قال امحمد الخليفة، أحد القادة التاريخيين لحزب الاستقلال، “إن الحزب يعيش لحظة مفصلية في تاريخه، إما ستسلك به الطريق التي خططها له أعداؤه النافذون على الدوام، الذين سيسخرونه لأهوائهم ومخططاتهم كحزب له شرعيته التاريخية والنضالية، وتمكن من لا تاريخ، ولا نضال، ولا إيمان له بهذا الحزب من ناصيته وقيادته، وإما أن ينتفض أبناؤه البررة في قيادته الحالية وقادته البارزون وجميع المناضلين الشرفاء للقيام بثورة تصحيحية، تحطم المخططات الجهنمية والماكرة لإرجاع الحزب إلى مساره النضالي”.
وقال الخليفة أيضا، إن الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية، محمد حصاد إلى حميد شباط بابتزاز الدولة، ليست من فراغ، مبرزا أنها مفاجأة في الحقل السياسي المغربي، إذ لأول مرة يُتهم زعيم حزب سياسي بابتزاز الدولة.
وأوضح الخليفة أن “اتهامات حصاد لشباط بابتزاز الدولة لا يجب أن نعتبرها استهدافا للحزب ككل، ولا يجب أن نجعل من “الحبة قبة””.
وفيما يلي نص الحوار:
ما ذا يقع في حزب الاستقلال؟
ما أستطيع أن أؤكده، هو أن حزب الاستقلال يعيش لحظة مفصلية في تاريخه، فهو في مفترق الطرق على أرضية المشهد الحزبي في بلادنا، دون تهويل أو تضخيم للأمر.
وأنا شخصيا أعيش آلام اللحظة، لأن الحزب يعيش لحظة مفصلية في تاريخه، إما ستسلك به الطريق التي خططها له أعداؤه النافذون على الدوام، الذين سيسخرونه لأهوائهم ومخططاتهم كحزب له شرعيته التاريخية والنضالية، وتمكن من لا تاريخ، ولا نضال، ولا إيمان له بهذا الحزب من ناصيته وقيادته، وإما أن ينتفض أبناؤه البررة في قيادته الحالية وقادته البارزون، وجميع المناضلين الشرفاء للقيام بثورة تصحيحية.
هذه الثورة التصحيحية ستحطم المخططات الجهنمية والماكرة لإرجاع الحزب إلى مساره النضالي، وتحصنه للقيام برسالته الخالدة، وهي تحرير الإنسان والأرض، وزرع قيم المجتمع التعادلي، وبديلا عن هذا التوجه ستكون الكارثة. وإن لي أمل أن أبناء الحزب البررة لن يتركوا حزبهم في هذه اللحظات الحرجة، ويسلموا قيادته لمن لا تاريخ له ولا قلب له عليه، ولمن جعلوه مطية للوصول إلى أهدافهم الشخصية.
هل الإطاحة بالأمين العام للحزب، حميد شباط، أصبحت أولوية بالنسبة إليك؟
أدعو كل أبناء الحزب البررة، وكل من يعتقد داخل القيادة الحالية أنه قادر على القيام بثورة تصحيحية أن يقوم بها، أنا ضد إقصاء أي كان في هذه اللجنة التنفيذية أو غيرها، لأن ثقافة الإقصاء لا يعرفها حزب الاستقلال، يجب في هذه اللحظة بالذات أن تتكاثف كل الجهود، فالقمة تتسع للجميع، شريطة أن تكون القاعدة مبنية على أسس راسخة، كما تركها الماهدون الأولون.
هل يوجد في المجلس الوطني لحزب الاستقلال ولجنته التنفيذية من يقدر على القيام بما تدعو إليه؟
من دون شك، حزب الاستقلال لم يكن عقيما، ولن يكون كذلك، إلا إذا استطاعت قوى الشر، التي تعمل الآن من أجل الهيمنة عليه، النجاح في مهمتها، وذلك ما نرفضه ونعمل من أجل تفاديه.
ما رأيك في اتهامات حميد شباط لوزارة الداخلية باستهداف حزب الاستقلال والتشويش عليه من خلال اتهامه بابتزاز الدولة في انتخابات 4 شتنبر، وكذلك الاتصال بأعضاء المجلس الوطني بغية إفشال دورته المقبلة؟
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية التي يعيشها الآن حميد شباط، فالكلام المسؤول، الذي قاله وزير الداخلية، لا يمكن أن يأتي من فراغ، ولذلك أقول: كان الله في عون شباط، فهي المرة الأولى التي يتهم فيها زعيم سياسي بابتزاز الدولة، وهي مفاجأة كبيرة في الحقل السياسي المغربي، وأعتقد أنه لا يجب أن نجعل “من الحبة قبة”، ونعتبر كلام وزير الداخلية يستهدف الحزب بأكمله.
هل يتوفر حزب الاستقلال على قيادة قادرة على خلافة حميد شباط في حالة الإطاحة به؟
الحزب بأبنائه البررة لن يعدم أبدا الشخص الذي يقع عليه إجماع أو بالأحرى شبه إجماع، لأن الإجماع لله وحده، يمكن أن تتوفر فيه الشروط للقيام بدور تاريخي في هذه اللحظة الحرجة التي يمر منها الحزب.
أين القيادات التاريخية لحزب الاستقلال؟ وما الدور الذي يمكن أن تقوم به؟
(يتنهد قبل أن يتم كلامه) على كل حال، أنا دائما أقول إن كلاً مسؤول، كيفما كان موقعه، سواء من القادة التاريخيين أو المناضلين العاديين، فكلٌ يجب أن يقوم بما يفرضه عليه موقعه من أجل وضع حزب الاستقلال في سكته القوية والقويمة.
ما هي الخطوات التي تراها مناسبة للقيام بما أسميته بالثورة التصحيحية داخل حزب الاستقلال؟
الحركة التصحيحية التي أدعو إليها هي التي يجب أن تضع خريطة طريق من أجل أن يسترجع الحزب أنفاسه، وأن يكون آخر يوم لينطلق الحزب من جديد هو 11 يناير 2016، بما لها من حمولة رمزية، وإلا لن يكون لنا موقع في الخريطة السياسية نفتخر به في عام 2016.
ما رأيك في تصويت حزب العدالة والتنمية على عبد الصمد قيوح في رئاسة مجلس المستشارين؟
أعتقد أن القيادة الحالية تلقت رسالة قوية من حزب العدالة والتنمية بأن السياسة ليست تلاعبا بالألفاظ والمواقف، وإنما يجب أن يكون لها دائما طابعها الأخلاقي، فحزب العدالة والتنمية عندما صوت على مرشح حزب الاستقلال صوت على الحزب الذي يعرفه، وليس على الشخص. هذه رسالة يجب أن يفهمها كل استقلالي، فالأصل أن يضع حزبا العدالة والتنمية والاستقلال اليد في اليد لبناء الديمقراطية التي تعثرت كثيرا.