حكاية صورة الفتاة الكولومبية التي أبكت العالم..لكل صورة أكثر من حكاية

06 ديسمبر 2015 - 14:06

في عام 1985، استيقظ بركان “نيفادو ديل رويز”، الواقع في قمة جبل شاهق، تجلل سفوحه الثلوج على مدار العام، فراح ينفث حممه المنصهرة بغضب في جميع الاتجاهات.

وبفعل الحرارة، تحولت الثلوج إلى سيول قوية، جرفت البلدات الصغيرة النائية، أسفل الجبل، ما أحدث دمارا هائلا، ونحو الثلاثين ألف قتيل، دفن أغلبهم تحت الأنقاض، معضمهم لقوا حتفهم على الفور، لكن البعض ظلوا أحياء تحت الأنقاض.

photohistoire2

أوميرا سانشيز، فتاة تبلغ من العمر 13سنة، غطتها الأنقاض إلى خصرها، في بركة من المياه والأوحال، فأصبح خروجها مستحيلا، خصوصا والمنطقة شبه نائية، ما أخر وصول المساعدات إليها، فضلا عن كونها منطقة حرب بين الثوار والحكومة الكولومبية.

أوميرا ظلت على هذا الحال، لثلاثة أيام، والناس ينظرون إليها بأسى، وهي تموت، وكان بإمكان رجال الإنقاذ انتشالها، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأن المعدات المتوفرة آنذاك (1985) ليست ذات فعالية كافية لحمل أنقاض ثقيلة الوزن وكبيرة الحجم، وإخراج أوميرا لم يكن ممكنا إلا بقطع قدمها، لكن الأطباء نصحوا بعدم فعل ذلك، لأن الطفلة لم تكن في صحة جيدة، كما أن العملية كانت مستحيلة نظرا إلى وجود مياه ووحل يغطيها.

“فرانك فورنييه”، المصور الفرنسي، وصل بعد ثلاثة أيام إلى مكان الحادث لينقل إلى العالم حجم الكارثة عبر الصور، فأرشده فلاح إلى بركة أوميرا، فأخذ لها صورا قبل ثلاث ساعات من وفاتها.

وتحاور فرانك مع أوميرا وواساها، وحين اقترب الموت، بدأت تهلوس، فطلبت منه أن يأخذها إلى المدرسة، وأخبرته أن لديها امتحانا في الرياضيات، وهي قلقة من أجل ذلك، ثم بدأت تفقد وعيها بالتدريج، وقبل وفاتها فتحت عينيها من جديد، ودعت الله أن يحفظ عائلتها، وشكرت جميع الموجودين حولها، وما أن أنهت كلامها.. حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

photohistoire2

لكل صورة.. أكثر من حكاية

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي