دراسة صادمة: طلبة المواد العلمية أقرب إلى أن يصبحوامتطرفين من الأدبيين!

05 ديسمبر 2015 - 13:03

ركزت دراسة أجراها خبير في المجلس الثقافي البريطاني على محاولة تحديد أي نوع من الأشخاص يصبح « إرهابيًا »، وخصوصًا على مسألة « أي نوع من التعليم ينتج متطرفا ». وخلصت إلى أن غالبية « الجهاديين » درست في كليات علمية اختصاصات كالعلوم الهندسية والتكنولوجية، ما يفسر ابتعادهم عن الفكر النقدي.

وقد ظهرت الدراسة أن معظم المتخرجين، الذين ينخرطون في الحركات الإرهابية، درسوا الهندسة والعلوم والطب، ويرى خبراء أن لهذا الأمر تداعيات مهمة.

تشير الدراسة إلى أن (48.5%) من « الجهاديين » الذين يتم استقطابهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم من الحاصلين على تعليم عالٍ بشكل أو بآخر، حسب ما ورد في تحليل يعود تاريخه إلى عام 2007، أجراه دييغو غامبيتا، ولفتت إليه الدراسة الجديدة، التي تحمل عنوان « تحصين العقل »، والتي نشرها المجلس الثقافي البريطاني، كاشفة عن أن 44 % من هؤلاء لديهم شهادات في الهندسة. أما بين الجهاديين الذين يتم استقطابهم في الغرب فتصل نسبة المهندسين إلى 59%.

وتظهر دراسة تتعلق بـ »الإرهابيين » في تونس نسبًا مشابهة، علمًا أن قاتل السيّاح في يونيو الماضي كان يحمل شهادة عليا في الهندسة، فيما أظهرت دراسة أجريت على 18 من البريطانيين المتورطين في هجمات إرهابية أن 8 منهم درسوا الهندسة أو تكنولوجيا المعلومات، وأربعة درسوا العلوم والصيدلة والرياضيات، وواحدًا فقط درس العلوم الإنسانية.

ويعتقد مارتن روز، وهو أحد كبار المستشارين في المجلس الثقافي البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن كل هذا ليس محض صدفة. وتجمع الدراسة، التي وضعها « تحصين العقل »، آراء كثيرة، تؤكد أن دراسة المواد العلمية لا تؤدي إلى خلق تفكير نقدي بمستوى دراسة العلوم الإنسانية نفسها. ويطرح روز فكرة مفادها أن دراسة الهندسة تجعل من أصحابها فريسة سهلة للتنظيمات الإرهابية.

ويعتمد الخبير في تحليله على دراسات أكاديمية، وعلى ملف معلومات استخبارية، تصف المجنّد المثالي للإرهاب بكونه « ذكيًا، ولديه حب الاستطلاع ». يقول روز إن تدريس العلوم يجعل الدارس في النهاية بين قطبين وحيدين، هما الصحيح وغير الصحيح، والخطأ والصواب لا غير، وهو ما يؤثر على قدرة طلاب العلم والهندسة على تطوير الجوانب النقدية في شخصياتهم.

تشير دراسات إلى أن المجتمعات العربية تهتم بشكل كبير بدراسة الطب، ثم الهندسة، ثم العلوم الطبيعية، باعتبارها تنتج النخبة في المجتمع، وعادة ما تجتذب هذه الفروع أفضل الطلاب، لكونها تجعلهم يحوزون أفضل الوظائف بعد التخرج.

مع ذلك لاحظ الخبير روز أن 70% من طلاب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يدرسون العلوم الاجتماعية، رغم أن التدريس في هذه الفروع أضعف مما هو في الفروع العلمية، غير أنه يخلق نوعًا من النقاش والاجتهاد، ويرفض فكرة الأبيض والأسود فقط. من هنا نفهم سبب قيام تنظيم داعش بإلغاء جميع الدراسات الجامعية المتعلقة بالآثار والفنون الجميلة والقانون والفلسفة والعلوم السياسية والرياضة والمسرح وقراءة الروايات.

عن (إيلاف)

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي