الوجه الآخر لعلاقة الملك وقادة الدول الأجنبية...حزم ورفض للابتزاز!

21 أغسطس 2016 - 14:59

 

يعرف المغاربة الكثير عن صفات الملك محمد السادس، بساطته، قربه من الشعب، حبّه للحياةّ والسفر، اهتمامه بالفئات الاجتماعية الهشة، وحتى أنه سريع الغضب، لكن قليلون هم من يعرف الوجه الآخر للملك وقد قضى 17 عاما على كرسي الحكم، أي حزمه وصرامته، وحتى رفضه للابتزاز.

من خلال تعقّب الوقائع التي تسربت إلى الصحافة، ثمة أحداث كشفت عن صفات تبرر وصفه بـ»الملك الحازم». وقائع رصدتها «اليوم 24» سواء مع رؤساء دول أجنبية، أو شخصيات سياسية وطنية.

من علامات الملك الحازم، رفضُ الملك محمد السادس الرد على مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. الواقعة أوردتها مجلة «جون أفريك» في أوج الأزمة التي عرفتها العلاقات المغربية الفرنسية سنة 2014، على خلفية توجيه استدعاء، يوم 20 يناير 2014، من قبل القضاء الفرنسي لمدير الاستخبارات المدنية (الديستي)، عبد اللطيف الحموشي، أثناء تواجده في مهمة عمل رسمية بالعاصمة الفرنسية باريس للاستماع إليه في مزاعم تعذيب، وهي الأزمة التي تفاقمت أكثر بسبب تسريب تصريح للسفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا دولاتر، نشرته صحيفة «لوموند» يوم 18 فبراير 2014، شبّه فيه المغرب بـ»العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها».

تسببت مواقف فرنسا وتصريحات مندوبها الدبلوماسي في موجة غضب عارمة، شعبية ورسمية، لم يكن الملك محمد السادس استثناء منها. ففي فبراير 2014، نشرت «جون أفريك» قصاصة إخبارية جاء فيها أن الملك محمد السادس غاضب من فرنسا، وأنه رفض استقبال مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، كـ»تعبير عن رفضه للإهانات التي صدرت من باريس ضد مسؤولين مغاربة سامين». حميد برادة، صحفي بنفس المجلة، أكد الواقعة مرة ثانية في برنامج «مباشرة معكم» على القناة الثانية بتاريخ 11 مارس 2015، أي بعد عام من الواقعة، وهي المدة الزمنية التي استطاع البلدان التوصل خلالها إلى حلّ للأزمة.

كانت تلك الواقعة الأولى مع رئيس فرنسي، لكنها لم تكن الأخيرة، وإن لم تعلن رسميا. في مارس 2015، أعلنت وزارة الخارجية رسميا أن الملك محمد السادس رفض الرد على اتصال هاتفي من الرئيس النيجري، غودلاك جوناثان، بعد قطيعة طويلة بين البلدين بسبب الموقف من الصحراء، أما المبرر الذي ورد في بلاغ الخارجية فقد كان «خشية أن يتم استغلال الاتصال الهاتفي في أغراض انتخابية» داخلية.

بحسب فؤاد فرحاوي، الباحث في منظمة البحوث الاستراتيجية في أنقرة، فإن الرئيس النيجيري الأسبق (هزم في تلك الانتخابات فعلا)، أراد توظيف الاتصال الهاتفي مع الملك محمد السادس بغرض استعماله في استمالة الناخبين المسلمين في نيجيريا، والذي يخضعون لتأثير الطريقة التيجانية ثم الطريقة القادرية، وكلاهما يرتبط بعلاقات تاريخية وروحية قوية بالمغرب، وبإمارة المؤمنين. انتبه الملك إلى خفايا الخطوة التي قام بها جوناثان غودلاك، ورفض الرد على مكالمته، كانت تلك إحدى الضربات التي أسقطته في الانتخابات، التي انتهت لصالح خصمه محمد بخاري، والذي يبدو أنه يتجه نحو علاقات جديدة بين بلده والمغرب.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

[email protected] منذ 6 سنوات

رفضه ان يستقبل من موظف عادي اثناء مؤتمر المناخ رفضه للقمة العربية بالمغرب امتعاظه من مناداة القذافي له بلفظ بني