كشفت التسريبات الأولية لجزء من محضر استنطاق الجهادي المغربي-البلجيكي، صلاح عبد السلام (27 ربيعا)، الذي اعتقل في 18 من هذا الشهر، والذي يشتبه في كونه المكلف اللوجستيكي الذي يقف وراء الهجمات الانتحارية الأخيرة في باريس (18 نونبر 2015)، وبروكسيل (22 مارس 2016)، كيف كان يتحرك في بلجيكا قبل اعتقاله والأمكنة التي كان يختبئ فيها، والعلاقة التي تربطه بالجهادي الجزائري بالقياد، ومصدر الأموال التي كان يمول بها الخلية، حسب ما أوردته القناة البلجيكية (RTL)، ووكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”.
في هذا الصدد، أكد صلاح عبد السلام للمحققين أن شقيقه إبراهيم، واحد من انتحاري اعتداءات باريس، هو مصدر الأموال التي كان يدعم بها لوجستيكيا الخلية التي كان يقودها المغربي الآخر عبد الحميد أباعوظ، الذي قتل في حي سان دوني بعد مداهمة للأمن الفرنسي؛ صلاح أقر أيضا بالأدوار المهمة التي اطلع بها الجزائري بالقياد الذي قتلته أجهزة الأمن البلجيكية ثلاثة أيام قبل اعتقاله في تبادل لإطلاق الناري في حي “فوريست”، مؤكدا بالقول: “اختبأت في شقته (بالقياد)، لأنه لم يكن لدي مكان آخر أتوجه إليه”، موضحا أنه “في 14 نونبر الماضي، بعد عودتي من فرنسا إلى بلجيكا، كنت أعرف أنه كان يتواجد في حي ” Schaerbeek”، المجاور لمولنبيك ببروكسيل، لهذا اختبأت لديه هناك”، مضيفا “من بعد أخبرني أن له مخبأ آخر يمكننا اللجوء إليه في حي “Forest” ببروكسيل، وقررت الذهاب معه”.
صلاح كشف أيضا عن واحدة من الاستراتيجيات التي يعتمد عليها الجهاديون في تنقلاتهم ولنقل المتفجرات والأسلحة أيضا، وهي سيارات الأجرة، في هذا أشار قائلا: “انتقلنا من حي Schaerbeek إلى “Forest” على متن سيارة أجرة”، وفي محاولة لإبعاد التهمة عنه، أخبر المحققين بأن بالقياد “هو من نقل الأسلحة في تلك السيارة، وهو من تكلف بالاتصال للاستفادة من خدمة سيارة الأجرة”. وليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الخلايا الجهادية إلى استعمال سيارات الأجرة للتحرك ونقل الأسلحة، إذ مباشرة بعد أربعة أيام من اعتقال صلاح، استعملها منفذو اعتداءات بروكسيل للتنقل إلى مطار “Zaventem” ببروكسيل، بحيث نقلوا معهم ثلاث حقائب مملوءة بالمتفجرات، علما أنهم في البداية كانوا ينوون نقل خمس حقائب، إلا أن مكتب خدمات سيارات الأجرة أرسل لهم سيارة صغيرة عوض الكبيرة، الشيء الذي أجبرهم على نقل ثلاث حقائب فقط، حسب ما جاء في اعترافات صاحب الطاكسي.