المغربية "ملاك اللاجئين" تلقي خطابا مؤثرا أمام البرلمان الأوربي

04 مارس 2016 - 09:20

استدعى البرلمان الأوربي، يوم أمس الخميس، الناشطة الحقوقية الإيطالية المغربية نوال الصوفي، المعروفة في وسائل الإعلام الأوربية باسم « ملاك اللاجئين »، نسبة إلى عنوان كتاب يتحدث عنها كتبه صحفي إيطالي يدعى « دانييلي بييلاّ » . واستغلت الناشطة الحقوقية حضورها للمؤسسة الأوربية لتلقي كلمة مؤثرة استعرضت فيها تجربتها مع المهاجرين.
وتحدثت الشابة المغربية أمام النواب الأوربيين عن مآسي المهاجرين التي تعيشها كل، يوم وبدأت في كلمة إرتجلتها ودامت لعشر دقائق بفتح كيس بلاستيكي أخدت منه قارورتين للمياه المعدنية فارغتين ومربوطتين إلى بعضهما البعض بخيط، مشيرة إلى أن هاتين القارورتين هما سترة نجاة بعض « الحراكة  » الذين يهربون من جحيم الحروب وتتقطع بهم السبل حيث لا يجدون مالا يشترون به سترة النجاة.
« منذ عشر سنوات وأنا أرى البحر الأبيض المتوسط لكنه لم يعد في عيناي أزرقا، بل أصبح أحمرا بسبب دماء من قضوا فيه »، مضيفة « يعيش جيلي هولوكوست جديد يقع في عرض البحر المتوسط الذي يعاني فيه المهاجرون و يموتون فيه، لكن المشكلة أننا نواصل رؤية المآسي التي تقع هناك ولا نحرك ساكنا ونتركهم لمصيرهم، فماذا سنقول لأبنائنا بعد 50 سنة؟! كيف ستتحمل ضمائرنا أن نحكي لهم ما وقع، ونحن كنا نتفرج »؟، تقول الصوفي وهي تحكي تجربتها في الإنقاذ بإيطاليا. قبل أن تضيف « لقد عدت للتو من اليونان التي عشت فيها لمدة خمسة أشهر، نمت فيها في السيارة، في الخيام، في العراء في الحدود، كما أنني جربت خوض مغامرة الهجرة، ليس كصوفيا ولكن متخفية في صفة لاجئة سورية هاربة من الحرب. رافقت اللاجئين في رحلة بحرية عبر قارب وخضت الرحلة حتى ألمانيا لكي أتعرف عن قرب عما يقع .. صُدمت وأنا أتعرض للتحرئ..تحرّش بي أفراد من الشرطة في بلدين أوربيين لن أفصح عنهما الآن، المرة الأولى حين دافعت عن عائلة من اللاجئين في وجه شرطي من أمن الحدود .. ».
الشابة المغربية شددت أمام المسؤولين الأوربيين أنها لا تؤمن بالتصنيف الأوربي للمهاجرين غير النظاميين بتقسيمهم إلى : لاجئين ومهاجرين إقتصاديين، بل تؤمن فقط بإنسان لاجىء دفعته ظروف معينة إلى مغادرة أرضه.
« ملاك الاجئين » دعت إلى تقديم المساعدة لآلاف الأشخاص الذين يهربون من الكوارث للبحث عن غد أفضل، وعدم تركهم يواجهون مشاكلهم لوحدهم. كما تحدثت عن كونها تلقت أزيد من 150 مكالمة، في أقل من 24 ساعة، من أشخاص يطلبون المساعدة وهم من مدينة الرقة بعد ان إستطاعوا الهروب من جحيم « داعش » ويتواجدون على أبواب أوربا بمقدونيا، لكن لا يُسمح لهم بالمرور رغم أنهم أطفال ونساء.
واستطاعت وفاء الصوفي، التي تبلغ من العمر 28 سنة، بفضل عملها التطوعي الإنساني المساهمة في إنقاذ آلاف الأرواح في البحر الأبيض المتوسط، وانتشر رقم هاتفها بين « الحراكة  » باختلاف جنسياتهم والذين يفضلون الإستننجاد بها عندما في عرض البحر بحكم أنها تتحدث العربية، وعند توصلها بمكالمة تتصل بدورها بقوات خفر السواحل الإيطالية لترشدهم إلى مكان تواجد المهاجرين في البحر.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي