مغاربة في جيش "داعش" مكرهين مقابل 25 ألف درهم شهريا

09 مارس 2016 - 22:30

حذر خبراء مغاربة ودوليون من صعوبة تحديد النوايا الحقيقية للمهاجرين المغاربة، الذين اختاروا، أخيرا، السفر إلى ليبيا، عبر الحدود الشرقية مع الجزائر، إذ لا يعرف هل يسافرون إلى هناك للبحث عن فرص عمل أو الانضمام إلى صفوف « داعش » في ليبيا.

وكانت تقارير إعلامية واستخباراتية غربية قد ذكرت أن « داعش » يعزيز « جيشه » في ليبيا بالمهاجرين المغاربة على الرغم من أنفهم، مستغلا وضعيتهم والفوضى المستشرية في البلد.

وفي هذا الإطار، أوضح موقع « لاإنفورماثيون » الإسباني نقلا عن مصادر بريطانية أن « الدولة الإسلامية تشكل جيشا من المهاجرين في ليبيا من خلال اختطافهم تحت طائلة التهديد بالسلاح، علاوة على سيطرة التنظيم على تهريب البشر في البلد ». وأبرز أن الجيش المهيمن في ليبيا مكون من حوالي »2000 و10000 جهادي أجنبي يقاتلون مع « داعش »، خصوصا التونسيين، والمغاربة، والسودانيين، والمنحدرين من إفريقيا الوسطى « ، مشيرا إلى أن « عدد المقاتلين الليبيين في التنظيم لا يتجاوز 800 مقاتل ».

الخبير في الشؤون الإفريقية، مساوي العجلاوي، أكد لـ »اليوم 24″ أن « هناك إمكانية كبيرة لتجنيد المهاجرين المغاربة، الذين يتمركزن حاليا بشكل كبير في الغرب الليبي، من قبل تنظيم « داعش »، لأن من يرفض منهم القتال في صفوفه تتم تصفيته في الحين »، مضيفا أن « المقاتلين المغاربة يقدمون كحطب في العمليات الجهادية، على عكس المشارقة، الذين يشكلون القيادات ». وحذر العجلاوي من تداعيات توسع نفوذ فرع « داعش » في ليبيا على المنطقة برمتها.

من جهته، أشار الموقع البريطاني « Middle East Eye »، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إلى عمل « داعش » على تجنيد مهاجرين أجانب، تحت التهديد، كانوا قد سافروا إلى ليبيا للعمل من أجل تعزيز صفوف جيشه، الذي يكبر يوم بعد يوم.

وفي هذا الصدد، كشف مهاجر في ليبيا، يبلغ من العمر 35 سنة في تصريحات للموقع البريطاني: « الكثير من المهاجرين الباحثين عن العمل في ليبيا اختفوا. نتصل بهم ويرد مجهولون يؤكدون بأن الشخص، الذي يسأل عنه توفي ». المهاجر حكى أيضا كيف تم اختطافه في عربة إلى جانب مهاجرين آخرين، ونقلوا خارج المجال الحضري.

وأضاف المتحدث ذاته أن مهاجرين « تم ذبحهم أمام أعييننا. منذ أن رأيت ذلك المشهد، لم أعد كما كنت ». وشرح المهاجر كيف خضع لتدريبات عسكرية على يد قياديين على كيفية استعمال الأسلحة، قبل أن يمنحوهم « كلاشينكوف (AK-47).

كما أوضح أيضا أنه وقع عقد للقتال في صفوف « داعش » مقابل الحصول على ما يزيد عن 25000 درهم شهريا، مضيفا أنهم أخبروه أنه في حالة لقي مصرعه فإن المبالغ سيتم تسليمها إلى أسرته.

تجدر الإشارة إلى أن تقريرا، صدر في فبراير الماضي عن مصالح الاستخبارات الأمريكية، يفيد أن حوالي 6000 جهادي أجنبي يقاتلون في صفوف فرع الدولة الإسلامية في العراق والشام، علما أن تقارير دولية أخرى تحدثت، أيضا، عن أن المغاربة والتونسيين يشكلون أغلبية المقاتلين الأجانب في ليبيا، حيث يتم فقط استعمالهم كحطب حرب، أي أن القيادة تسند دوما إلى القادمين من شبه الجزيرة العربية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي