طاجين البام لن يكون جاهزا في أكتوبر 

16 أبريل 2016 - 22:00

فتحت سوق التكهنات أبوابها حول المرشح للفوز بالمرتبة الأولى في انتخابات أكتوبر المقبل، وبدأت استطلاعات الرأي وبالونات الاختبار تتحرك لمعرفة اتجاهات التصويت لدى المغاربة في بلاد وحدها وزارة الداخلية من يجري فيها استطلاعات رأي منتظمة ودقيقة، حول حظوظ الأحزاب السياسية في كل استحقاق انتخابي، وعندما رأيت محمد حصاد متحمسا جدا لتخفيض العتبة من 6٪‏ إلى 3٪، وسخيا جدا في توزيع الدعم المالي المخصص للحملات الانتخابية بالتساوي على الأحزاب، كبيرها وصغيرها، وعندما قرأت مشاريع قوانين الداخلية التي تعطي اليد الطولى لرجال السلطة في التشطيب على من يريدون من اللوائح الانتخابية، عرفت أن استطلاعات الرأي التي تنزل من الأقاليم والعمالات تعطي تقدما كبيرا للمصباح الذي لم تتأثر شعبيته كثيرا. وزارة الداخلية مهمتها الأولى هي حراسة لعبة التوازنات القديمة بين الأحزاب. الفرق بين الأمس واليوم كامن في الأسلوب فقط وليس في الجوهر، لكن وزارة الداخلية اليوم أمام امتحان كبير لأن «البي جي دي» هزم النظام الانتخابي الجماعي الذي وضع منذ سنوات ليمنع أي حزب من الحصول على الأغلبية المطلقة في المدن، وقد يفعلها في انتخابات البرلمان.. من يدري.
آخر استطلاع للرأي عبر النيت قام به معهد Averty، وأجري بين فبراير ومارس من هذه السنة، نقرأ فيه، جوابا عن سؤال موجه إلى 1098 مغربيا ومغربية: «من سيكون رئيسا للحكومة المقبلة؟»، حوالي 45٪‏ يقولون بنكيران، و15.3 ٪‏ يقولون إلياس العماري، و8.3 ٪‏ قالوا نبيلة منيب، و4.8 ٪‏ قالوا صلاح الدين مزوار، و3.4 ٪‏ قالوا نبيل بنعبد الله، و2.3 ٪‏ قالوا شباط، في حين لم يأت ذكر على كبير الاتحاديين إدريس لشكر، فيما العنصر لم يحصل سوى على 0,7%.
أنا لا آخذ نتائج هذا الاستطلاع، الذي نشرته مجلة «تيل كيل»، بكل تفاصيله، فهو أجري على عينة عشوائية ووسط مستعملي النيت فقط، وهؤلاء يمثلون شريحة معتبرة وسط الشباب وليس الكهول والشيوخ والنساء وسكان البوادي، وأصحاب النيت لا يشاركون بنسبة كبيرة في الانتخابات، لكن مادة الاستطلاع، مع ذلك، تصلح مؤشرا لمعرفة توجهات الرأي العام التي نشعر بها كصحافيين في تماس يومي مع الشارع الحقيقي والافتراضي.
شعبية بنكيران مازالت واسعة، وهي لم تنحسر سوى في بعض الأوساط التي تضررت من قرارات حكومته أو التي لم يصل إليها شيء من «بركاته».. انظروا إلى رقم أخطر من الأول في هذا الاستطلاع، حيث سئل الناس عن الثقة التي يضعونها في الحكومة مقارنة بالثقة التي يضعونها في المعارضة، فجاءت الصورة مختلة بشكل فضيع (48.5 ٪‏ أعلنوا ثقتهم في حكومة بنكيران، فيما أعلن 17 ٪‏ فقط ثقتهم في المعارضة). انظروا إلى الفرق الشاسع بين بنكيران، الذي قاد الحكومة خمس سنوات ماضية، وبين الأمين العام للبام الذي لا يجر خلفه سوابق في تدبير الشأن العام.
