عودة الحرارة إلى الشارع 

19 ديسمبر 2015 - 22:00

ثلاث مناسبات كشفت عودة الحرارة إلى احتجاجات الشارع المغربي بشكل غير مسبوق، هناك أولا حملة «طفي الضو» التي انطلقت في شمال المملكة ضد شركة أمانديس، حيث خرج أكثر من 40 ألف مواطن إلى الشارع للاحتجاج على الأسعار المبالغ فيها لفواتير الماء والكهرباء في مدينة فيها أقل من مليون ساكن، أما الذين التزموا بإطفاء الأنوار في عروس الشمال كشكل احتجاجي رمزي فكان عددهم أكبر من الذين خرجوا، وهذا ما دفع الملك محمد السادس إلى أن يوقظ رئيس حكومته في السادسة صباحا، طالبا منه أن يتحرك لإطفاء شرارة الاحتجاجات في طنجة.

بعد هذا نجح الطلبة الأطباء في إسقاط مشروع مرسوم وزير الصحة، المتعلق بالخدمة الإجبارية في البوادي بعد التخرج، فرغم أن المرسوم كان «معقولا»، بصرف النظر عن توقيت طرحه والملابسات التي تحيط بظروف عمل الأطباء في البوادي والمناطق النائية، فإن آلاف الطلبة خرجوا إلى الشارع بوزراتهم البيضاء ومعهم عائلاتهم، وكانوا يهددون ليس فقط السنة الدراسية بالبياض، بل كانوا يهددون السلم الاجتماعي في المغرب، وهو ما جعل الحكومة تتراجع قابلة بهزيمة سياسية مر طعمها. 

أول أمس أيضا فوجئ الرأي العام بعدد الأساتذة المتدربين الذين اكتسحوا شارع محمد الخامس بالرباط رافعين شعار إسقاط مرسومي بلمختار اللذين يفصلان بين التكوين والتوظيف، ويقلصان من حجم المنحة الدراسية. جاؤوا من 41 مركزا جهويا لمهن التربية والتكوين، مصحوبين بعائلاتهم، حيث بثوا الرعب في قلب وزارة الداخلية بمسيرة ضخمة تجاوز عدد المتظاهرين فيها عشرات الآلاف، وهو ما لم تقدر النقابات ولا الأحزاب على جمعه في مسيرات مماثلة. المشاركون رفعوا شعارا له دلالة سياسية ونفسية بليغة، يقول: «زيد قمعني زيد قمعني والله ما تخلعني».

التظاهرات الثلاث جرت في سنة واحدة، والتحركات الثلاثة لم يتزعمها فاعل سياسي، ولا فاعل نقابي، ولا جهة تمتلك الدولة إمكانية التفاوض معها. المسيرات الثلاث كانت حاشدة وقوية وبتأطير غير تقليدي، حيث كان محور التواصل الأساس بين عناصرها هو «الفايس بوك» و«الواتس اب»، و جرت التعبئة الأكبر في الأنترنت، وعلى أمواج «اليوتيوب» الذي وضعت فيه آلاف الفيديوهات لشبان وشابات يناضلون افتراضيا من أجل مطالب واقعية، ثم بعد مدة خرجوا من الفضاء الأزرق إلى أرض الواقع، وحصلوا على جزء مما يريدون، لأن الدولة والحكومة اضطرتا إلى التنازل لهم كليا، كما هو حال الطلبة الأطباء، أو جزئيا كما هو حال مواطني طنجة الذين أجبروا الشركة الفرنسية على مراجعة أكثر من 44 ألف فاتورة.

لماذا عادت الحرارة إلى خطوط الاحتجاجات الاجتماعية في الشارع المغربي الذي حسبه الكثيرون في عداد الموتى، فرغم وجود حكومة «منتخبة»، ورغم خفوت اليسار المغربي، ورغم موت الفعل النقابي، ورغم ارتفاع ميزانيات القطاعات الاجتماعية نسبيا في القوانين المالية الأخيرة، ورغم مرور موجة الربيع العربي الذي كان يحفز الشباب على الخروج إلى الشارع للاحتجاج… رغم كل هذه العوامل غير المشجعة على انتعاش الاحتجاجات الاجتماعية بصورتها الكلاسيكية، عاد الغضب إلى الشارع، وعاد التظاهر السلمي إلى الواقع. لماذا؟ الجواب البسيط هو أن جدار الخوف سقط، وخاصة لدى الشباب الذي تأثر ويتأثر بثقافة نظرائه حول العالم، هذا أولا. ثانيا، الخصاص الاجتماعي يزداد ولا ينقص في المغرب، حيث تمس البطالة فيه ٪22 من حاملي الشهادات، وحيث الحكومة مهووسة بالبحث عن إرجاع التوازن إلى الميزانية دون البحث عن الشغل وجودة التعليم وإنعاش المقاولة… ثالث سبب يساعد على اشتعال الشارع هو غياب وسطاء اجتماعيين يحملون مطالب فئات كثيرة إلى صاحب القرار، فلا الأحزاب تقوم بدورها، ولا ممثلو السكان يتحملون مسؤولياتهم، ولا البرلمان موجود في قلب عملية نقل مطالب الشارع إلى الحكومة. زِد على هذا أن شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة، حيث يوجد سبعة ملايين مغربي ينشطون فيها، تتكفل بدور تجميع المطالب، وضمان التواصل بين المتضررين، وصياغة دفتر الاحتجاجات، وبث روح التعبئة السيكولوجية الضرورية لإشعال فتيل الحركة. في اليوتيوب عشرات القصائد الشعرية ضد بلمختار، ومئات الصور السلبية عن رئيس الحكومة، وآلاف الدعوات إلى التظاهر وانتزاع الحق من يد الجهاز التنفيذي.

الربيع المغربي مر بسلام على خطاطة السلطة في المغرب وتوزيع الصلاحيات بين الفرقاء، لكن هذا الربيع ترك آثارا وبصمات على ثقافة الاحتجاج وسيكولوجيا النضال، وأدوات التواصل من أجل تعبئة عقول الشباب وفكرهم، وعلى بنكيران أن يأخذ هذا بعين الاعتبار، وألا يدقق فقط في المليون ونصف المليون التي تصوت لحزبه في آخر انتخابات، ففي المغرب 34 مليون مواطن لا يذهبون جميعا إلى صندوق الاقتراع، لكنهم، بدون استثناء، يأكلون ويشربون ويجوعون ويحلمون ويغضبون ويحتجون وربما غدا يثورون، وعلى الدولة التي تفصل المشهد السياسي المقبل أن تأخذ كل هذا بعين الاعتبار، فإذا كان بنكيران وحزبه، وهما الأكثر شعبية اليوم مقارنة بباقي الأحزاب والأمناء العامين، غير قادرين على التحكم في الشارع، فما بالك بأحزاب أخرى وزعامات أخرى لا تُقنع حتى الأغنياء، فما بالك بالفقراء.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

الغيدوني منذ 8 سنوات

العالم يتغير من حولنا والتكنولوجيا المتطورة اصبحت القوة المتحكمة مما يدفعنا الى التساؤل حول مدى مواكبتنا وتعاملنا مع هذه التغيرات. اعتقد باننا نواجهها باللامبالات او بالرفض لما نراها تتعارض مع توجهاتنا، بينما هو واقع يفرض نفسه ولا مجال الا بالتعامل معه ايجابا حتى نجنب انفسنا من سلبياته الزاحفة.

لحنين منذ 8 سنوات

السؤال المطروح هل التظاهر لصالح لوبيات الفساد او لصالح الحكومة المغلوب على أمرها؟؟وهل السيد بنكيران يحكم المغرب او بالاحرى يسيره ؟؟

لحنين منذ 8 سنوات

السيد بكى من القهر فلا حول ولا قوة له من دون قوة الأصوات والمنافس اخطبوط كبير و قديم

محمد القصري منذ 8 سنوات

مع كامل الأسف فهذه الحكومة سوف لن تترك مقاعدها حتى تذكي مار الفتنة في هذا البلد العزيز، وبما أن للبيت رب يحميه كذلك للمغرب ملك يحميه، فلذاك أرفع صوتي بالنداء وأقول : وامحمداه، وامحمداه، حذار ارحم هذا البلد من هذهالحكومة الذي انفلت عقالها.. فليس للمغرب إلا الله وأنتم ...

نوالدين منذ 8 سنوات

التظاهر لا يخيف وهو مسألة صحية في المجتمعات الديموقراطية والحراك كان وسيبقى وهذا ما جنب المغرب ويلات الربيع العربي المغرب بلد متمرس على التظاهر السلمي بل بالعكس يجب على الكل التظاهر لكي يصحح المسؤولون خطاياهم المشكل في المغرب ليس التظاهر في حد داته المشكل من هي الجهة المقصودة بالاحتجاج؟

M.KACEMI منذ 8 سنوات

التظاهر السلمي تقره قوانين كل الدول ولا يهدد الأمن الداخلي بأي شكل من الإشكال، والدعوة لمنعه دعوة صريحة للقمع. من حق الكل أن يدافع عن جهته السياسية، لكن ليس من حق أحد أن يفعل ذلك بطرق تتنافى مع الديمقراطية واحترام الحريات العامة التي تحققت للمغاربة بعد نضالات مريرة أدى البعض حياته ثمنا لها

مواطن من تطاون منذ 8 سنوات

أتمنى من قلبي ان يتشجع رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران ان يتقدم باستقالته للعاهل اامغربي وذلك ليعبر عن موقفه الشخصي وموقف حزبه الاخلاقي ازاء ما يحدث له من ضربات قوية تحت الحزام، وتقديم الاستقالة في نظري تعود الى الاعتبارات التالية: 1- هذه الاستقالة المتأخرة يمكن أن تعيد لحزب العدالة والتنمية بعض مصداقيته التي افتقدها جراء الضربات القوية التي شوهت وجه الحزب وافقدته جانبا من نضارته ومصداقيته المسلوبة، فلا تنسى اخي القاريء ان المخزن المغربي ما تقبل نتائج الانتخابات التشريعية لعام 2011 الا على مضض، ومن شرعت الجهات المخزنية المعادية لحزب العدالة والتنمية تخلق له مشاكل عدة حتى تتمكن من افشاله وهزمه، غير ان رييس الحكومة بنكيران لو اتسم بالنباهة والذكاء لكان رده قويا ومزلزلا ازاء ما كان يواجهه من صعوبات ومطبات التي تحملها بدون جدوى وهو يعلم علم اليقين الجهات المحددة المكشوفة التي تتعمد خلق هذه العراقيل المصطنعة، فكان من الضروري رد على هذه الضربات بأقوى منها وهي كثيرة ذات فعالية. 2- تقديم الاستقالة سيعيد المغرب إلى نقطة الصفر من جديد، ذلك انه تبين أن الجهات المعلومة ترفض رفضا باتا إجراء الإصلاحات الحقيقية في البلاد سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي، والدليل على هذا الرفض للإصلاح الزيادة في التحكم والإمساك بالأمور بقبضة حديدية خاصة التحكم في مؤسسات الاقتصاد وتراكم رؤوس الأموال في أيدي واحدة. 3- ان تقديم الاستقالة سيرغم هذه الجهات المعلومة على التفكير الجدي في الإصلاح والتغيير الممكن حتى لا تسقط البلاد إلى ما لا تحمد عقباه.

مغربي على قد الحال منذ 8 سنوات

تعليق اطول من مقال للتمويه على فكرة وحيدة بئيسة هي تخوين هؤلاء المحتجين الذين تتلاعب بهم الشياطين لضرب الصالحين بئس المعنى وبئس السبيل

أستاذ متدرب منذ 8 سنوات

أظنك لا تعيش في المغرب، كل المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين محاصرة بقوات الأمن، والأساتذة المتدربون لا يقومون بالمظاهرات إلا بشق الأنفس، ويتعرضون للعنف أحيانا، والسبب كله هي الخوصصة المفرظة، بنكيران سقط في فخ القرارات الارتجالية التي لم تجرأ أي حكومة على السقوط فيها.

محمد منذ 8 سنوات

هناك من يتساءل عن السبب رغم أنه واضح :إنه كما يقال "حك على الشماتة يولي راجل " و"لا خير في حياة إذا عد فيها الإنسان من سقط المتاع " عندما يفلس الشخص ولا يصبح له ما يخاف عليه لا يخاف أن يضيع حياته . وجميع الدول تعمل جاهدة على ألا يفلس الفقراء حتى يبقى لهم شيء يخافون على ضياعه ويبقى لهم أمل ،لكن بنكيران ،حين رآى الناس تقبل على مضض الزيادة تلو الزيادة ففي الأسعار ،انتقل لنزع الحقوق المكتسبة ظانا أنها عملية سهلة .وهنا وقع في المحظور . إنه فعل مثل ذلك "الحمال" الذي كان يمشي أمامي في يوم من أيام الصيف الحارقة بمدينة فاس يسوق بغلا مرهقا حاملا عليه سلعا كثيرة. وعوض لأن يرحم هذا المخلوق ويرفق به ،أخذ يسبه ويلعنه ويضربه كلما توقف لاسترجاع الانفاس . صبر له البغل مرات ولكن عندما "حك عليه " ،ثار هذا البغل ورمى كل ما كان عليه ،وضربه "بقائمتيه الخلفيتين وانطلق بسرعة محدثا إصابات في كل من كان يعترض طريقه . أتمنى ألا يكون بنكيران مثل هذا الحمال .

ازراد حسن منذ 8 سنوات

االحمد لله الذي اعاد الوعي لاخينا توفيق بوعشرين

" جوج فرنك " منذ 8 سنوات

يعتقد الكثيرون ان النقابات اصبحت تتميز بالسلبية امام الحكومة وامام اختياراتها التي انعكست سلبا على الطبقة الوسطى وانها اي النقابات لم تعد قادرة على تقديم اي دور اجتماعي يحافظ على المكتسبات التي راكمها الموظفون والعمال والتي اصبحت تتهاوى الواحدة تلوى الأخرى بدءا بضرب الحق في الاضراب والاتفاقات مع الحكومات السابقة ومكاسب التقاعد التي تنوي الحكومة الاجهاز عليها دون الانتباه الى اثار الاصلاح على الوضع الاجتماعي الهش للكثير من الموظفين من رجال التعليم والصحة على الخصوص ... ويبدو حسب الملاحظين هناك ارهاصات تتعاظم في الفضاء الأزرق بين الموظفين للاحتجاج على ما تنوي الحكومة القيام به من اصلاحات حول التقاعد ويبدو ان هذه الاحتجاجات ستكون بعيدة عن النقابات ما دامت انها تريد ان تتبلور نحو شكل جديد من الاحتجاج ، مما سيزيد من منسوب الغليان واللااستقرار . لقد رفعت النقابات الراية البيضاء مستسلمة مستجدية مشلولة ولم يعد الموظفون ينتبهون اليها بينما اصبحت المواجهة بين الشارع والحكومة الوجه الجديد للاحتجاج واصبح الفضاء الأزرق الفاعل الأول والأساسي في التعبئة .... و" على بنكيران أن يأخذ هذا بعين الاعتبار، وألا يدقق فقط في المليون ونصف المليون التي تصوت لحزبه في آخر انتخابات ، ففي المغرب 34 مليون مواطن لا يذهبون جميعا إلى صندوق الاقتراع، لكنهم، بدون استثناء، يأكلون ويشربون ويجوعون ويحلمون ويغضبون ويحتجون وربما غدا يثورون " ، الوضع الهش لفئة عريضة من الموظفين لن تتحمل اصلاحات التقاعد ولن تسعفها " جوج فرنك " مع ارتفاع تكلفة العيش وبطالة الابناء و ...

benuounes منذ 8 سنوات

معقول ومقبول ما طرحه توفيق وهناك في المستقبل القريب احتجاجات لا تقل اهمية وذلك في صفوف الوظيفة العمومية نتيجة المس الخطير بنظام التقاعد.... انتظرونا فنحن قادمون

خالد منذ 8 سنوات

هل يعرف المغاربة ان العاملين في العليم يقدمون للصحراء 4 ساعات في الاسبوع بالنسبة لاساتذة السلك الاول و2 بالنسبة لاساتذة السلك 2 فرض ذلك الحسن الثاني وقال للمهنيين بالامر في خطاب متلفز سيكون ذلك مؤقتا لكن المؤقت اصبح دائما وحتى المعنيين بالامر نسوه

مواطن من تطاون منذ 8 سنوات

أشك كثيرا داخل المغرب من هي الجهات الخفية التي تحرك هذه الاحتجاجات التي لها طابع اجتماعي، فمن يا ترى الجهة المجهولة التي تحرك وتوجه خيوط هذه الحركات الاحتجاجية الاجتماعية؟ فإذا كان السيد الحموشي المسؤول الكبير في الأمن ورئيس جهاز المخابرات المغربية القادر على استباق تحرك الشبكات الإرهابية داخل المغرب ويحفظ الأمن الداخلي للوطن والمواطنين، فما الذي جعله أمام هذه الحركات الاحتجاجية الخطيرة على أوضاع المغرب الأمنية ان يغض الطرف عن مخططيها ومدبريها؟ ان هذه الحالة من اللامبالاة من طرف جهاز الامن والاستخباراتي المغربي يدعونا الى التفكير في هذا الأمر الغريب الذي من الصعب فهم وإدراك معناه ومغزاه، فما الذي تريده الدولة العميقة المخزنية من كل ما تراه من احتجاجات اجتماعية التي تصب الزيت الساخن على صفيح الاوضاع الاجتماعية المتفاقمة؟ ماهي الأغراض المسكوت عنها ازاء هذا الصمت المخزني الغريب؟ لنرجع قليلا بذاكرتنا قبيل اجراء الانتخابات التشريعية في تونس حيث فاز فيها حزب نداء تونس بنسبة معينة رفقة احزاب يسارية وحداثية التي تكره حركة النهضة الاسلامية وتمكنت بهذا الفوز ان تشكل حكومة ائتلافية لتسير الشأن العام لتونس، ما الذي ساعد حزب نداء تونس المحسوب بعض أعضاءه للنظام ابن على البائد ؟ ألم تخرج مظاهرات احتجاجية كثيرة قادتها بعض الاحزاب اليسارية المعادية للتيار الإسلامي مدعومة بالنقابات اليسارية التي استغلت ببشاعة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة التي كانت تعاني منها تونس؟! ألم تستطع هذه الحركات الاحتجاجية في تونس ان تعبأ وتوجه الرأي العام التونسي مما ادى ذلك الى الضغط على حكومة تريوكا الائتلافية لكي تنظم الانتخابات التشريعية وفاز فيها حزب نداء تونس متبوع بحركة النهضة الاسلامية؟! انها نفس اللعبة السياسوية التي لعبتها الحركات النقابية بتنسيق مع تيار اليسار والتيارات العلمانية في تونس ويلعبها الآن التيار اليساري والعلماني النافذ داخل جهاز الدولة المخزنية في بلاد المغرب لكن بأساليب وأدوات متباينة. والتساؤل الذي ينبغي طرحه على أنفسنا والذي له علاقة بافتراضاتنا السابقة: هل جموع المواطنين الغاضبين من ارتفاع فواتير الكهرباء والماء والطلبة الأطباء الرافضين للخدمة المدنية في المناطق النائية والأساتذة الطلبة المحتجين على مذكرة وزير بلمختار، هل هذه الجماهير الغفيرة من الشعب المغربي تملك كف عفريت وتنتمي لتنظيمات نقابية وسياسية معينة؟! كلا انها حركات احتجاجية عفوية منظمة من تلقاء نفسها عبر المواقع الاجتماعية الالكترونية، غير ان السؤال المطروح هنا : ماهي الحلقة الموصولة والخيط الرفيع الرابطين بين هذه الحركات الاحتجاجية العفوية غير المنتمية تنظيميا والجهات المجهولة المؤطرة والموجهة لها ؟! انهما في الحقيقة مشهدان اجتماعيان متقاربان في المنطلق والاهداف ذات البعد الاجتماعي، غير انهما متباينان في الجغرافية والادوات المستعملة. والتساؤل الاخير الذي يلزم ان نركز عليه على اساس المنطق والتفكير السليم: هل ستتمكن الجهة الخفية الماسكة بالخيوط الرفيعة ان تنتصر للطرف غير المرغوب فيه على الطرف الاخر الذي كان ممقوتا ومطاردا من جماهير الربيع العربي؟!

الاساوي منذ 8 سنوات

ربما السيد بوعشرين نسى رجال التعليم ضحايا النظامين يا 1985 و2003 خريجي السلمين 7 و8 الذين نظموا عدة أشكال نضالية وطنية وإقليمية دفاعا عن ملفهم المطلبي قصد ترقيتهم الى السلم 11

M.KACEMI منذ 8 سنوات

ما تم في طنجة ومع الأطباء دليل أنه لضمان تحقق المطالب الاجتماعية، يجب تفادي الوسائط النقابية، والتصرف بشكل مباشر

التالي