يبدو أن ان الرابطة المحمدية للعلماء أدركت أهمية التواصل مع الشباب عبر وسائط التواصل الاجتماعي لمحاربة خطاب التطرّف، في ظل تنامي خطر الاٍرهاب الذي صار يضرب بقوة في الفترة الاخيرة.
وفي هذا الصدد، بدأ العلماء يتحركون لمواجهة التطرّف، حيث أطلق محمد عبادي، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، سلسلة توعوية على موقع “يوتيوب” تروم تفكيك خطاب التطرف، ومعرفة أسبابه، وتقديم الحلول الناجعة لتفاديه.
وقال محمد عبادي إن خطاب التطرف تركيبي بطبيعته، لذلك فالتفكيك أصبح مقتضى وظيفيا، لا يمكن تجاوزه، مبرزا أنه لا يمكن التعامل مع التطرف كإشكالية بسيطة مثل باقي الإشكالات، التي تتطلب أجوبة محددة.
وأضاف المتحدث نفسه أن التطرف تركيب بين جملة من القضايا في مقدمتها أضرب التوق، التي تهز الإنسان كالتوق للكرامة والوحدة والعزة، فضلا عن سيادة الخطاب التبسيطي، إذ في ظل عالم تتملكه الحيرة وغياب الخيط الناظم، فإن خطاب التطرف يلجأ إلى التبسيط من خلال عرض جملة من الثنائيات كالإيمان والكفر والنور والإبصار، وهي مفاهيم تفسيرية لا يمكن أن تشتغل إلا مجتمعة.
وأوضح عبادي أن خطاب التطرف يعتمد تحريف النصوص، ويقوم على تأويلات غير صحيحة، مما يؤدي إلى أضرب من الانتماءات في بعض الأحيان، وهو ما يعطي تقاطبات حادة.
وشدد رئيس الرابطة على أن محاولة فهم النصوص الدينية والاقتراب من فهمها، لا يكون في منأى عن خطر تنزيلها وتوظيفها في غير مواردها وهو ما يتطلب وجود رؤية كلية وشاملة تحمي النصوص من هذه الانزلاقات، مشيرا إلى أن هذا ما تهدف إليه السلسلة التي أطلقها.
ويأتي هذا موازاة مع التهديدات التي أطلقها تنظيم الدولة الاسلامية ضد عدد من البلدان، وايضاً موازاة مع ارتفاع أعدادا الشباب المغاربة الملتحقين بالتنظيم الإرهابي.