لم يرتفع سعرها كثيرًا عند بيعها في مزادات علنية، كالجائزة التي نالها وزير الخارجية الأرجنتيني كارلوس لاماس في 1936، إذ بيعت بـ 950 ألف دولار قبل عام تقريبًا. وبيعت جائزة نوبل في الفيزياء الخاصة بالعالم جيمس تشادويك، ونالها في 1935 لاكتشافه النيوترون، مقابل 329 ألف دولار فقط في يونيو 2013.

البورصة ترتفع
أرخص نوبل للبيع في مزاد كانت تلك التي فاز بها الفرنسي أريستيد بريان عام 1926 عن دوره في المصالحة الفرنسية الألمانية العابرة، اشتراها متحف إيكوموزي في سان لازير الفرنسية مقابل 12200 يورو عام 2008. أما الجائزة التي حصل عليها البريطاني وليام راندال كريمر سنة 1903 فبيعت بنحو 17 ألف دولار فقط لا غير في عام 1985.

لكن بورصة “الجوائز” ارتفعت بعد ذلك، فانبرى عدد متزايد من الفائزين بنوبل أو ورثتهم إلى بيع هذه الجوائز الثمينة. منذ بداية 2014، طرحت في المزادات أكثر من 8 جوائز نوبل. قال فرنسيس وولغرن، المدير الدولي لقسم المخطوطات والكتب في دار كريتسيز: “الاهتمام يزداد في الاكتشافات والتطورات التي حدثت في القرن العشرين، وترمز جوائز نوبل إلى أكبر إنجازات القرن في العلوم والاقتصاد والسلام، ونتعامل معها الآن كما نفعل بأثمن القطع”.
ومع ارتفاع هذه البورصة، بيعت في الفترة الاخيرة جوائز نوبل في مجالات الفيزياء والكيمياء والاقتصاد بأسعار تراوح بين 300 و 400 ألف دولار.

جيمس واتسون، الذي ساهم في اكتشاف هيكلية الحمض النووي، كان من قلة باعوا جوائزهم عندما كانوا لا يزالون بعد على قيد الحياة، فحصل على 4,76 ملايين دولار في عام 2014، محطمًا الرقم القياسي، أي نال ضعفي ما ناله ورثة البريطاني فرنسيس كريك، الذي تشارك الجائزة معه بفضل الاكتشاف عينه عام 1962. ورد وولغرن الفرق إلى صيت واتسون الذي أثار جدلا عدة مرات بسبب قوله في عام 2007 إن الأفارقة أقل ذكاء من الغربيين.
أما العجوز التسعيني ليون ليدرمان فباع نوبل الفيزياء التي حصل عليها عام 1988 بزهاء 765 ألف دولار في أيار (مايو) الماضي.

عن (إيلاف)

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

محماد منذ 7 سنوات

قد أغفر لنوبل اختراعه للديناميت؛ ولكنني أبدا لن أغفر له جائزة نوبل هذه« وهل الذين فازوا بجائزة نوبل فازوا بها دون مال أو ضغط من جهات ما؟ معلوم أن "آلفريد نوبل" كان قد قرر أن تمنح هذه الجائزة؛ خصوصا المتعلقة بالسلام؛ تكفيرا عما قد يسببه اختراعه للديناميت من دمار للبشرية. ولكن الدمار الحقيقي هو الذي سببه القائمون على هذه الجائزة؛ عندما حولوها إلى أداة ابتزاز؛ لصالح (إسرائيل) فشرط الحصول عليها هو الدفاع عن حق الصهاينة في اغتصابهم لأرض فلسطين. وأذكر أنه عندما انخرط السادات في مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني وصفق له عدد من المثقفين؛ وعلى رأسهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ رحمه الله؛ كتب عبد الجبار السحيمي رحمه الله مقالا في العلم ينتقد موقف محفوظ؛ عنونه ب "عندما يسقط المثقف في قشرة موز"؛ ولكن وبعد ذلك بسنوات كافأته لجنة الجائزة؛ ليس لأنه كاتب كبير؛ وهو بالفعل كذلك ويستحق أكثر من جائزة؛ ولكن على موقفه. قال الكاتب الإيرلاندي الساخر ّجورج بيرنارد شو": »قد أغفر لنوبل اختراعه للديناميت؛ ولكنني أبدا لن أغفر له جائزة نوبل هذه«.