قال محمد سعد العلمي، السفير المغربي بالقاهرة، أن “بان كي مون” تجاوز حدود مسؤولياته، حيث أنه ملزم بالخضوع لميثاق الأمم المتحدة وقرارات أجهزتها، لكنه تجاوز ذلك بكلمة “احتلال” التي وصف بها الوضع في الصحراء المغربية، حيث أنها ليست مطروحة ولا وجود لها بأية وثيقة من وثائق الأمم المتحدة.
وأضاف العلمي خلال حوار مع جريدة “اليوم السابع” المصرية، المنشور اليوم الجمعة، أن الرد المغربي على الأمين العام جاء قوياً وعلى كل الأصعدة، حيث أصدرت الحكومة احتجاج رسمي على تصرفاته وتصريحاته، كما انعقدت جلسة طارئة للبرلمان بمجلسيه لمناقشة الموضوع، عبر خلالها ممثلو الشعب المغربي عن إدانتهم الشديدة لتلك التصريحات والتصرفات، كما كانت هناك المظاهرة الشعبية التي لم يسبق لها مثيل، والتي تجاوز عدد المشاركين فيها أكثر من 3 ملايين من المواطنين، وهو ما يعبر عن محورية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا.
وعن العلاقات المغربية الجزائرية، أشار العلمي إلى حرص المغرب على المحافظة على حسن الجوار، لما يربط البلدين الشقيقين من أواصر متينة، إلا أنه أشار إلى وجود أطراف وجهات جزائرية تصر على عداء المغرب، والتعرض لوحدتها الترابية.
وعن موضوع الاتحاد الأفريقي، قال بأن عودة المغرب إليه مشروطة بانتهاء الأسباب التي انسحب من أجلها، مشيراً إلى أن منظمة الوحدة الأفريقية ارتكبت خطأ جسيماً بقبول كيان وهمي لا يتوفر فيه أي شرط من شروط الدولة ذات السيادة، وحينما يوضع حد لهذا الوضع غير الطبيعي، فإن المغرب سيعود مجدداً إلى المنتظم الأفريقي.
وعلى الصعيد العربي، قال العلمي ان ارجاء المغرب حقه في تنظيم دورة عادية للقمة العربية جاء بسبب الظروف الحالية والتي لا تساعد على عقد قمة ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما تقتضيه المرحلة العصيبة التي بمر بها العالم العربي، وبما يستجيب لتطلعات الشعوب العربية، معلناً عدم استعداده لاحتضان قمة يبدو أنها لن تخرج بأي نتيجة ملموسة لفائدة الشعوب العربية.
وشدد السفير على قوة ترابط العلاقات المصرية المغربية، القائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين الشقيقين، اللذان يربطهما علاقات متينة وراسخة لها جذور عميقة ممتدة عبر القرون، هي بمثابة الأرضية الصلبة لأواصر المحبة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مُبديً تطلع المغرب إلى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى أخرى مماثلة من الملك محمد السادس إلى مصر.