بنكيران: مسيرة الرباط سيكون لها ما بعدها والصحراء قضية حياة أو موت

17 مارس 2016 - 15:10

بعد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “غضبه” من المسيرة التي خرجت في شوارع الرباط للتنديد بتصريحاته المتعلقة بملف الصحراء، دعا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران المسؤول الأممي إلى احترام “حق الشعوب في التعبير عن آرائها”، مؤكدا أن هذه المسيرة سيكون لها ما بعدها.

وفي كلمته الافتتاحية أثناء انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، اليوم الخميس، قال بنكيران “فوجئنا جميعا من خلال اللقاء الذي كان في البرلمان بمدى الحماس الذي عبر عنه كافة المتدخلين، ولا بد أن نخص تدخل ولد الرشيد الذي كان كذلك مؤثرا جدا”، كما أثنى كذلك على “الحماس الذي جاء به المغاربة من مختلف اركان الوطن للتعبير عن عدم قبولهم بهذه المقاربة”.

وأكد رئيس الحكومة أن عدد المشاركين في مسيرة الرباط “فاق كل التوقعات”، وذلك على الرغم من أن هذه التظاهرة “لم تعرف أي تنظيم مسبق أو استعدداد لهذا العدد الكبير، فالمغاربة جاؤوا بالملايين ونظموا أنفسهم وخرجوا إلى الشارع”، في تظاهرة قال عنها رئيس الحكومة إنها “أثبتت أشياء كبيرة ولها ما بعدها ، وهي معطى أساسي في هذا الملف، حتى يعلم العالم كله أن هذه القضية ليست قضية لا الدولة وحدها ولا الحكومة وحدها ولا النخبة وحدها، هذه قضية دولة وشعب وملك وأحزاب سياسية وقوى حية بشكل غير قابل للمراجعة”.

وأضاف رئيس الحكومة أن “المملكة المغربية لا تحتاج أن تعطي الليل كل مرة على أن هذه الأراضي هي أراضيها، فهي كذلك بفعل التاريخ والجغرافيا والانتروبولوجيا، وهي أراضيها بفعل إرادة ساكنيها”، وهو الأمر الذي تجسد حسب بنكيران في “المسيرة الثانية التي كانت يوم الثلاثاء في العيون، والتي حضرها ما بين 150 ألف و200 ألف شخص وكانت كذلك بنفس العفوية”، وذلك لـ”الاحتجاج على التصريحات غير الموفقة لبان كي مون في حق علاقة المغرب مع أقاليمه الجنوبية المسترجعة، في كلام متحيز لم يكن له مبرر “، خصوصا أن المسؤول الأممي ” كان في زيارته في الجزائر ولاخواننا المحتجزين في تندوف، وكان عليه ان ينتظر ان يزور المغرب وبعد ذلك تكتمل لديه الصورة”، يقول رئيس الحكومة .

وزاد بنكيران “يجب على العالم أن يأخذ هاتين المسيرتين بعين الاعتبار، لكونهما تثبثان أن المغرب متشبث بصحرائه وبوحدته الترابية وأنها بالنسبة إليه قضية حياة أو موت”، حسب ما جاء على لسان رئيس الحكومة الذي أضاف “يجب أن يرجع إخواننا الجزائريون إلى الصواب”.

وتعليقا على انزعاج المسؤول الأممي من مسيرة الرباط، أكد بنكيران على أنه ” ليس عندنا أي عداء مع السيد بان كي مون، وليس لنا ضده أي شيء، ولكن وهو يتفوه بما تفوه به أثار غضب شعب بكامله وهو يترأس مؤسسة تنتظم فيها الشعوب والأمم”، مضيفا أن أقل شيء كان عليه فعله هو “عدم إثارة غضب الشعوب بهذه الطريقة، فعلى الأقل يجب أن يعترف للشعوب بحق التعبير عن رأيها وهاهي قد عبرت عن رأيها “.

وتابع بنكيران حديثه عن الأمين العام للأمم المتحدة قائلا “إن كان حريصا على السلم بين الشعوب والأمم، فعليه أن لا ينسى أن هذا الشعب محترم وعريق وتاريخه يمتد إلى قرون طويلة “، يعني “أن هذا ماشي شعب قطر بيه السقف وخصو يحترمو”.

إلى ذلك أوضح رئيس الحكومة أن المغرب “ليس حريصا على العداوة مع بان كيمون ولا مع الأمم المتحدة، بل بالعكس، لكن نحن في نفس الوقت متمسكون بحقنا في صحرائنا، وحقنا الطبيعي وفي حماية أبنائنا المزدادين في تلك المناطق، وكذا حقنا في استرجاع ابنائنا الموجودين تحت هيمنة الجزائر”، متسائلا في هذا السياق ” عن أي تقرير مصير يتكلم هؤلاء،هل هناك فئة تملك حريتها وهي تتواجد تحت هيمنة دولة أساءت الى مواطنيها قبل ان تسيء الى غيرهم؟”، مضيفا “خرجات في العيون مئات الالف ديال الناس هازة رايات المغرب وصور الملك، كاين شي استفتاء اكثر من هذا، ما خصش هاد الناس يقجرو على المغرب بكل صراحة”.

تبعا لذلك، طالب رئيس الحكومة الأمين العام للأمم المتحدة بـ”أن يوجه جهوده في اتجاه حل المشكل من الجانب الآخر، فمن جانبنا ما كاين حتى مشكل اعباد الله”، مؤكدا أن “التلاحم بين العرش والشعب صخرة ستتكسر عليها كل المؤامرات، والتي ليست جديدة على المغرب، وعشناها قرون عدة مرات ونعيشها اليوم كشعب عريق أثبت وجوده للعالم ومكانته ومستعد أن يعطي الدلائل على ذلك مهما كان الثمن”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عبدالكريم بوشيخي منذ 7 سنوات

الخطاب الدبلماسي المغربي في قضية الصحراء المغربية يجب ان يتغير فالعالم و الامم المتحدة ينظران الى هده القضية على انها بين المغرب و ما يسمى بجبهة البوليساريو و قد زكت هدا الراي المفاوضات المباشرة بين الطرفين لكن في الحقيقة ان الصراع هو مغربي جزائري واجهته البوايساريو المرتبطة بجهاز مخابرات الجنيرال طرطاق في بن عكنون المغرب استرجع صحراءه في الوقت الدي لم تكن في ادبيات الدبلماسية الجزائرية خرافة الشعب الصحراوي و تقرير مصيره و هنا يجب على الدبلماسية المغربية ان تراجع خطتها و تقلب وجهها لجعل هدا النزاع في اطاره الصحيح فالبوليساريو لا تمثل الصحراويين و لاعطاء الشرعية على نهجها الجديد هو ادخال الممثلين الشرعيين و المنتخبين من اقاليم صحراءنا المحررة في اية مفاوضات جديدة و بدالك سيتم تحقيق الهدف اولا بمعارضة النظام الجزائري و البوليساريو لطريقة المفاوضات المقبلة بدخول عنصر حاسم و هو 3 اطراف المغرب و الصحراويين الشرعيين من جهة و البوليساريو الغير الشرعية و من ورائها المخابرات الجزائرية و مقابل الرفض الجزائري المنتظر يجب ان يكون هناك اصرار من الجانب المغربي و في الاخير سيتم الرضوخ للواقع فالبوليساريو لا تمثل الصحراويين كما قلت فمن جهتنا نريد ان نعرف من هم هؤلاء الصحراويين الدين تمثلهم البوليساريو في تندوف كم عددهم و من اي صحراء ينتمون فالعالم يعرف ان الالاف قد عادوا الى المغرب بعد نداء الوطن غفور رحيم و لم يبقى منهم الا 3 او 4 الاف مع العلم و هدا هو المهم فقد اكد بعض العائدون ان معظم قاطني تلك الخيام هم جزائريون من تندوف مع الموريتانيين و هدا ما يفسر رفض النظام الجزائري لاحصائهم مند 40 سنة خوفا من ان تتبخر احلامه و تكتشف الخديعة الكبرى عن هؤلاء الالاجئين المزورين و التي انطلت على الامم المتحدة و الدول الاخرى و هدا ليس خطاء النظام الجزائري الدي يبحث عن نجاح قضيته المفبركة مهما كلفه دالك من ثمن فالخطاء هو في دبلماسيتنا التي تفتقر الى الدكاء و الدهاء الدي يمكنها من كسب المعركة بالتركيز على علبة النظام الجزائري السوداء في تندوف و فك شفراتها و ارغامها على فتحها فشخصيا استغرب من تصنيف دبلماسيتنا للجزائر بانها دولة شقيقة فالتعامل مع الشقيق لا ينطبق على الجزائر فحينما يتم وضعها في خانة الاعداء بل اشدهم لانها تريد زعزعة استقرار كيان الدولة المغربية و تدميرها و قد عملت كل ما في وسعها و يمكن الرجوع الى الوراء لمعرفة كم هي مكائدها لكنها فشلت لان قضيتها غير شرعية و مفبركة فحينما نضع عدونا في الهدف فان النزاع سيظهر كما هو مغربي جزائري فهده بعض الحقائق التي يجب ان توصلها الدبلماسية المغربية لتعيد القضية لاولها و نشاتها.