يبدو أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وخصمه اللدود، حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، على وشك طي صفحة الخلافات التي طبعت علاقتهما منذ وصول حميد شباط إلى قيادة حزب الاستقلال وخروجه من الحكومة.
عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على الرغم من اتهامات شباط له بالانتماء إلى داعش والنصرة والموساد، قال في لقاء مع فريقي حزبه بمجلسي النواب والمستشارين، الأسبوع الماضي، إنه لم يسبق له أن تكلم عن حزب الاستقلال بسوء، بل إن شباط فقط هو من كان يتهجم عليه وعلى الحزب، مضيفا أن “داكشي فات وأنا أسامحه دنيا وآخرة”، على حد قوله.
بنكيران وخلافا لما نشرته بعض المنابر الإعلامية، قال إن تصويت مستشاري العدالة والتنمية على مرشح حزب الاستقلال لم يكن مشروطا ولم نطلب منهم أي مقابل “لقد طبقنا الموقف الذي أملاه علينا ضميرنا”، مضيفا أنه “إذا كان الإخوان في حزب الاستقلال فهموا أن ما كانوا يقومون به خطأ، وهذا يقولونه اليوم، أتمنى ألا يفوت الوقت حتى يقوموا بدورهم التاريخي، فلحد الآن الكلام الذي نسمعه منهم مطمئن”.
وتابع بنكيران “أنا لا أطلب منهم مساندة الحكومة، لهم الحق في أن يفعلوا ما يشاؤون، لكني أقول لهم عندكم مسؤولية تاريخية، لأن التحكم ليس خطرا على العدالة والتنمية، التحكم خطر على العدالة والتنمية والأحزاب السياسية كلها، انظروا إلى الأحزاب التي تساندهم كم عانت وتعاني، ويبدو أنها لا تجد فكاكا”، على حد قوله.
من جهته يبدو حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال أنه قد التقط إشارة بنكيران، وكف في الآونة الأخيرة عن مهاجمته وحزبه، بل إنه ذهب أبعد من ذلك، واعتبر أن انتخابات رئاسة مجلس المستشارين بناء لتحالفات المستقبل.
وحول مسامحة بنكيران له، وما إن كان مستعدا لفتح صفحة جديدة، قال شباط في اتصال مع موقع “اليوم 24” إن التسامح فضيلة، مبرزا أنه لا عداوة دائمة، ولا يمكن أن تظل الخصومة إلى ما لا نهاية.
وأوضح شباط، أن مستشاري حزب العدالة والتنمية صوتوا لمرشح حزب الاستقلال، ولم يشترطوا شيئا، وتلك قناعة أملاها عليهم ضميرهم، يقول حميد شباط.
وجدد شباط تأكيده مرة أخرى على “ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب الوطنية، وتركها تشتغل لما فيه مصلحة الوطن”، على حد تعبيره.