الرواية الكاملة لمأساة شغب "السبت الأسود" في البيضاء

21 مارس 2016 - 11:30

كان كل شي يسير في اتجاه التوقيع على صفحة جديدة في مسلسل التألق الجماهيري، والإبداع داخل المدرجات بمناسبة احتفالات « شعب الخضراء » بالذكرى الـ 67 لتأسيس الفريق، واعتقد معها البعض أن الموعد سيكون فرصة سانحة لترك « الخلافات التشجيعية » جانبا، والالتفاف وراء الفريق ليذوب جليد الخلاف، وتعود المياه إلى مجاريها بين « الكرين بويز » و »الايغلز ».

مجرى المباراة وسيرها العادي سيتغير، وستزيغ الاحتفالية المرتقبة عن سكتها الصحيحة، وفق ما كشفه مصدر عاش « الرعب الكروي » في ليلة دامية، مبرزا أن الاتفاق المسبق بين فصيلي « الكرين بويز » و »الايكلز » ينص على القيام بـ » كراكاج » موحد في الدقيقة 67 لتخليد الاحتفال بتأسيس الفريق.

مع اقتراب التوقيت المحدد للموعد المنتظر بدأت نسبة الترقب تزداد دون التفكير، ولو للحظة، في كون الخطوة ستتحول إلى شرارة « غضب داخلي » وتمرد سيمزق شتات البيت الرجاوي في عيد ميلاده، في سيناريو أكثر عنفا مما وقع خلال مباراة الفريق مع هلال بنغازي الليبي.

حل موعد الاحتفال المحدد سابقا بمرور الدقائق المحددة سلفا، وأقدم فصيل « الكرين بويز » على إطلاق « الشهب النارية » تخليدا لمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ67 لتأسيس القلعة الخضراء، غير أن الأمور لم تسر وفق ما كان مسطرا له بعدما نقض فصيل « الايغلز » الاتفاق وأرجأ القيام بـ » الكراكاج » إلى نهاية المباراة.

وفاز الرجاء، وأشعل « الايغلز » الشهب النارية وتوجه اللاعبون صوب المنطقة التي كان يوجد فيها الفصيل، والقائد « السكوادرا » وشرعوا في الاحتفال، وهو ما أثار حفيظة الفصيل الآخر لتنطلق شرارة الغضب ويتأجج الصراع الذي استعملت فيه « الشهب النارية » والحجارة، التي خلفتها عملية الإصلاح التي يشهدها الملعب، وغيرها من الوسائل الأخرى الممنوعة.

ومع ارتفاع حدة الغضب تحولت المدرجات إلى ساحة حرب بين إخوة يوحدهم اللون الأخضر، وحب الرجاء ويقسمهم الانتماء إلى الفصيل التشجيعي.

في غمرة الصراع والتراشق المتبادل، حاول البعض تجنب الإصابة هربا دون أن يدري أن محاولته ستبوء بالفشل، ويسقط أرضا ليتحول إلى « ممر بشري »، كما هو الحال بالنسبة إلى ضحية كراج علال، الذي توفي جراء الاختناق، بينما كانت حجارة طائشة كافية لوضع حد لحياة الضحية الثانية، المنتمي إلى « درب الميلان »، ليسدل الستار على فصول مسرحية دامية بتسجيل العديد من الإصابات المتفاوتة الخطورة وحالتي وفاة.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي