بابتسامة لا تفارق شفتيها، وإيمان قوي بقضاء الله وقدره، أعادت إيمان كريكران، ضحية حادث ترامواي الدارالبيضاء، نهاية مارس الماضي، تفاصيل شريط حادث مؤلم، بترت على إثره يدها اليسرى.
الشابة، البالغة من العمر 23 سنة، والتي غادرت المستشفى بعد حوالي شهر، قالت في حديث مصور مع « اليوم24″، إن، يوم الأربعاء، الذي وقعت فيه الحادثة، كانت رفقة أقرب صديقاتها، حيث استمتعتا بيوم في مركب « سندباد »، وفي طريق العودة إلى المنزل على متن الترامواي، غفت من شدة التعب بسبب اللعب والمرح، لتفتح عيناها على وقع تساقط الزجاج والصراخ ويد ملتوية قُطعت، ووضعت إلى جابنها.
وعلى امتداد استرجاع شريط الحادث المؤلم، ظلت إيمان قوية جدا، مُحاولة تجنب البكاء، على الرغم من أن عيناها كانتا ثابتتان لا تتحركان، وتلمعان ما يشي باقتراب سقوط دمعة.
دقائق بعد استيعاب ما وقع، اتصلت بوالدها، ورددت له جمل تفيد: »تقطعات ليا يدي أبابا ». وإلى حدود اليوم، لا تزال إيمان تُعاني ألما شديدا على مستوى يدها المبتورة : »لا أزال أشعر بأن يدي في مكانها، لا أشعر بأنها قُطعت، بل والأكثر من ذلك لدي إحساس أن لي رغبة في تحريكها »، مؤكدة، أن الأطباء أخبروها أن الأمر عاد جدا، وأن العقل بعد حوالي سنتين سيستوعب أن اليد بُثرت.
[youtube id= »aQTQKdGJdn8″]
الشابة المُبتسمة، وعلى الرغم من قوتها وتقبلها ما وقع، إلا أنها لم تخف أنها عاشت لحظات عصبية، خصوصا عندما حاولت أول مرة وضع الحجاب على رأسها.
وغير بعيد عن مكان جلوس إيمان، كان والدها، حسن كريكران، يذرف الدموع ألما لما وقع لابنته، وفي لحظات متقطعة، كان يُغمض عينيه، ويتنفس عميقا، وكأنه يشم رائحة يُحبها بقوة.
دموع الأب، وترديده جملة « الحمد لله »، دفع فلذة كبده إلى الاستسلام إلى البكاء، ما جعل الدموع تتساقط على خذيها.
وكانت إيمان، قد أجرت، في منتصف أبريل الجاري، عملية جراحية ثانية، على مستوى ذراعها الأيسر، الذي فقدته في الحادث المؤلم. العملية تم إجراؤها، بعد تعفن الجرح، وظهور بقع سوداء على مستوى اليد، التي بترت بكاملها.
وتعود تفاصيل الحادث المؤلم، إلى بداية أواخر مارس الماضي، حين اصطدمت اشاحنة بقاطرة الترامواي، ما أسفر عن تسجيل إصابة 31 شخصا في صفوف الركاب.