« ما الذي تحقق وما الذي لم يتحقق في مغرب محمد السادس خلال 17عاما؟ ».. ذا السؤال طرح على رجال دين وحقوقيين وسياسيين من داخل الحقل المؤسساتي وخارجه، وتركت لهم حرية التعبير عن تصورهم لمغرب اليوم، وتحديد حاجياته.
البعض يرى الجزء الممتلئ من الكأس، فيما يرى البعض الآخر الجزء الفارغ، ومن بينهم خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة لـلجمعية المغربية لحقوق الانسان، ورئيسة إئتلاف الجمعيات الحقوقية بالمغرب.
وقالت : »نعيش واقع الاستبداد وتعمق الفساد والقمع والحصار، والتدهور الاقتصادي والمديونية المرتفعة، كل هذا يذكرنا بالثمانينات والسبعينات، وهو وضع كارثي، على مستوى مختلف المجالات، وما علينا هنا سوى أن نقارن التقارير الدولية، التي ترصد الوضع في المغرب، خلال السنوات الأخيرة بما قبلها، ليظهر لنا بجلاء إلى أي حد وضعنا كارثي ».
اقتصاديا، ترى الرياضي، ان جميع المؤشرات « تحيل على تدهور الأوضاع، والمجالات الاجتماعية، كذلك وصلت إلى الإفلاس ومنها التعليم والصحة وواقع الأمن والاستقرار ».
بالنسبة للجانب المتعلق بالحريات، ذكرت، ان حرية الصحافة، « تسجل سنة بعد أخرى، تراجع المغرب على الصعيد الدولي، من خلال استمرار محاكمات الصحف، ومنع أنشطة عشرات الجمعيات، ومنع تواجد بعضها ».
وأفادت قائلة : »السنوات الأخيرة من عهد الحسن الثاني، أحسن بكثير من الوضع الذي نعيشه اليوم، في مجالات حرية الصحافة وحرية التعبي،ر وحرية العمل السياسي، والعمل الحزبي والجمعوي، فالصحافة المستقلة بدأت عندنا في المغرب في العشر سنوات الأخيرة من القرن الماضي، حيث بدأ الانفتاح وتم إطلاق بعض المعتقلين السياسيين وتغيرت بعض القوانين التي كان يحاكم على أساسها المعتقلون السياسيون، كما صادق المغرب على مجموعة من الاتفاقيات، وتم تشكيل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، كما تم تضمين حقوق الإنسان في الدستور المغربي للمرة الأولى.. تلك الفترة شهدت شيئا من الانتعاش في مختلف المجالات، وقد استمر الوضع كذلك شيئا ما في بداية 2000، حيث بدأ الكلام عن الإنصاف والمصالحة والعهد الجديد وبعض التطورات، ولكن أحداث 2003 أرجعتنا إلى القمع والتعذيب والمعتقلات السرية كمعتقل تمارة »، تورد الناشطة الحقوقية.
ومضت مستدركة : »لكن فيما بعد، عشنا فترة انتعاش نسبية وقصيرة في 2011، إثر خروج حركة 20 فبراير، لكن بعد دستور 2011، بدأ التراجع مرة أخرى، ومنذ ذلك الوقت ونحن في تراجع وإلى غاية اليوم والمؤشرات كلها متراجعة، حيث نعيش الردة ومحاولة الرجوع بنا إلى سنوات القمع والحصار الممنهج ».