قال محمد الأشعري، القيادي الاتحادي والوزير السابق، إن ما حصل في 4 شتنبر مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشبه إلى حد بعيد «حكاية موت معلن»، “فقد كان واضحا أن الحزب الذي عجز منذ المؤتمر الأخير عن توحيد الاتحاديين، وعن بلورة مشروع للمستقبل، وغرق في مستنقع الخلافات والتصدعات لن يحقق نتائج مشرفة”، قبل أن يهاجم القيادة الحزب بقوله: “وحدها القيادة الحالية ظلت متيقنة من النصر، وعليها الآن أن ترتب النتائج التي ينبغي أن ترتبها على هذا الوضع”.
وشدد الأشعري على أنه “لا يمكن لهذه القيادة أن تستمر في استخفافها بألم الاتحاديين وهم يرون حزب المهدي في الذكرى الخمسين لاستشهاده يسرق منهم ويدفن حيا، ويرون أمثال ولد العروسية يتصدرون قوائمه الانتخابية، ويرون حزبهم يمحى من جميع المدن الكبرى ويفقد آخر معاقله فيها، ويرون مع ذلك قيادة الحزب مستمرة في تجميل النتائج لنفسها، وكأن شيئا لم يكن”، مضيفا: “الأمر يدعو حقا إلى الغضب، وعلى الاتحاديين أن يعبروا عن هذا الغضب بكل الوسائل المتاحة، ويفرضوا تشكيل لجنة وطنية لتحضير المؤتمر بقطيعة كاملة مع هذه القيادة التي لا يمكن أن تكون شريكة في الإصلاح وقد أفسدت، بسوء تدبيرها وعجزها الأخلاقي والسياسي”.
وأبرز المتحدث ذاته أنه “إذا تعاملنا مع الوضع الحالي في الاتحاد الاشتراكي من منطلق أن هناك عطبا تنظيميا وينبغي أن نجد له الوسطاء والحكماء لنكلفهم بالبحث عن صيغ تفاوضية يمكن أن تقترح وحدة في الواجهة وتحتفظ بالأعطاب الداخلية كما هي، فهذا رهان فاسد. ينبغي أن ننتبه إلى شيء أساسي، وهو أنه منذ المؤتمر الأخير للاتحاد، بات واضحا أن الحزب قد اتجه نحو مزيد من التأزم والتآكل”.
ونوه المتحدث إلى تجربة “بعض المناضلين اليساريين الشرفاء” أثبتت أن المواطن المغربي لا يرفض اليسار، ولكنه يرفض من يتخذه أصلا تجاريا لبيع بضاعة مغشوشة، ولذلك، فإنه لا يتردد، عندما يجد مخاطبا نزيها، في خوض المعارك الضرورية لانتصار أفكار وقيم اليسار.
وأكد، في حوار مع “أخبار اليوم”، أن كل مناضل اتحادي يمكنه اليوم أن يقوم بدور ما في إعادة بعث اليسار، “لكن، في اعتقادي، يجب المراهنة على الشباب في أحزاب اليسار، من الذين لهم أفكار ومشروع وإرادة وأسلوب جديد في ممارسة السياسة”.