بقرية معزولة نواحي طنجة تحمل اسم « ملوسة » تعيش أسرة تكافح من أجل العيش، ومن أجل تحدي مصاب طفليها عمر ومحمد.
الطفلان ولدا ولادة طبيعية وعاشا حياتهما كباقي أقرانهما إلى أن فاجأها المرض والألم في سن الثامنة، حيث أصيبا بمرض نادر أفقدهما القدرة على المشي والحركة.
وضع القدر عمر أمام خيارين أحلاهما مر، إما أن يحتفظ برجليه ويعيش كل دقيقة مع الألم الفظيع الذي تتسببان له فيه، وإما أن يختار التخلص من الألم ومعه الرجل، فكان الخيار الثاني رغم قساوته، « ملي قطعو لي رجلي عاد ارتاحيت »، يقول الشاب.
أما عمر فقد كان يعيش هو الآخر حياة طبيعية، يساعد والدته ويرعى الغنم رفقة أصدقائه، ولم يكن ينتظر هذا المرض الذي حول حياته إلى يوميات باهتة « كنقنطو بزاف، محبوسين ما بين 4 دالحيوط وصافي » يقول الصبي بكل ألم.
أم الطفلين التي تعاني هي الأخرى من مشاكل في النطق، ومعاناة ابنيها زادت محنتها، خاصة وأن رب الأسرة دخله محدود ولا يقوى على مجاراة نفقات المستشفيات.
ووضع الصبيان وأسرتهما أملهما في الله أولا، وفي من يساعدهما من ذوي القلوب الرحيمة في تسهيل حياتهما، للخروج من سجن المرض.