ماذا يعني هذا؟ هذا له معنى واحد.. الطبقة الوسطى والبرجوازية في المدن الكبرى ستعطي ثقتها لبنكيران وحلفائه يوم 7 أكتوبر، والكتلة الناخبة في البوادي لن تمنع المصباح من نصر كبير للأسباب التالية: أولا، ليس هناك بديل جدي ومعقول لبنكيران يدفع الناس إلى المغامرة بالرهان عليه إلى الآن. ثانيا، لأن المصباح، وإن كانت حصيلته في الحكومة ليست نموذجية، فإن يده بقيت بيضاء ولم تغتنِ نخبه من العمل الحكومي ولا الجماعي، كما فعل آخرون على مدى عقود، ففي بلاد يمشي فيها الفساد عاريا لا يمكن للناس أن يغضوا البصر عنه. ثالثا، لأن بنكيران آلة تواصلية وتنظيمية فعالة، استطاع، بشخصيته وأسلوبه وقربه من الناس وحفاظه على تماسك الحزب، أن يصنع للمصباح شعبية كبيرة، وأن يدخل الحزب إلى أوساط لم تسمع من قبل عن رئيس حكومة أو زعيم حزب يتكلم وهو في الحكومة مثل سياسي ينتمي إلى المعارضة، ويشتكي وهو في السلطة كما لو أنه مظلوم أو معتقل سياسي. رابعا، لأن الحكومة أظهرت إحساسا اجتماعيا بأوضاع الفقراء حتى وإن كانت مبادراتها رمزية.. إنها والحالة هذه مثل الأعمش في بلاد العمى، علاوة على أن بنكيران أبدى شجاعة في التصدي لإصلاحين كبيرين (المقاصة والتقاعد)، وهذا ما جعل منه شخصية حاضرة طيلة الولاية الحكومية، ومحورا للجدل وسط محبيها وأعدائها، وهذا امتياز لا يحصل عليه كل السياسيين.
الآن الكرة في ملعب الدولة «العميقة».. هل تتحكم في أعصابها يوم 7 أكتوبر أم لا؟ هل تقبل أن تلعب مع بنكيران اللعبة بقواعد نظيفة أم لا؟ هل تعرف أن 120 دولة حول العالم اليوم من أصل 190 مسجلة في الأمم المتحدة تعتبر، بهذه الطريقة أو تلك، ديمقراطية لا تزور فيها الانتخابات، وتقبل التداول على السلطة وتحترم الحد الأدنى من الممارسة الديمقراطية؟
طبخة البام لن تكون جاهزة في السابع من أكتوبر، وأفضل شيء يمكن أن يتصوره أقطاب الدولة العميقة ألا يفوز حزب العدالة والتنمية بأكثر من 50٪‏ من مقاعد مجلس النواب المقبل، لكن هذا يفترض أجواء سليمة لا خوف فيها على العملية الانتخابية.. آنذاك يمكن للعدالة والتنمية أن يرفع رجله طوعا عن «l’accélérateur»، وأن يقبل بالمرتبة الأولى في الانتخابات دون الوصول إلى الأغلبية المطلقة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

khalid منذ 9 سنوات

تحياتي لك

hassan منذ 9 سنوات

الأيام بيننا أيه البجدة. أما فخدام والحمد لله انما لاأطيقكم البتة.

مغربي حر منذ 9 سنوات

وشهد شاهد من أهلها... أنت قلتها ولخصت الموضوع... حزب النذالة والتعمية خدم مصالح البنك الدولي والأجندات الدولية وأجندة الدولة العميقة وبالتالي خذل الشعب وخان مصلحة الوطن... فهنيئا لخراب النذالة والتعمية حزب النفاق بهذا الانجاز وهذا الانتصار...

driss منذ 9 سنوات

Dans l'histoire politique du Maroc, les instituteurs ont toujours été au commandes et dans les appareils des partis politiques. Ils n'ont produit que la médiocrité, le parlement est remplis de profs. Le système éducatif est classé parmi les derniers au monde et tout ce qui intéressent les moolimines c'est garantir une rentrée d'argent sans passer par le mérite. ils doivent avoir honte d'être responsable de la décadence de leur pays.

عبدو منذ 9 سنوات

العدالة و التنمية يده نظيفة جدا، السلاسة السياسية موجودة ، الكفاءات عالية جدا ، لا يوجد خيار لدى ما يسمى الدولة العميقة فا لأحزاب الأخرى غير جدابة، مع التغيرات التي عرفتها المعلومة فالشركاء الدوليين يركزون على تفاعلات المجتمع المدني و المصالح. ....و المصلحة تقتضي إخوان بنكيران

احمد منذ 9 سنوات

هده مجرد متمنيات السي بوعشرين البام سيكون جاهز ان شاء الله لانه للاسف هو المنافس القادر على تخليصنا ان شاء الله من بن زيدان و الذئاب الملتحية التي باعتنا الوهم واعلم ان طبقة الموظفين هي من صوتت بكثافة له في المرة السابقة وبما انه تكرفس عليها مزيان فهي اما تقاطع او تصوت ضده

ابو اميمة منذ 9 سنوات

بغيت غي نعرف هاد الطلبة المتدربون واش زعما ما عاقوش لراسهوم معرفتش اش تايسحاب ليهوم غايديرو راه الاغلبية د الشعب ساخط عليكم

أبو الاولاد منذ 9 سنوات

كان على الشعب المغربي أن يجرب البيجيدي وكانت خيبة أمل كبيرة

Prof_Biougra منذ 9 سنوات

خاب ظنك ، المغاربة أذكى منك ، وكما تفاجأ الجميع في انتخابات 4 شتنبر 2015 بفوز البيجيدي الكاسح خصوصا في المدن حيث يصعب شراء الذمم ، فسيتتفاجأون كذالك يوم 8 أكتوبر حين تظهر النتائج ، وإن غدا لناظره لقريب

الفاعل الاساسي منذ 9 سنوات

حزب العدالةوالتنمية ليس بالحزب المخيف لانه نشا بمباركة المخزن ، فالطريقة التي ولد بها الحزب هي ولادةقيصرية على يدطبيب جراح اسمه البصري ، كما ان ولادة الاصالة والمعاصرة هي ولادة غير طبيعية لهذا فالحزبان لا يختلفان كثيرا على اساس انهما يمتثلان لمشروع يعملان عليه وبالتالي الحكومة في المغرب ليس وحدها من يسير البلاد بل هناك فاعل اساسي هو من يحدد الوجهة والاختيارات ،من هنا يلاحظ ان الطبقةالوسطى لا تتفاعل مع الانتخابات ،فالانتخابات تتمركز بقوة في الاحياء الهامشية حيث يوجد الفقر وفي البوادي حيث تنتشر الامية والقبلية لهذا نلاحظ انحدار نسبة التصويت . نعم هناك احزاب لها قاعدة انتخابية مثل العدالةوالتنمية وحزب الاستقلال نظرا لاسباب معروفة وهذه القواعد لا تصوت على البرنامج الانتخابي بقدر ما ترتبط بولاء ، لهذا المنافسة لا تبتعد بين هذين الحزبين وباقي الاحزاب لها ادوار ثانوية حيث يلاحظ بعض الاصطفاف قبل الانتخابات .

