قالَ محمد جبرون، الباحث في التاريخ والفكر السياسي، “إن الدّينَ لا يُشكّل عائقا نحوَ بناءِ الدولة الحديثة، مبرزا في مداخلة له امس السبت 17 أكتوبر 2015 ضمن فعاليات الملتقى الثاني للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي ينظمه “مركز أفكار للدراسات والبحاث”، بشراكة مع مؤسسة “هانس سايدل الألمانية”، حول موضوع “المسألة الدينية والتحولات السياسية والاجتماعية الكبرى في المغرب الكبير”، أن الدول الغربية وجدتْ صيغة لعلاقة الكنيسة بالسياسة.
وأضاف جبرون”إن مجتمعات بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحاجة إلى إنتاجِ حداثة خاصّة بها، تتلاءم مع خصوصيّات مجتمعات المنطقة، مشيرا إلى أن مفهوم “الدولة الحديثة” ليْس جامدا أو معطى ثابت لا يتغير، بل يمكن تكييفه حسبَ خصوصيات كل مجتمع على حدة.
واعتبر جبرون أن الآراء التي تقولُ باستحالة بناءِ دولةٍ حديثة وفْقَ المعايير الديمقراطيّة، يرجع بالتأثر الكبير بمخلفات استعمار فرنسا التي تتبنّى نظاما علمانيا “متطرفا”، “مشكلتنا في المغرب هي أنَّ الحماية الفرنسية خلّفتْ إرثا موسوما بنوع من الخصومة والعداء للدين”، يقول جبرون.
ويرى جبرون أن الصيغة المغربية وجدت حلولا لعدد من الإشكاليات المجتمعية، وأحدثت توافقا بيْن المجتمع المدني والمجتمع السياسي في عدد من القضايا، مثل الإجهاض.