في حوار مع وكالة الأبناء الإسبانية « إيفي »، أكد الدبلوماسي المغربي والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، فتح الله السجلماسي، على ضوء أشغال “مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط: نحو أجندة تنموية مشتركة للمتوسط”، الذي احتضنته مدينة برشلونة أمس الخميس، بمشاركة عدد من وزراء الخارجية وكبار المسئولين وعدة شخصيات سياسية وازنة، أن الاستقرار والأمن والسلم والازدهار في المنطقة مرتبط بمدى قدرة هذه الدول على الالتزام وتعزيز التنمية « السوسيواقتصادية ».
وأشار السجلماسي إلى أن المسؤولية المحمولة على عاتق الجميع اليوم هي القطع مع التصورات الحالية وبلوغ فكرة أن المياه التي تفصل بين دول الجنوب ودول الشمال هي قنطرة وليست بحدود.
في نفس السياق، ذكر الدبلوماسي المغربي إلى أن واحد من التحديات المتنامية التي يجب أن يواجهها العالم برمته، وليست المنطقة فقط، هي الإرهاب. في هذا الصدد، قال: « محاربة الإرهاب هو نزال بين الإنسانية والمجرمين. لا يتعلق الأمر بحرب بين المناطق والأديان أو مجموعة أشخاص. لهذا فالمجتمع الدولي يجب أن يكون موحدا بكل بقوة وحزم وفعالية أكثر من أي وقت مضى ».
من جهة، تحدث عن الشرخ الواسع بين شمال المتوسط وجنوبه قائلا: « هناك فجوة، ويجب العمل عليها من أجل تقليص فوارق التنمية التي تساهم فقط في المزيد من البطالة في أوساط الشباب، والمزيد من الهجرة غير الشرعية، وضعف الشباب أمام النظريات الظلامية »، مضيفا أنه يجب أيضا « تقليص هذه الفوارق في التنمية في بعض الأحياء الأوربية الهامشية، لأنها تؤدي إلى نفس المشاكل ».
من جهة ثانية، أكد أن الهجرة السرية هي واحد من التحديات التي تطرح نفسها بقوة، والتي يجب مواجهتها، ولذلك دعا إلى « ضرورة العمل من أجل ضمان هجرة شرعية وقانونية، وتنقل الشباب والمهنيين بين الضفتين، مما يولد لهم شعور بالانتماء إلى منطقة مشتركة، لأنه إذا أردنا أن نبني حقا منطقة متوسطية لا يمكن القيام بذلك بتشييد الحدود ».
من جهة أخرى، أبرز السجلماسي نموذجية العلاقات بين المغرب وإسبانيا، « والتي مرت من أوقات صعبة بفعل تدبير موجات تدفق الهجرة غير الشرعية، لكن تم تحويل هذه الصعوبة إلى تعاون، بما فيه مصلحة للمواطنين في الضفتين ».
وشدد المتحدث على أهمية تعزيز وتقوية الحوار بين الثقافات والأديان، لأنه « من المهم أن نكون نعمل من أجل الاتحاد وليس من أجل الانقسام بغية تفكيك الخطاب الجهادي ».