المصداقية أولا..

15 أغسطس 2016 - 09:17

السعار الانتخابي أصاب رموز التحكم وشرعوا في سياسة الهروب إلى الأمام، وإطلاق الكلام على عواهنه، والاستمرار في بيع الوهم للمغاربة، آخر علامات هذا السعار هو أن يتحدث كبيرهم بثقة متوهمة على رئاسة الحكومة، وهو يعرف جيدا أنه شخص مرفوض من قبل الطبقة السياسية الجادة، حتى ولو استطاع أن يحدث الخوف في أوساط آخرين بسبب أساليبه الترهيبية المعروفة.
البام حزب منبوذ من طرف فئات عريضة من الشعب خاصة على مستوى الحواضر الكبرى، وعلى مراكز النفوذ، الذين يعبرون عن خوفهم من الديموقراطية بدعم هذا الكائن الهجين، أن يدركوا بأن المغاربة يعرفون جيدا كيف تأسس هذا الحزب ولأي غرض جاء، ويعرفون جيدا أن محاربة “الإسلاميين” لا يمكن أن تتم بواسطة حزب لا مصداقية له وليس له مشروع ينطلق منه ولا برنامج يدافع عنه، ويعرفون جيدا بأن أي محاولة للتمكين لأدوات التحكم هي بمثابة نكوص حقيقي عن الخيار الديموقراطي الذي وضع فوق سكته الحقيقية منذ التصويت على دستور فاتح يوليوز 2011.
ولذلك تصدوا له في الانتخابات الجماعية والجهوية وسيلحقون به هزيمة نكراء بحول الله يوم 7 أكتوبر القادم.
لاحظوا بأن التحكم والمنابر الداعمة تقتات فقط على الأخبار الكاذبة والدعايات الرخيصة وبيع الأوهام للمغاربة، وصلت إلى حد التلاعب بالمصالح الوطنية مقابل أصوات انتخابية متوهمة.. ما معنى ادعاء التراجع عن إصلاح التقاعد إذا نجح في الانتخابات، في الوقت الذي عجز عن تقديم مقترحات بديلة لإصلاح أزمة صندوق التقاعد من إفلاس محقق؟!.
الحقيقة أنه منذ ولادة هذا الحزب، وهو تلاحقه طبيعة النشأة غير الطبيعية وأسلوب تدبيره القائم على الترغيب والترهيب، بحيث إن جل المواقع الانتدابية التي يتقلدها انتزعت بطريقة قسرية ضدا على الإرادة الشعبية، بما فيها منصب رئيس الجهة التي يحتلها كبيرهم في الشمال وغيرها من الرئاسيات..
كيف يمكن لشخص يقدم نفسه كمرشح لرئاسة الحكومة وهو عاجز عن التقدم للانتخابات التشريعية لاختبار شرعيته الانتخابية، وامتحان إرادة الشارع المغربي بواسطة الاقتراع العام المباشر؟!
لا يمكن لشخص أصبح رئيسا لجهة الشمال بواسطة أصوات الناخبين الكبار بعدما تسلل إليها بـ171 صوتا حصل عليها كمرشح وحيد في دائرة انتخابية نائية، أن يقدم نفسه كمرشح لرئاسة الحكومة دون المرور بامتحان الاقتراع العام المباشر.
يمكن أن تكون مدعوما من طرف جهات نافذة، ويمكن أن تحصل على الأموال المشبوهة بالطرق التي لم تعد خافية على أحد، ويمكن أن تستقطب بعض الأعيان بالطرق المعروفة، ويمكن أن تستأجر المواقع الإلكترونية والصفحات المشبوهة لنشر الكذب ونشر الأخبار المفبركة عن خصومك، لكنك لا يمكنك أن تكسب حب الناس ووفاءهم لأنك فاقد للمصداقية ولشرف خدمة الناس بنزاهة واستقامة..
لقد اختار مناضلو حزب العدالة والتنمية أن يجددوا الثقة في أمينهم العام وهو رئيس الحكومة من أجل إعادة ترشيحه في دائرته الانتخابية بسلا، إيمانا منهم بمصداقيته وحب الناس له أولا، واقتناعا منهم بحصيلته الإيجابية وأدائه الناجح ثانيا، ووفاء له على صموده أمام قوى التحكم والفساد ثالثا، وترشيحا له عن جدارة واستحقاق لمنصب رئيس الحكومة رابعا..
وقد قبل الأستاذ عبد الإله بنكيران هذا التكليف، وهي رسالة سياسية واضحة لمن يفهم معنى الديموقراطية ومعها معنى المصداقية أولا..

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Abdellah منذ 6 سنوات

Vous le PJD et le PAM . Vous êtes la version politique de Tom and Jerry. Nokta.

عباس منذ 6 سنوات

الرد على حامي الدين:انت لم تتخلص بعد من غباءك الذي يلازمك منذ ايام الدراسة عندما كنت تحفظ عن ظهر قلب ما يستدعي الفهم، لقد اكسبك تاطير الحركات الاسلامية بعض الثقة التي تعوزك ولكن مازلت تختبا في الصفوف الخلفية كما كنت تفعل في الاقسام الدراسية، لم ولن تستطيع الترشح في التشريعية لانك تعلم ومن خلفك انك رهان خاسر ولا شعبية لك..اما القيمة التحليلية لما كتبت فهي تحادي الصفر، و اليك الاسباب: اسلوبك ينم عن الحقد لكل ما لا تستطيع فهمه فانت لا تفهم كيف ان "كبيرهم" (في احالة ضمنية الى سحرة موسى ، و انت تبغي من وراء ذلك دغدغة المشاعر الدينية للقارئ و تدلس عليه ان الشرعية مع قولك) له قبول واسع واصبح يشكل بديلا حقيقيا في استحقاق اكتوبر...كما تستبلد القراء و تتحدث عن "انجازات " شيوخك بصيغة الماضي وكانها تحصيل حاصل، و الواقع ان جميع مؤسسات الحكامة تعطي ارقاما سلبية حتى لا اقول كارثية.. واخيرا انا شخصيا مقتنع ان ما تروج له هو للاستهلاك الداخلي للجماعة ... فحظا موفقا.

Fatima mounadil منذ 6 سنوات

أكبر تحدي للمدعو إلياس هو الترشح للانتخابات إذا أراد اكتساب الشرعية قبل الحديث عن رئاسة الحكومة