بعد توالي الانتقادات الموجهة إلى الحكومة حول التعامل مع تبعات فاجعة منى، خرج أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لينفي عن الحكومة أي تقصير في هذه القضية.
التوفيق، وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أكد أن “الأمر عندما يتعلق بحياة المواطنين، فإن المسألة في هذا البلد تتعدى الشأن الحكومي، وتصبح أمانة يتولاها أمير المؤمنين، وهذا ما وقع”، يؤكد التوفيق.
وشدد الوزير على أن التواصل بعد هذه الفاجعة كان مستمرا منذ حدوثها، وذلك عن طريق إصدار بيانات سواء عن الديوان الملكي، أو وزارة الداخلية، أو الخارجية، أو سفارة المغرب في السعودية.
وأوضح الوزير في حديثه أن “الجميع، وأولهم البلد الذي حدثت فيه الحادثة، فوجئ بما وقع”، قبل أن يدافع عن وتيرة إعلان أعداد الوفيات بالقول إن “بيان الديوان الملكي شدد على أن أي إعلان عن الوفاة يجب أن تنطبق عليه الشروط القانونية”، موضحا على هذا الأساس أن عدد الوفيات وصل إلى 42 قتيلا، تم التعرف على 41 منهم، فيما تعذر إلى حدود الآن الوصول إلى هوية سيدة لاتزال في عداد المفقودين، أما الجرحى فبلغ عددهم 5 جرحى، اثنان منهم توفيا، وهما ضمن حصيلة الـ 24 قتيلا، فيما ثلاثة جرحى لايزالون يرقدون في العناية المركزة، وهي الحصيلة التي قال الوزير إنه يعتقد أنها نهائية.
وفي هذا الصدد، دافع التوفيق عن عمل البعثة المغربية للحج، مؤكدا أنها “قامت بما لم يقم به أحد، وذلك بشهادة السلطات السعودية”، إلى جانب “عملها ليل نهار عملا دقيقا في المستشفيات وأماكن وضع الموتى”، بالنظر إلى أن التعرف على الجثث “كان يتطلب أمورا دقيقة كالحمض النووي بسبب تشوه الجثث”. علاوة على ذلك، أوضح الوزير أن “جميع من توفوا دفن كل واحد منهم في قبره، وجميع أغراضهم توصلت بها عائلاتهم، وأنجزت لهم شهادات الوفاة”.
وعن الاحتجاجات، التي يقوم بها بعض الحجاج على “تردي” خدمات البعثة المغربية في السنوات الأخيرة، قال التوفيق إن حدوث مثل هذه الأمور “عاد”، قبل أن يضيف أن “هناك من يصطحب لافتات من المغرب ويجمع توقيعات في الحج ضد الوزارة، ومعروف أن الحج تاريخيا تعتريه الفتنة، ويجب أن يعرف من يحدثها”، على حد تعبير الوزير.
إلى ذلك، وفي معرض جوابه عن سؤال حول وضعية الحجاج، شدد التوفيق على أن وزارته تضمن لهؤلاء التوعية والنقل داخل المغرب، وأثناء الحج، إلى جانب توفير مؤطر لكل 70 حاجا، داعيا على هذا الأساس إلى “تجنب الإثارة عن طريق الحج والحجاج، فالقضية تتوقف على أن يذهبوا ويؤدوا مناسكهم، والباقي لا مجال للإثارة فيه”، يقول الوزير.
وأضاف الوزير أن “الحج يتوقف على هذاك اللي كيمشي الحج، وعليه الاعتناء بالتوعية طوال شهور السنة، ماشي حتى يمشي إلى هناك، ويصبر لحكم ربه ويحتسب”.