سواء كانوا منفذين أو رؤوسا مدبرة، فكلهم مروا من هذا الحي أو لهم علاقات مع قاطنين فيه، بدليل أن اثنين من الإرهابيين، اللذين لقيا حتفهما في تفجير في بولفار فولتير والآخر قرب ستاد فرنسا، كانا يقيمان في بلجيكا، فيما لا تزال الشرطة الفرنسية تبحث عن عبد السلام صلاح، أحد مخططي هجمات باريس.
وبالعودة بضع سنوات إلى الوراء، نجد أن الفرنسي مهدي نموش، الإرهابي الذي هاجم المتحف اليهودي في بروكسيل عام 2014، كان يقطن في الحي ذاته وقضى فترة في ساحة القتال في سوريا، وسنوات في السجن بتهم مختلفة.
وإلى جانبه، يوجد المغربي أيوب الخزاني، الذي أطلق النار شهر غشت الماضي على قطار يربط بين أمستردام وباريس، ولديه ماض أمني مثقل بالمخدرات والعلاقات المشبوهة مع شبكات إسلامية متطرفة.
لكن هذه المملكة الأوربية الصغيرة، رغم عدد مواطنيها القليل، إلا أنها تعتبر خزانا يستقطب تنظيم “داعش” بين الثلث حتى النصف من المجندين من بلجيكا، فوزارة الداخلية الفيدرالية، التي تدعو جميع بلدياتها إلى الحذر، سجلت نحو 828 شخصا إلى حدود شتنبر الماضي، من المواطنين البلجيكيين، الذين يشتبه في كونهم “إسلاميين متطرفين”.
ومن بين هؤلاء الاسلاميين المتطرفين، هناك 270 شخصا ذهبوا إلى العراق أو سوريا، 15 كانوا في طريقهم، و129 كانوا عائدين إلى بلجيكا، و62 مُنعوا من ذلك، و352 آخرين كانوا يخططون للذهاب إلى ساحات الحرب والقتال.