يبدو أن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، كان يحس في السنوات الأخيرة من حياته بأن أيدي المخابرات الأمريكية تقترب منه أكثر فأكثر.
فقد كشفت دفعة ثانية من الوثائق التي صادرتها المخابرات الأمريكية في مخبأ ابن لادن بعد مهاجمته في ماي 2011، والتي تغطي الفترة الممتدة ما بين 2009 و2011، أن زعيم القاعدة كان ومساعدوه الأقربون متوجسين جدا من احتمال زرع جواسيس في ثنايا التنظيم الإرهابي، ومن احتمال تعقب الأمريكيين لخطواتهم.
وفي إحدى الرسائل يعطي ابن لادن توجيهاته لأعضاء القاعدة لتوخي الحذر الشديد عند تسلم فدية مقابل إطلاق سراح أحد الرهائن، وطلب منهم “التخلص” من الحقيبة التي تسلم فيها الأموال “لاحتمال أن تكون تحمل شريحة تعقب”.
كما طلب من أعضاء آخرين عدم مغادرة بيتهم المستأجر في بيشاور بباكستان “إلا في يوم غائم” تحسبا لوجود طائرات بدون طيار تتعقبهم. كما عبر ابن لادن في رسالة أخرى عن قلقه من زيارة زوجته لطبيب الأسنان أثناء وجوده في إيران، وأبدى مخاوفه من أن تكون المخابرات زرعت شريحة تعقب في أحد أضراسها.