على هامش الدورة الخامسة لمهرجان مكناس للدراما التلفزيونية، والتي شهدت حضوراً عربياً مميزاً، كان لـ « اليوم 24 » هذا الحوار مع « محمد الرقادي »، مدير تلفزيون الأردن، والذي كان من أبرز المشاركين بالمهرجان، ممثلاً عن أحد أهم الهيئات التلفزيونية العربية.
ما حدود الممنوع في الأعمال والبرامج التي تقدمونها في تلفزيونكم؟
الحريات مصانة للجميع، لكن إذا كان منح هذا يؤثر على القيم الموجودة لدى الشعب الأردني فلا مجال لذلك. وعموما فليست هناك حريات مطلقة في العالم أجمع، وكل الشعوب لديها تقاليد وأعراف، وبناء عليها لديها خطوط حمراء. ولكل دولة سياستها وتوجهاتها الخاصة. وعلى هذا الأساس تمضي أعمالنا بما يتماشى وما يخدم سياستنا.
على هذا الخط تمضي الدراما الأردنية، والمفروض أنها عمل إبداعي حر؟
الدراما التي نقدمها هي دراما مختلفة، اجتماعية، ثقافية وبدوية وعلمية، أما الدراما التي ترمي أهدافا سياسية فهي مرحب بها، لكن شرط ألا تؤثر على سياق وأعراف الدولة.
ولماذا لا يشتري التلفزيون الأردني المسلسلات الأجنبية ولا يشتغل على الدبلجة؟
اختيارنا ببساطة يأتي احتراما لواقعنا وشعبنا.. فقصص وحكايات هذه الأعمال الأجنبية ليست من واقعنا، ولا تشبهنا في شيء لذلك لا نقتنيها. وهدفنا كوسيلة إعلام عمومية كبرى من توزيع الدراما أن نمنح المواطن أعمال قريبة من همومه ويومياته، يعيش داخلها. يجب أن يجد الأردني نفسه في تلفزيونه وهو يتابع الدراما وسط أسرته لا أن يجد نفسه في مجتمع غريب عنه. ورأينا هذا ليس تقليلا من شأن الأعمال الأجنبية وإنما هو حديث عن الأولويات، فالتلفزيون الأردني لديه أولويات ولسان الحال يقول الأكثر قربا هو ما يعنيني.
هل تسعون إلى إنتاج مشترك مع جهات أخرى، كالمغرب مثلا؟
بالنسبة للمغرب ليست هناك شراكات حالية لكننا نرحب بالفكرة.هناك محاولات مع بلدان شرق أوسطية… لكن لدينا اتفاقات مع بعض الدول العربية مثل فلسطين التي قدمنا معها أعمال مشتركة، وفي هذا العام لدينا أطر دولية نشتغل معها جاهدين لإعادة القوة للدراما الأردنية، ولا نلقي في هذا بالا للربح المادي بقدر ما نبحث أن يكون عملنا مشرفا
قلت قبلا الأكثر قربا هو ما يعني التلفزيون الأردني، هذا أيضا يسري على بحثكم عن شراكات؟
أجل وفي هذا حديث، كما أسلفت، عن الأولويات، وتبعا لذلك لدينا شراكات مع دول شرق أوسطية لأن ثقافتها مشتركة، ومع دول حوض البحر الأبيض المتوسط، التي نعالج معها المشاكل نفسها.. لدينا مع فرنسا ومع الصين ليس في الدراما فقط، وانما على مستوى مختلف الانتاجات وتعدينا ذلك إلى دورات تكوينية، وتبادل الخبرات، ونحن نشارك مثلما يشارك المغرب في دورة اتحاد الاذاعات العربية وندواتها، وكما يستفيد المغرب من الارب سات نستفيد أيضا.
وكم يبلغ حجم الإنتاج التلفزيوني السنوي لديكم؟
يصل الإنتاج التلفزيوني الأردني إلى أربع مسلسلات والأفلام ما بين 3 و4 في العام، وهي على الأغلب
تحضر للعرض في شهر رمضان.
وماذا عن باقي شهور السنة، هل تكتفون بإعادة هذه المسلسلات؟
إلى جانب إعادة الأعمال التي تلقى إقبالا، نحن نشتري الإنتاجات التلفزيونية الأردنية لشركات خاصةّ. وهذه الأعمال هي من بطولة فنانين أردنيين. ونحن في هذا ندعم على نحو غير مباشر الفنان الأردني لأننا نشتري هذه الأعمال بسعر مرتفع أعلى من أسعار السوق. ودعمنا هذا بهدف أن نضمن للدراما الأردنية الاستمرار.
معنى هذا أن التلفزيون الأردني لا ينفذ الانتاجات؟
مرحليا لا، لكننا نحاول أن نرجع إلى ذلك، ونتفق على موازنة العمل، ويسلم على دفوعات للمنتج المنفذ. وعليه فابتداء من السنة الجارية سيكون الإنتاج تحت إشراف ومراقبة التلفزيون الأردني وتحت إدارة طواقمه التقنية والفنية، وسنستمر في دعم الإنتاجات الخاصة.
تحدثت عن المراقبة، ما الشروط التي تضعونها على المنتج الخاص وهل ثمة خطوط حمراء؟
إذا لجأنا للشراء والتعامل من منتج خاص فيجب ألا يقل تقدير عمله عن جيد جدا..
ما هي مواصفات هذا الجيد جدا؟
أتحدث هنا عن مقاييس تتعلق بالنص، المضمون، والإخراج والأداء، أي فنيا وتقنيا. وهناك لجنة تشرف على اختيار هذه الأعمال، كما أن هناك قسم خاص يراقب موضوعيا.