مغريس منذ 9 سنوات

انت باغي غير تخدم و صافي

ضامي منذ 9 سنوات

مسكين نعم للمرسومين لا للتوظيف المباشر لا للزبونية و المحسوبية نعم لتكافؤ الفرص بين ابنا ء الشعب سنصوت للعدالة و التنمية

سوفيان بوشكور منذ 9 سنوات

منذ سنين تم تقزيم دور الأحزاب السياسية و أمناءها سوى كمبارسات. اليوم المغرب بحاجة لرئيس حكومة ديمقراطي يقود حكومة توافقية من خيرة أطر هذا الباد لان الأحزاب و رغم دورها الدستوري فهي للاسف لا تمثل الشعب المغربي و الحكومات المتعاقبة للاسف لا تمثل سوى الفئة الناخبة الضعيفة جدا بناءا على نسبة المشاركة و يجب قلب ابنوازين و ترشيح وزير أول من الذين لا يشاركون و لو ان الأمر غير دستوري. . لكننا في دولة ابمؤسساا و الأحزاب موجودة و لكن المواطن محتار من يختار من بينهم فكلهم لا يتوفرون على كاريزما رئيس حكومة المغرب الكبير برأسماله المادي و اللامادي. و انا ضد استطلاعات الرأي الغير مقننة بالمغرب و التي تعتمد فقط على تصويت االنت و هي غير معترف بها بتاتا لان أحزاب وظفت جيوشا بأموال مهمة للاستثمار في ابتمجيد لهذا و ضرب الاخر تحت الحزام. و يمكن لشخص واحد أن يصوت مئات المرات بأسماء مستعارة و لهذا لا معنى لتلك النتائج و ستجدونها امجد للسيد بنكيران لان شبيبتهم تصوت بأسماء متعددة و هو حق مشروع.

عبدالكامل محمد منذ 9 سنوات

من خلال كل ما قرءت وتابعت من اخبار وتحليلات ومناقشات واراء وتعليقات و... لا يسعني ان اقول الا كان الله في رجل السلطة الذي يريد فعلا خدمة بلد كالمغرب ! كان الله في عون من يجب عليه ان يمشي على البيض و ان يلعب على الحبل مع شيء اسمه افتراء "معارضة" وان يتحمل ضربات تحت الحزام من "حلفاءه" في الحكم وان يكبح جماح رفاقه في الحزب وهلم احترازات و تكتيكات لتثبيت نفسه في كرسي التدبير ... ونسال بعد كل هذا الجهد هل سيبقى له من زاد للاضطلاع بشؤون عباد الله !

عبدو منذ 9 سنوات

أنا سأختلف معك أستاذي بنسبة 360درجة وسأطرح سيناريو مغاير حول ما آذا كان بن كيران قادربالفعل على قيادة الحكومة للمرحلة ثانية أن عقاب المواطن سيكون بالعزوف السياسي وهذا سيعطينا مؤشرا على أن الشعب غير آبه بمن سيكون رئيسا للحكومة هل بن كيران أو العماري ؟.فهما وجهان لعملة واحدة بن كيران سقط في فخ المرسومين وان تراجع فشعبيته تكسرت بفعل مهاجمته للمدرسة العمومية والعماري الشعب يعرف مرجعيته السياسية والإقتصادية ولا ثقة في حزب ظله في القصر وجسده في المعارضة .فبالتالي المشهد السياسي المغربي ربما سيعيش أسوء نسبة مشاركة في تاريخه لأن المغاربة فاقوا وبن كيران خسر الرهان والبقية بين مفسد وصاحب سوابق

علال منذ 9 سنوات

الرقم الاهم هو نسبة المشاركة وهو رقم يجعل كل الارقام الاخرى بلا قيمة ولا معنى.

ابو اميمة منذ 9 سنوات

اظن في رأي المتواضع ان السيد بنكيران بنفسه لا يريد الحصول على اغلبية مطلقة لانه يعرف عواقبها وما ستجره عليه من حروب

hassan منذ 9 سنوات

أنا أقول لك سيد بوعشرين من سيفوز في الانتخابات . الحزب الذي يقسم أمام الملأ على مايلي: 1. الغاء المرسومين المشؤومين. 2. توضيف معطلي محضر 20 يوليوز. 3.عدم التحالف وبشكل قطعي مع "العدالة و التنمية"

التالي