قال الرئيس المؤسس لمعهد أماديوس، إبراهيم الفاسي الفهري إن بان كي مون، وعلى بعد أشهر من مغادرته لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، فضل تغليب الرداءة والنية السيئة والجمود.
وأكد الفاسي الفهري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بان كي مون فضل تغليب الرداءة والنية السيئة والجمود، عوض التحلي بالواقعية، مضيفا أنه « أصبح اليوم واضحا، أن الأمين العام للأمم المتحدة يرغب في أن يترك كإرث له تغيير الإطار، وصيغ التفاوض ».
ولاحظ الرئيس المؤسس لمعهد أماديوس « هل يجب تذكير بان كي مون بأن مجلس الأمن يؤكد، في كافة قراراته منذ عام 2007، أنه من الضروري بالنسبة إلى كافة الأطراف في النزاع التحلي بالواقعية وروح التوافق من أجل المضي قدما في المفاوضات؟، يمكن أن نخلص بشكل واضح إذن إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، المكلف بتسهيل المفاوضات، يخالف بنفسه قرارات مجلس الأمن ».
وتساءل « ما هي دوافع بان كي مون، في نهاية ولايته، الذي يدلي من الجزائر، بتصريحات عدائية بشكل واضح تجاه المغرب؟ لماذا وفي الوقت الذي يقترح فيه عقد مؤتمر للمانحين وعبر في العديد من المرات عن دعمه لسكان تندوف وتأثره أمام إحباطهم، لم يشر في أي وقت إلى ضرورة إحصاء وتسجيل سكان النخيمات؟ ولماذا لم يقترح إجراء مقابلات فردية معهم، لمعرفة مطالبهم في ما يتعلق بالتنقل في الجزائر وخارجها؟ ».
وتساءل الفاسي الفهري أيضا « لماذا، على الرغم مما كشفته العديد من التقارير الدولية، لم يدن الانتهاكات الدائمة لحقوق الإنسان في المخيمات، التي تسيطر عليها البوليساريو، بما في ذلك حالة النساء الصحراويات الثلاث المحتجزات منذ أزيد من سنة؟ كيف يمكن أن يتغاضى، بينما يدعو فيه إلى مزيد من المساعدة الدولية، عن الاختلاس الذي تم إثباته لجزء من الدعم المالي، الموجه لسكان تندوف؟. وأخيرا، كيف يمكن تفسير انحناء المفوض الأول للشرعية الدولية، أمام « ألوان » و »علم » « كيان » وهمي، يفتقد لتراب، وشعب ومقومات السيادة؟ ».
وفي معرض تقديمه عناصر للإجابة، اعتبر الفاسي الفهري أنه على بعد أسابيع من الاستحقاقات الأممية المقبلة حول الصحراء (تقرير الأمين العام وقرار مجلس الأمن)، فإن محاباة بان كي مون، من الجزائر، للأطروحات الانفصالية، يمكن اعتباره « وسيلة للضغط على المغرب لدفعه إلى تقديم تنازلات ».
وفي هذا السياق، ذكر الفاسي الفهري بـ »تصريح بان كي مون عشية الذكرى الـ40 للمسيرة الخضراء وزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمدينة العيون في نونبر الماضي، معربا عن أسفه لكون مقترحات 2007 لم تفتح الطريق أمام مفاوضات حقيقية ».
كما لاحظ أن الأمين العام الأممي كان قد وضع، وللمرة الأولى، على قدم المساواة، المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي وصف بكونه « جديا وذا مصداقية » في كافة القرارات الأممية، مع مقترح « البوليساريو »، المقدم في أبريل 2007، والذي اقتصر مجلس الأمن على أخذ علم بصياغته.
وأضاف الفاسي الفهري أن الموقف والتصرف « غير المقبول » لبان كي مون، في تندوف وبير لحلو، لدى استعراضه لـ »الفرق العسكرية » وانحناءه أمام « علم » « الجمهورية الصحراوية الوهمية »، يبدو أن أنساه أن هذا الكيان الوهمي لا يتوفر على أي شخصية معنوية وفق قانون الدولة، كما أن « البوليساريو » لا يحظى باعتراف الأمم المتحدة كـ »ممثل شرعي وحصري للشعب الصحراوي »، أو ك »حركة تحرير وطنية ».
وسجل الفاسي الفهري أن « البوليساريو » ليس سوى أحد أطراف النزاع، تتوافق تصرفاته وأهدافه، من كافة وجهات النظر، مع مثيلتها لدى الجزائر، التي تحتضنه وتدعمه وتسلحه و »تقوده » وفق مصالحها الوطنية الاستراتيجية الخاصة.
وهو الأمر الذي يتغاضى عنه الأمين العام الأممي حين يضع الجزائر وموريتانيا في المرتبة ذاتها من حيث المسؤولية التاريخية والحالية.
وخلص الفاسي الفهري إلى أن بان كي مون يعزز، من خلال تصرفه وتصريحاته الموالية للأطروحات الانفصالية، من هذا المنطلق، الوضع القائم، مع المساهمة، في نهاية المطاف، في تباعد مواقف بشكل كبير بين مختلف أطراف النزاع، على حساب السكان الصحراويين، وفي المقام الأول، سكان تندوف.