لم يكن أشد المتشائمين الرجاويين، خصوصا، ولا المغاربة، عموما، يعتقد أن جمهور الرجاء سيحول احتفالات فريقه بالذكرى الـ 67 لتأسيسه إلى مأتم، بعدما انقلب الفرح إلى حزن وتحول الاحتفال بذكرى الميلاد إلى فاجعة ترتب عنها تسجيل شهادة الوفاة.
فقدت مدرجات المكانة بريقها واحتفاليتها المعهودة، وتحولت الخضرة إلى شلالات دماء سالت نتيجة ظلم ذوي القربى، وتحول العشق الجماهيري لـ”الخضراء” إلى اقتتال داخلي وتطاحن أسري داخل عائلة الرجاء الكبيرة، في سيناريو أعاد إلى الأذهان مشاهد الحروب الأهلية.
ما وقع، مساء أمس السبت، في مركب محمد الخامس بالبيضاء ليس وليد اليوم، وإنما تكريس واستمرار لخلاف داخل مدرج المكانة سبق وعاشت المدرجات مشهدا مماثلا له على هامش مباراة الفريق، وهلال بنغازي الليبي، التي لم تشهد نهايتها الطبيعية بعدما أسفرت عن تسجيل العديد من الإصابات في صفوف الجماهير الخضراء، التي نجمت عن الخلافات التي شبت بين التراس “غرين بويز” والتراس ” ايغلز” بسبب “الكابو” ( قائد المجموعة التشجيعية)، وهو ما ترتب عنه اعتقال مجموعة من المشتبه فيهم، بينهم قاصرون، بالضلوع وراء أعمال الشغب، التي رسمت صورة قاتمة عن الجماهير الخضراء.
ما وقع، مساء أمس، يؤكد بكل جلاء، أن اجتثاث جذور الشغب يجب أن تنطلق من تنظيف داخلي قبل أن تطال ما هو خارج، وذلك من خلال ترك الخلافات والمصالح الشخصية جانبا، والالتفاف وراء الفريق لنصرته ودعمه لا التسبب له في المعاناة بعيدا عن جماهيره، التي بات الموت يتهددها مع كل نهاية أسبوع بسبب “مباراة في كرة القدم”.