هذا هو الوقت المناسب لتسجيل الأهداف

03 ديسمبر 2015 - 22:00

يقول المثل: «الكلب الذي يظهر أسنانه طوال الوقت لا يعض»، هذا ما ينطبق تماما على وزير دفاع جبهة البوليساريو في مخيم تندوف ، الذي هدد أول أمس بالعودة إلى الحرب بمناسبة زيارة كريستوفر روس للجزائر، حيث أخبرهم بأن المفاوضات لحل نزاع الصحراء مازالت تراوح مكانها، وأن الرباط تتكلم لغة واحدة حول طاولة المفاوضات، هي لغة الحل السياسي الذي لا غالب فيه ولا مغلوب، وأن يدها مازالت ممدودة للصحراويين على أرضية حكم ذاتي موسع.

أعصاب وزير الدفاع في حكومة المخيمات لم تحتمل هذا الكلام، فخرج إلى وكالة الأنباء الجزائرية يهدد بالعودة لحمل السلاح، والرجوع إلى الحرب ضد المغرب، وهذا طبعا كلام لتسخين الأجواء السياسية، فالحرب ليست نزهة، ووقف إطلاق النار على الجبهة مر عليه ربع قرن، والعالم لا يتحمل اليوم حربا جديدة في منطقة حساسة، والجزائر الآن مشغولة بحروب أخرى، في مقدمتها حروب الرئيس المقعد مع كبار الجنرالات الذين قدم أحدهم الأسبوع الماضي إلى المحاكمة التي دامت لساعات، وانتهت بإصدار حكم بالسجن خمس سنوات على عقل مكافحة الإرهاب لسنوات طويلة الجنرال حسان، الجزائر مشغولة بحرب اقتصادية خطيرة بعد نزول أسعار النفط إلى 40 دولارا، في حين أن موازنة الجزائر كانت تتوقع سعرا لبرميل النفط فوق 80 دولارا.

عبد العزيز الرحابي، وزير جزائري سابق، يرسم صورة أفظع للوضع في بلاده.. يقول: «المؤسسات مشلولة، والرئيس معزول isolé، وليس له من واجهة إلا أخوه سعيد بوتفليقة».

برميل البترول، الذي كان قبل ثلاث سنوات يباع بـ125 دولارا، نزل اليوم إلى 40 دولارا، وهذا يعني أن الجزائر التي تعتمد، في 60٪ من ميزانيتها، على عائدات صادراتها من المحروقات، خسرت عشرات المليارات من الدولارات في سنة واحدة، والأسوأ قادم، فالبلاد لا تصدر شيئا تقريبا إلى الخارج باستثناء الغاز والبترول (98٪ من صادرات الجزائر من المحروقات منذ الاستقلال إلى اليوم، في حين تستورد جارتنا كل شيء تقريبا، حتى البرتقال تستورده من الخارج، وتدفع فاتورة ثقيلة لهذا الاستيراد غير المحدود وصلت سنة 2014 إلى حوالي 60 مليار دولار، حسب أرقام البنك الدولي). هذا ليس كل شيء، جارنا العنيد التزم بدفع فاتورة ثقيلة مقابل السلم الاجتماعي في الجزائر، فعمد إلى توظيف عشرات الآلاف من الشباب في الوظيفة العمومية إبان الربيع العربي دون أن يكون محتاجا إلى كل هذه الحشود في الإدارة الخاملة.. إنه نوع من «التوظيف السياسي»، كما أن أغلبية المواد الأساسية والأدوية والمحروقات مدعومة من قبل الدولة، لهذا سيصل العجز في الميزانية هذا العام إلى حوالي ٪15 ولا يوجد أي أحد له شجاعة مراجعة رفع الدعم.

هل عرفتم الآن لماذا لا نأخذ تهديدات وزير دفاع محمد عبد العزيز على محمل الجد؟ حكام الجزائر اليوم في أزمة كبيرة، وعلى المغرب أن يستغل نزول أسعار النفط والغاز ووجود أزمة في إدارة الحكم من أجل تسجيل نقاط دبلوماسية على نظام اتخذ من العداء للمغرب رأسمالا سياسيا ودبلوماسيا منذ حرب الرمال المشؤومة.

يجب أن يعرف العالم أن جل الصحراويين وقادتهم البارزين يعيشون في المغرب، وينشطون في أحزاب ومؤسسات ونقابات وجمعيات مغربية، وهم مع أطروحة الوحدة لا الانفصال، وحتى جيل المؤسسين لجبهة البوليساريو التحق الكثيرون منهم بالمغرب، هذا أولا. ثانيا، على المغرب أن يرجع إلى الاتحاد الإفريقي، وأن يهجر سياسة المقعد الفارغ في هذه المنظمة الإقليمية التي تتحرك فيها الجزائر بحرية كاملة مستغلة غيابنا. قرار الانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية أدى دوره، واليوم هناك أكثر من بلد إفريقي متعاطف مع الأطروحة المغربية لكنه لا يقدر على فتح فمه في اجتماعات الاتحاد الإفريقي لأن الرباط غير موجودة، ثم إن رجوع المغرب، الدولة التي ساهمت في تأسيس الاتحاد الإفريقي في نسخته القديمة، سيعزل البوليساريو هناك، وسيمكن المغاربة من إفشال مخططات مثلث الجزائر-نيجريا-جنوب إفريقيا. هذا هو الوقت المناسب للعودة إلى المقعد الذي ظل فارغا لمدة 31 سنة. هذا هو الوقت المناسب لربط موضوع الوحدة الترابية للمملكة بدورها في مكافحة الإرهاب، وموقعها كشريك في السلم الدولي، أما الباقي فمتروك للجهوية المتقدمة، وللجهود المطلوبة لإبقاء الحراك السياسي والديمقراطي مشتعلا في المملكة. في الوقت الذي توجد فيه الجزائر في قاعة انتظار كبرى.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حكيمة منذ 8 سنوات

بالفعل مواجهة الخصم تبدأ من فهم طريقة تفكيره و معرفة نقط قوته و نقط ضعفه بكل تجرد و بكل موضوعية و هذا مكمن الخلل. ان المغرب ارتكب مجموعة من الاخطاء المغرب في السايق و لا زال و هذا ناتج عن عدم فهم المنطق الذي تسير به الجزائر و هذا يصب في صالح النظام الجزائري سأعطي مثالا: في سنة 1963 المغرب ارتكب خطأ فادحا بشنه الحرب على الجزائر. فمهما كانت اسباب تلك الحرب وجيهة لاسترجاع المغرب صحرائه الشرقية التي وعدت الحكومة الجزائرية المؤقتة بإعادتها للمغرب، فان تلك الحرب لم تحقق اهدافها بل كانت نتائجها كارثية لازلنا نؤدي ثمنها الى يومنا هذا. في تلك الفترة كانت الجزائر تعيش اوضاعا داخلية مضطربة و صراعا بين القيادات الجزائرية إلى أن اندلعت الحرب فترك الشعب الجزائري كل خلافاته مع النظام و توحد ضد المغرب. ان هذه الحرب انصبت في صالح النظام الجزائري حيث وحدت الشعب الجزائري ضد المغرب و جعلته يتناسى كل مشاكله الدالخية و منذ ذلك الحين و النظام الجزائري يستغل هذا الحدث و يستثمر فيه من اجل تعميق الكراهية ضد المغرب و جعله عدوا وهميا خدمة لاستمرارية النظام الجزائري في الحكم. ان الاعلام المغربي الذي لا يتوفر على خطة ااستراتيجية لمواجهة بروباغوندا النظام الجزائري لازال يرتكب نفس الاخطاء باثارته لمواضيع تؤجج المزيد من الكراهية و تصب في صالح النظام الجزائري

جليل منذ 8 سنوات

فقط للإشارة، محمد لامين البوهالي هذا جزائري و عند انطلاق النزاع سنة 1975 كان جنديا في الجيش الجزائري ولا علاقة له بالصحراء وليس لذيه أقارب في الأقاليم الجنوبية. . كذلك الأمر بالنسبة لمحمد خداد الذي هو موريطاني. الجزائر وضعت على رأس البوليساريو مجموعة من الأشخاص الذين لا يمتون للأقاليم الجنوبية بصلة, بحيث لا مسقبل لهم إلا في إستقلال الصحراء المغربية.

نوالدين منذ 8 سنوات

أستاذ أتفق معك في أن الجزائر مريضة الآن ويجب على الدولة المغربية تسجيل نقاط بل الكاو كما يسمى بلغة الفن النبيل لكن حداري من أن الجزائر قد تصرف كل ما سردت بلغة الحرب للصرف النضر عن مشاكلها الداخلية فمستقبل الجزائر كارتي لا محال فلا استثمارات خارجية في الأفق لانعدام التقة ولا برامج مستقبلية تخرج الشعب من ألا تقة لهذا يجب الآن وفي الحين المرور إلى السرعة القصوى فنحن من سيكون الرئيس المستقبلي ولن يكون أحسن من سابقيه والتاريخ يشهد بهذا وما بوضياف إلى مثالا وعبرة لمن يفكر في إنهاء الصراع والدي يخدم أصحاب القرار والمسترزقين به لوبيات السلاح والتهريب ونهب المساعدات ,أما عودة المغرب إلى الإتحاد الأفريقي فهي صعبة لأن الجزائر لن ترضى للعودة دونما تنازلات من المغرب وهذا ما يتناقض مع جوهر القضية لكن في المقابل يجب بحت سبل العودة مع شركاء المغرب الأفارقة وحتى الدول الكبرى لضغط على القوى الكبرى في الإتحاد التي تساند الجزائر في طرحها وذالك لجس النبض أولا بعد دالك يمكن التحدت عن عودة

منير منذ 8 سنوات

لقد قلت كل شيء تقريبا و لكنك أغفلت شيئا مهما هو ان الجزائر لا زالت تتوفر على احتياطي مالي ضخم يقدر بحوالي 150 مليار دولار و ما أدراك 150 مليار دولار بالاضافة الى احتياطي جد مهم من الذهب فضلا عن احتياطي ضخم من الحديد و الغاز و البترول و المعادن النفيسة ....الجزائر قارة في قلب افريقيا. هذه حقيقة علينا ان نتقبلها حتى و ان لم تعجبنا.. علينا تعميق البحث في كل ما يتعلق بهذا الجار و لما لا ضرورة احداث تخصصات جامعية على مستوى الماستر تهتم بموضوع الجزائر و تعميق البحث العلمي في هذا الموضوع من كل الجوانب سواء كانت سياسية - اقتصادية - اجتماعية او نفسية تاريخية... ان اول خطوة لمواجهة الخصم هي محاولة فهم طريقة تفكيره و تقيم نقط قوته و نقط ضعفه بكل تجرد و موضوعية و هذا ما ينقصنا و هو ما يتضح جليا في بعض التحاليل التي نقرأها في المنابر المغربية التي تكشف بجلاء جهلا واضحا او تجاهلا للكثير من المعطيات المتعلقة بالجزائر و بالقضية الوطنية و هذا ما يجعل الكثير من المنابر الاعلامية المغربية تسيء من حيث لا تدري بالقضية الوطنية و بالعلاقات مع الجزائر

التالي