دراسة ترصد أسباب فوز "البيجيدي" في انتخابات 4 شتنبر وتأثر المعارضة

19 أغسطس 2016 - 11:33

كشفت دراسة جديدة بعنوان « الانتخابات الجماعية والجهوية بالمغرب: قراءة في النتائج وبحث في الأعطاب »، أعدها « المركز المغربي للأبحاث وتحليل السياسات »، عن جملة عوامل ساهمت في فوز حزب العدالة والتنمية، في انتخابات 4 شتنبر الماضي.

الدراسة التي أعدها محمد باسك منار، أستاذ باحث بجامعة القاضي عياض بمراكش، والتي تضمنها تقرير المركز، حول »المغرب سنة 2015 » حاولت رصد الأسباب والعوامل التي ساهمت في فوز حزب العدالة والتنمية، القائد للحكومة، مقابل تأثر أحزاب المعارضة.

وترى الدراسة، أن تصدر حزب العدالة والتنمية، لنتائج الانتخابات الجهوية بحصوله على 174 مقعد واحتلاله المرتبة الثالثة، في الانتخابات الجماعية بـ5ّ018 مقعدا، لا يمكن ربطه بعامل واحد، وإنما هناك مجموعة من العوامل المتضافرة.

وذكر من العوامل، الصورة الذهنية التي يحتفظ بها بعض الناخبين لحزب العدالة والتنمية، باعتباره « حزبا إسلاميا ينطلق من الهوية الإسلامية ويدافع عن الإسلام، وتميز أعضائه بإلتزامهم وانضباطهم وقربهم من السكان مقارنة مع أحزاب سياسية أخرى، ونظافة يد أغلب منتخبيه السابقين سواء على المستوى المحلي أو المستوى الوزاري، وحسن إدارة الحملة الانتخابية وحسن اختيار المرشحين ».

وأكدت الدراسة،أن حسن إدارة الحملة الانتخابية، وحسن اختيار المرشحين، والقدرة التواصلية لبنكيران والخطاب الشعبوي، لديه، وظهور المصباح بمظهر الحزب المستهدف والمحاصر، من طرف بعض الجهات كلها عوامل ساهمت في فوزه وتحقيقه لنتائج متميزة على مستوى المدن.

واستدركم التقرير : »إلا أن تشكيل مكاتب الجهات والجماعات، كشفت أن اللعبة الانتخابية بالمغرب، أكبر من أن ترتهن لنتائج كمية، فبالإضافة إلى الضبط القانوني والتنظيمي، ظهر ضبط آخر حد من طموح البيجيدي هو ضبط التحالفات، إذ لم يفز سوى برئاسة جهتين، مقابل فوز « البام » برئاسة خمس جهات، تورد الدراسة.

وبالمقابل، عرف حزب الاستقلال، بحسب الدراسة، « تراجعا معنويا كبيرا »، رغم احتلاله المرتبة الثانية على مستوى الانتخابات الجماعية بـ5083 مقعدا والمرتبة الثالثة، على مستوى الانتخابات الجهوية بـ119 مقعدا، وتراجعه على مستوى المقاعد الجماعية، بأزيد من 270 مقعدا، وخسارته في مدينة فاس، التي كانت بمثابة حاضنته الانتخابية الأولى.

واعتبرت الدراسة، أن حزب الاتحاد الاشتراكي، كان من أكبر الخاسرين إذ حصل على 46 مقعدا على مستوى الجهات، ولم يتجاوز عدد مقاعده على مستوى الجمات 2654، أي بتراجع يزيد عن 570 مقعدا مقارنة مع انتخابات 2009.

وعزت الدراسة، أسباب تواضع حزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، إلى مشاكلهما التنظيمية والدخول في معارك سياسية غير محسوبة النتائج من قبيل المشاركة إلى جانب كل من حزب الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الدستوري، في رفع مذكرة إلى الملك محمد السادس، تتهم بنكيران بإقحام الرموز والمقدسات بشكل يؤدي إلى انتهاك مبدأ المساواة بين الأحزاب السياسية، وهو ما أدى إلى استهجان واسع لها، حيث اعتبرت بمثابة استعطاف للملكية بمؤازرة المعارضة ضد رئيس الحكومة، تود الدراسة.

ورأت الدراسة، أن خطاب كل من إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، كان منفرا ولم ينافس الخطاب الشعبوي لبنكيران.

وبخصوص النتائج، التي حصل عليها حزب الأصالة والمعاصرة، الذي احتل المرتبة الأولى، على مستوى الانتخابات الجماعية، من حيث عدد المقاعد وترأسه لخمس جهات من مجموع 12 جهة وترأسه لمجلس المستشارين، فقد رأت الدراسة أنها كانت بمثابة تجديد للتطبيع معه، بعدما كان مهددا بالاندثار بسبب حركة 20 فبراير، التي طالبت بحله ورحيل رموزه، مما سيؤهله للعب دور أكبر في الانتخابات التشريعية المقبلة، بحسب الدراسة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي