الأشعري: تراجيديا الهجرة جغرافيا جديدة وأوروبا أفلست أخلاقيا

31 مارس 2016 - 22:15

في ندوة حملت عنوان « عندما تحكي السينما مآسي المتوسط »، نظمت بتطوان، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان تطوان لسينما بلدان المتوسط الجاري، اختار محمد الأشعري، الكاتب والوزير السابق، الحديث عن المأسأة بدل السينما، متأثرا في ذلك بما وصفه بـ »التراجيديا » اليومية التي نعيشها في منطقة البحر المتوسط، وخصوصا، فيما يتعلق بالهجرة وصورها المستمرة. هذه التراجيديا، تمثل حسب الأشعري، اليوم، « جغرافيا جديدة للمنطقة، يمكن أن نسميها بكثل بشرية تائهة في البحر ».
الأشعري، استعاد في مداخلته، خط مآسي الهجرة في المنطقة، وتدبير أوربا للموضوع، معتبرا أن أوروبا أفلست أخلاقيا، ولم تتجرأ ولو لمرة واحدة وتتحدث عن المآسي الحاصلة في الدول المجاورة لها، وتتحمل مسؤوليتها.. ولم تعد تتورع عن الحديث عن تدبير الهجرة، وتتفاوض حول عدد المهاجرين وطريقة توزيعهم. هكذا تتم في نظر الأشعري تغذية ثقافة الخوف.
الأشعري خلص في مداخلته إلى أن الرد على هذا الإفلاس الأخلاقي والثقافي سيكون عبر الفن، والسينما جزء منه، « لذلك علينا الإمساك بها وتكون خيارا مشتركا. وطالما لم نصل بعد إلى هذا الخيار المشترك ستستمر التراجيديا لأننا سنحتاج إلى وقت طويل لهضمها قبل إعادة إنتاجها.
الباحث والكاتب الفرنسي، من المتدخلين في الندوة، التي احتضنتها قاعة دار الصنائع، بتطوان، قال إن السينمائيين المتوسطيين يديرون ظهرهم للبحر، إلى درجة أن أفضل الأفلام التي صورت عن المتوسط هي من إنجاز جهات بعيدة عن هذا الفضاء. وتحدث الباحث عن ضرورة القضاء على بعض الصور النمطية عن منطقة المتوسط.
ومن بين المتدخلين الذين شاركوا في هذه الندوة الصحافي والكاتب الاسباني خوسي طيليز، والمخرجة الاسبانية باز بينار، التي انطلقت في كلمتها من تجربتها الخاصة. وشارك أيضا الناقد الفرنسي لوران دوري، الذي تحدث عن ما لا تتقنه السينما المتوسطية، مقترحا عنوان جديدا للندوة وهو : »عندما تقف السينما عند منتصف الطريق في تصوير مآسي المتوسط ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي