منير الحدادي.. المهاجم الذي سيحتاجه «البارصا» لاحقا

23 أكتوبر 2015 - 07:00

كان دوما نجم الأندية التي لعب لها. لهذا، خلال الموسم الماضي، في ظل حضور ثلاثي الرعب الذي حصد كل الألقاب الأوروبية فقد شيئا من لعبه الخاص، إذ وجد نفسه مطالبا بدور يفهمه جيدا، لكنه لم يكن يعرف كيف يلعب ذلك الدور.
الآن، يبدو أن الأمور تغيرت بعد العديد من النقاشات مع المدرب لويس إنريكي ومحيطه. منير الحدادي البالغ من العمر الـ20 ربيعا يستغل الدقائق التي منحه إياها الغياب المؤقت لميسي. في كل الحالات، هي فرص يتقاسمها مع ساندرو الذي يحارب أيضا من أجل هذا المكان. لكن منير يختلف عنه، بحيث يساهم بتمريرات حاسمة للتهديف.
فهذا اللاعب لديه في رصيده ثلاثة أهداف في الـ311 دقيقة التي شارك فيها مع الفريق الأول لبرشلونة (أي هدف في كل 104 دقيقة). «تنقصه الأهداف، لكن كل هذا سيأتي مع الوقت، لأنه لاعب بحس تهديفي»، يؤكد بعض من محيط المدينة الرياضية للبارصا. هكذا، لأول مرة في حياته، يحتاج الحدادي إلى إيقاف عقارب الساعة.
منير الحدادي اللاعب المغربي الأصل ترعرع وتعلم أبجديات كرة القدم في ناحية غالاباغار بمدريد. بعد أن رفضه الفريق الثاني للعاصمة مدريد (اتلتيكو مدريد)، وقع لفريق «ماخاداهوندا». هناك ذهب لمتابعته فرانسيسكو غارسيا بيمينتا، المدرب الثاني لفريق الأمل في برشلونة. «أعجب به أيما إعجاب خلال مقابلة لعبها ضد فريق برونيتي»، يحكون من داخل أروقة النادي، «لأن اللاعب الشاب سجل هاترك رائع (هدف أول بالرأس، والثاني بالقدم اليمنى، والثالث باليسرى، الساق التي يعتمد عليها كثيرا».
من العادي أن يكون دوما في واجهة فريق الشباب «حرب باء»، لأنه لموسمين متتابعين كان هداف الفريق، لينتقل في العام الثالث إلى فريق الشباب حرب «ألف». وبفضل الجهود التي يبذلها، صعد في العام الثالث إلى الفريق الثاني لبرشلونة. «كانت انطلاقته من فرق الشباب رائعة. سجل أهدافا جد رائعة وحاسمة. تيقنا حينها أنه لديه كل المؤهلات ليصبح لاعبا كبيرا»، يشرح أوسيبيو ساكريستان، مدربه حينئذ.
صعوده إلى الفريق الأول العام الماضي يعود فيه الفضل إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على سواريز وإصابة نيمار، علاوة على الثقة التي يضعها فيه لويس إنريكي. لعِب وسجل وفاز بالمجاملة المعممة. «فاجأ العالم، باكتشاف موهبة»، يتذكر مدربه السابق أوسيبيو. «أبان عن جودة أسلوبه الكروي، لكن ربما كان يجب أن يطور من أدائه شيئا فشيئا»، يضيف بعضهم من محيط النادي. إلى درجة أنه تمت المناداة عليه إلى المنتخب الوطني الإسباني، خوفا من أن يلعب للمغرب الذي كان يلح على أن يحمل قميصه.
أتت الرياح بما لا تشتهي سفن الحدادي، إذ أنه بعد عودة وزراء الهجوم من الإيقاف والإصابات تراجع منير إلى الوراء، مما فرض عليه العودة خطوة إلى الوراء للمنافسة مع الفريق الثاني من أجل القيام بخطوتين إلى الأمام للعودة إلى الفريق الأول.
«بالنسبة إلى منير لم يكن أمر العودة إلى الفريق الثاني بمشكل، لأنه لديه كل مواصفات لاعب الفريق الأول. في الحقيقة، نزل إلى الفريق من أجل التسخين للعودة من جديد إلى الفريق الأول»، يشرح أوسيبيو.
وعلى الرغم من افتقاره للحماس والنشاط المعتادين، إذ أنه لم يعد يتمركز بالشكل الجيد، بالإضافة إلى غياب العروض الرائعة. إلا أنه «فجأة، وجد نفسه في الفريق الأول، مطالبا بلعب دور المساند أو المساعد لثلاثي الرعب. منير لاعب مطالب بأن يكون مهما. وهذا ليس بالشيء السهل»، حسب أوسيبيو. « لم يشعر بالضيق»، يؤكد، يثم يضيف «عندما كانت الأمور لا تسير معه كما يجب، عرف كيف يتحمل الضغط، أكثر من ذلك كان يبدو هادئا»، ويزيد:» ليس من السهل أن تنجح في العملاق الكاتالوني، وأكثر في ظل ثلاثي الرعب الحالي».
وعلى الرغم من أن وضعه لا يقلق المدرب لويس إنريكي الذي أكد مرارا وتكرارا قائلا:»يسير في نفس المنحى وبنفس الأداء والطموح. يجب أن يعمل شيئا فشيئا بعيدا عن الضغط الذي يشعر به اللاعبون الذي يصعدون إلى الفريق الأول. الآن يشارك لدقائق كثيرة على عكس ما كان مطروحا في البداية. أرى أنه يقدم مستويات جيدة، بحيث يشارك في الأهداف ويصنع اللعب في الهجوم. أرى أنه بإمكانه تقديم الكثير الكثير». لكن، ستتقلص الفرص من جديد عندما يعود البرغوث الأرجنتيني ميسي.
وكان المدرب لويس إنريكي شفافا وواضحا خلال الصيف. «شرح له أن الوضع في الفريق الأول معقد وصعب، لأنه يتوفر على ثلاثي الرعب، علاوة على بيدرو رودريغيز (في النهاية، رحل إلى تشيلسي)، وأنه يفكر كيف يمكن الحفاظ على مستواه لأنه لا يرغب في أن يتوقف تطوره»، يحكي أشخاص مقربين من اللاعب. «لكن لا أحد تحدث له حاليا عن إمكانية إعارته في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة. على الرغم من أنه خيار وارد».
لكن الجميع في برشلونة يرى أن منير الحدادي لديه مقومات النجاح، خاصة في الوقت الراهن، بعد أن عاد ليحظى ببعض الدقائق والمساهمة في تسجيل الأهداف بتمريرات حاسمة، كما انه يقدم مستويات رائعة مع منتخب شباب إسبانيا (أقل من 21 عاما)، بحيث أنه سجل هدفين على منتخب جورجيا الأسبوع الماضي.
«يبدو أنه قد يمنح الفرصة لموسم آخر، على الرغم من أن لا شيء ثابت. الآن، يجب أن يكشر عن مواهبه وجودته الكروية»، يشير أوسيبيو، كما يستدرك قائلا:»لا يجب أن نبالغ في المطالبة، بل أن نعترف بما سيقدمه، لأن هذا من شأنه أن يساهم في نموه ونضجه». لا أحد يشك داخل أروقة النادي بأن اللاعب «سينتهي بفرض نفسه». لكن يحتاج إلى إيقاف الزمن، ولعب دور المساعد المنقذ من أجل النجومية.

عن : ال باييس

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *